"عولمة فلسطين: الارشيف الرقمي الفلسطيني في جامعة بيرزيت في سياق دولي: نحو نظام فوضوي"

 اختتم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الاثنين الموافق 24 أذار 2014، فعاليات اليوم الأول من مؤتمره الدولي بعنوان: "عولمة فلسطين: الارشيف الرقمي الفلسطيني في جامعة بيرزيت في سياق دولي: نحو نظام فوضوي." والذي يأتي للتحقق من الطبيعة المنشِئة للأرشفة عامةً، وكيفية التعامل مع المصادر "الأولية" من حيث مصداقيتها وأهميتها.

اشتملت الجلسة الإفتتاحية على كلمة القاها رئيس جامعة بيرزيت د: خليل هندي. والذي رحب بالحضور، مؤكدا على أهمية مثل هذه المؤتمرات في الوضع الفلسطيني الراهن، حيث ركز على أهمية ارشفة التاريخ الفلسطيني، مشيراً إلى أن الأرشيف في السياق الفلسطيني يتعدى كونه مكاناً لحفظ المواد التاريخية من الضياع، بل إنه جزء أساسي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. والذي لطالما افتقده الفلسطينيون نتيجة عدم وعيهم بأهمية الأرشفة أو نتيجة استيلاء الطرف الآخر على أغلب المصادر الأرشيفية سعياً منهم لكتابة وتأكيد روايتهم وبالتالي توظيفها في بناء المستقبل بالشكل المرغوب. تلاها كلمة لمدير معهد ابراهيم ابو لغد للدراسات الدولية د. عبد الكريم البرغوثي، مشيراً إلى أن هدف المؤتمر هو البرهنة على أننا الأرشيف الحي، بحيث لكل منا رواية يسردها. وليس ذلك رداً على رواية العدو. وبذلك نساهم في تحديد المفهوم بعيداً عن النظريات المتعالية لتنقيبات وجهد دؤوب لإنطاق الصمت؛ حيث أن المفهوم يتحدد بالإنشباك المعرفي وتجارب الآخرين. مؤكداً على أننا لسنا استثناءً وإن كانت هناك خصوصية للحالة الفلسطينية. فالمنظور المقارن يساهم في إبراز القرابة الإنسانية مع الشعوب والتجارب الأخرى. ثم جاءت كلمة د: أن لورا ستولير بعنوان "أرشفة فلسطين: القوة المفاهيمية للاتوافق." والتي تناولت من خلالها تقديم تحليل مفاهيمي ونظري لعملية الارشفة في السياق الدولي وموقع فلسطين في هذا السياق.

جاءت الجلسة الاولى بعنوان "شظايا" وقد ترأسها وعلق عليها د. محسن يوسف، تحدث في هذه الجلسة كل من انوش سيني من جامعة كاليفورنيا، ود. حامد سالم من جامعة بيرزيت، وكارستين وابينر من جامعة بيرزيت، ود. سليم تماري من جامعة بيرزيت.

تحدثت انوش سيني حول "الانقاض كارشيف: المشهد والذاكرة في اناتوليا." مشيرة الى دور الانقاض التي مازالت موجودة في اناتوليا احد القرى التركية، وهل يمكن قراءة ما تبقى من أنقاض للمجتمعات التي تم تهجيرها كارشيف، وتمثيل وتوثيق للتاريخ من العنف ونزع الملكية. أما د. جامد سالم فقدّم ورقة بعنوان "التراث المادي كمصدر ارشيفي: الفخار كحالة دراسية." حيث ركز على الفخار كتراث مادي موجود في فلسطين، كمصدر قديم ويمكن من خلاله قراءة تفاصيل الحياة اليومية خاصة في الريف الفلسطيني. وهي مصدر للحضارة والتاريخ الحضاري في فلسطين. فيما تحدث كارستين وابينر عن موضوع "الإيمان بالتاريخ: المواد الارشيفية للمجتمعات المسيحية في الشرق الأدني." قدّم خلاله صورة عن المواد الارشيفية الموجودة وبالتركيز على مؤسسات مسيحية في الشرق الادنى. كما قام بتقديم مناقشة نقدية لبعض الأمثلة لإستخدام هذه الوثائق في كتابة تاريخ مسيحية الشرق. أما د. سليم تماري فقد قدّم ورقة حول المذكرات والسير الذاتية في فلسطين: مشاكل في المصادر المواد." والذي تحدث فيها عن مجموعة من السير الذاتية لشخصيات فلسطينية وعربية معروفة ودورها في عملية حفظ الذاكرة وتوظيفها في اعمال وسياقات مختلفة.

