يوم دراسي مشترك حول المناهج الفلسطينية وتحديات الهوية

قال
رئيس جامعة بيرزيت د. خليل هندي لدى افتتاحه يوم دراسي مشترك مع المجلس التربوي
العربي في اراضي1948 ، إن هذا اليومnbsp;
يكتسب أهمية خاصة كونه يعالج مسألة الهوية والمناهج
الفلسطينية، فدور المناهج في تشكيل وقولبة الهوية ومن ثم تعزيزها وتشذيبها وتهذيبها
دورٌ لا خلاف عليه، وهذا الدور فرضه علينا تاريخنا المعذب من تشتت للشعب الفلسطيني
ما بين فلسطينيي داخل الداخل وفلسطينيي الضفة وفلسطينيي القطاع، وفلسطينيي الشتات في
الخارج. جاء ذلك في اليوم الدراسي الذيnbsp;
عقدته دائرة علم الاجتماع والإنسان في جامعة بيرزيت يوم السبت الأول من
كانون الأول 2012، حول المناهج وتحديات الهوية.

وأكد
د. هنديnbsp; nbsp;على أن جامعة بيرزيت هي الفلسطينية الأولى، لا من
حيث تاريخ الإنشاء فحسب بل أيضا من حيث التميّز الأكاديمي بكافة المعايير التي تستخدم
لتقدير جودة الجامعات،nbsp; وأضاف: نزعم أيضا
أننا جامعة وطنية، ونحن كذلك بالفعل على الأقل من حيث الطموح، لكن هذا الزعم يشوبه
بعض الشك من حيث أن الجسم الطلابي لدينا يفتقر إلى مكونين رئيسيين هما طلبة غزة ونحن
لا نلام على ذلك، وطلبة الداخل (أو داخل الداخل إن صح التعبير) وهذا أمر يحق أن نلام
عليه. ولعل انعقاد هذا اليوم الدراسي بجهد مشترك بين جامعتنا وبين مؤسسة فلسطينية من
الداخل، هي المجلس التربوي العربي، يشكل نقطة بداية لمزيد من الاهتمام لدينا بكافة
المسائل المتعلقة باستقطاب أهل الداخل نشاطات وطلبة وأساتذة.

وحول
اليوم الدراسي قال د. هندي: ا أمامنا مهمة صعبة هي مهمة تطوير مناهج تعزيز الهوية
الفلسطينية الشاملة وتستجيب للحاجات الاجتماعية المتباينة والواقع الاجتماعي المتفاوت
للتجمعات الفلسطينية المختلفة، ومن ثم كيفية ترويج استخدام هذه المناهج وتطبيقها.

من
جهته تحدث رئيس دائرة علم الإجتماع د. أباهر السقا عن الأهمية البالغة التي يخصصها
علم الاجتماع لمقاربة الهوية سوسيولوجياً وتربوياً، ودراسة السياسات الهوياتية
وأثرها على التمثلات المختلفة. وقال: ثمة اهتمام كوني بالمناهج لما قد تنتجه
عمليات التأريخ ووطننة الهويات وصور الآخرين في المناهج من صراعات في العالم، وقد
فصل الاستعمار بين المكونات المختلفة للشعب الفلسطيني، وولدت الظروف مناهج مختلفة
وأهداف مغايرة حسب السياقات لواقع التجمعات الفلسطينية المرتبطة بالسياسات
الهوياتية لبلدان إقامتهم، وأثر ذلك على نوعية المناهج وطبيعتها وأهدافها.

فيما
أعرب رئيس المجلس التربوي العربي د. محمود ميعاري عن سعادة المجلس بالتعاون مع
جامعة بيرزيت في هذا اليوم الدراسي، مؤكداً على أهداف المجلس المتمثلة في تعزيز
وترسيخ الهوية العربية الفلسطينية لدى الطلبة والمعلمين، وتشكيل مرجعية مهنية
تربوية وتعليمية للمجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، واحترام الخاصية القومية
والثقافية للمجتمع العربي الفلسطيني داخل أراضي 1948، إضافة إلى تطوير وتفعيل
التعليم اللامنهجي.

وأضاف:
تنعكس سياسة السيطرة والتحكم والإقصاء والتمييز بشكل واضح في مجال التعليم،
فجهاز التعليم العربي في اسرائيل هو في الواقع أداة للسيطرة على الأقلية العربية
الفلسطينية والتحكم بها وإقصائها عن عملية صنع القرار.

وفي
الجلسة الاولى والتي حملت عنوان: السياسات التربوية والهوية، والتي
أدارتها وعقبت عليها رئيسة قسم التربية الخاصة في كلية دافيد يلين للتربية في
القدس د. ديانا دعبول، قدم الأستاذ في كلية بيت بيرل ورئيس المجلس التربوي العربي
السابق د. محمد أمارة مداخلة بعنوان: السياسة التربوية الإسرائيلية تجاه التعليم
العربي، فيما قدم أستاذ التربية في جامعة بيرزيت د. جهاد شويخ مداخلة
بعنوان: السياسة التربوية في الضفة الغربية وقطاع غزة، واختتمت الجلسة
بمداخلة قدمها عميد الكلية الجامعية للعلوم التربوية في وكالة الغوث الدلية د.
محمد عمران، بعنوان: السياسة التربوية لوكالة الغوث تجاه التعليم في
المخيمات الفلسطينية في الشتات.

أما
الجلسة الثانية والأخيرة فقد قدمت دراسات نقدية لمنهاج المدنيات / التربية
المدنية/ التربية الوطنية، شارك فيها الأستاذ في مركز دراسات ومركز التعليم
الأكاديمي في أور يهودا د. مهند مصطفى بمداخلة بعنوان:منهاج المدنيات
للفلسطينيين في إسرائيل، إضافة إلى مداخلة بعنوان: منهاج التربية
المدنية/ التربية الوطنية في الضفة الغربية قدمها أستاذ الفلسفة والدراسات
الثقافية في جامعة بيرزيت د. عبد الرحيم الشيخ. فيما قدم الأستاذ في الجامعة
الإسلامية د. عاطف أبو سيف مداخلة عبر الفيديوكونفرنس من غزة،nbsp; بعنوان: منهاج التربية المدنية / التربية
الوطنية في قطاع غزة، وقد فام الأستاذ في دائرة علم الاجتماع والانساد أ.
علاء العزة بالتعقيب على هذه الجلسة.

يذكر
أن المجلس التربوي العربي في مناطق 1948، هو مجلس انبثق عن لجنة متابعة قضايا
التعليم العربي واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.