أما الجلسة الثانية فقد جاءت بعنوان "أنظمة" والتي ترأسها وعلق عليها احمد عزم. تحدث في هذه الجلسة كل من رونالد سوني استاذ التاريخ في جامعة ماشيغان. ودانيال لوي من المكتبة البريطانية، وعلي ويك استاذ التاريخ العثماني في الجامعة الامريكية في بيروت، وروجر هيكوك استاذ التاريخ في معهد ابراهيم ابولغد للدراسات الدولية. تحدث رونالد سوني في مداختله حول "فك اسرار المحفوظات السوفياتية" والتي أشار فيها إلى الوثائق التي تم نشرها من حقبة الاتحاد السوفياتي، حيث اراد من هذه الورقة استكشاف السياسة الداخلية في البناء والوصول الى المحفوظات بالإضافة الى اثار هذا الانفتاح الجديد للارشيف على اعادة بناء التجربة السوفيتية. أما دانيال لوي فقد قدم ورقة بعنوان "الارشيف الاستعماري في فترة ما بعد الاستعمار والعصر الرقمي: سجلات الخليج العربي والفارسي" وتحدث فيها عن وضع الارشيف الاستعماري في سياق عدد من المناقشات الاساسية المحيطة بالاستعمار والارشيف. بإظهار الارشيف الاستعماري كموقع لاستخلاص البيانات غير الملوثة. وقدم علي ويك ورقة بعنوان "رانكي العرب: أسد رستم وصناعة تاريخ ما بعد العثمانية" تحدث فيها حول الارتباط الوثيق لعلم التاريخ الحديث بمؤسسات الدولة القومية، وغيرها من العوامل، حيث ركز على اعمال اسد رستم. أما روجر هيكوك فقدم ورقة بعنوان "رقصة الموت، هابسبرج، 1916_1918 كما تعكسها وثائق وزارة خارجية امبراطورية النمسا المجر" وتحدث فيها حول قراءته في الوثائق الحكومية مشيراً إلى أنه ليس بالأمر السهل، لان هذه الوثائق تريد دائما اظهار شيئا ما وأخر تسعى الى اخفاءه.

أما الجلسة الثالثة فقد جاءت بعنوان "كلمات" والتي تراسها منير فخر الدين. وتحدث فيها كل من دورثي شيريدان مؤرخ ومؤرشف في المكتبة البريطانية، وموسى سرور من جامعة بيرزيت، وفانسان ليمير الاستاذ في جامعة باريس، وإيميليو دابيد استاذ في جامعة القدس- براد. تحدث دورثي شيردان في ورقته بعنوان "ارشيف معاكس؟ أفكار لفلسطين من مشروع المراقبة الشامل في بريطانيا" حيث قدمت تفسير لأهمية الوثائق التي كان يكتبها الناس العاديين في بريطانيا ابان الحرب العالمية الثانية، وكيف يتم استخدامها اليوم لتفسير كثير من جوانب الحياة في المجتمع، وهل يمكن استخدام مثل هذا النموذج في الحالة الفلسطينية. اما موسى سرور فقد تحدث حول "وثائق الوقف كمصدر لتاريخ القدس" تحدث فيها عن اهمية وثائق الوقف كمصدر لقراءة تاريخ القدس في الفترة العثمانية. أما فانسان ليمير فقد قدم ورقة بعنوان "عولمة القدس، نحو قاعدة بيانات لارشيفات أولية مفتوحة، معكوسة وفوق قومية." حيث تحدث عن أن أكثر ما يفتقر إليه مجتمع المؤرخين العاملين على تاريخ القدس هو أرضية مشتركة: منتدى ارشيفي وتأريخي، واداة للتبادل وتشارك المعلومات. أما إيميليو دابيد قدم ورقة بعنوان "أرشيفات المجلس التشريعي الفلسطيني: التفاعل بين الظلال والضوء." وتحدث فيها عن أن التاريخ الشفوي لعب دور مهم في التأريخ الفلسطيني، ولعب كمصدر بديل غير ارشيفي في بناء المصير الفلسطيني، في تحدي الرواية الإسرائيلية. وقدم امثلة على الظلال والضوء المسلط على أرشيفات المجلس التشريعي الفلسطيني والتأريخ السياسي للعملية الدستورية الفلسطينية.

مرفق رابط يحتوي على تسجيل الجلسة الأولى من المؤتمر:

http://awraq.birzeit.edu/mono1