وحدة التطوير الأكاديمي تناقش التحديات التي يواجهها طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل التعليم الإلكتروني

عقدت وحدة التطوير الأكاديمي، يوم الأربعاء 27 كانون الثاني 2021، لقاءً تربوياً بعنوان "التعليم الإلكتروني لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة بيرزيت: تحديات واقتراحات"، شارك به كل من: عضو الهيئة الأكاديمية في دائرة اللغة الإنجليزية وآدابها ورئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة د. عازم عساف، وعضو الهيئة الأكاديمية في دائرة الإدارة العامة د. محمد أبو زايد، ورئيس دائرة المناهج والتعليم د. أحمد فتيحة، والطالب في دائرة اللغة الإنجليزية وآدابها مؤنس نزال.

قدّم د. أبو زايد تجربته في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحدث عن الخصائص التي يجب على المجتمع والمؤسسات أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع هذه الفئات مثل تكييف الخدمات ليشاركوا في النشاطات التعليمية قدر الإمكان، وتوفير المصادر التعليمة المتنوعة لهم، وضرورة مراعاة الوصول الميسر للخدمات من قبل الطلبة والتسهيلات والمواءمة في التكنولوجيا والتمكين، وتعزيز قدرات الطلبة للقيام بالأنشطة العادية.

 وتحدّث أبو زايد عن احتياجات الطلبة التعليمية والإرشادية والاجتماعية، مشيراً أن معظمهم يبذلون جهداً مضاعفاً ولديهم اهتماماً عالياً في التعليم، لكنهم بحاجة إلى خدمات مساندة تتناسب مع احتياجاتهم حيث يترددون أحياناً في طلب المساعدة، إضافة إلى عدم معرفتهم حول الخدمات المتوفرة لهم. وبيَّن أن هناك طرقاً يمكن من خلالها إسناد طلبة الاحتياجات الخاصة مثال تكييف الامتحانات بما يتناسب مع حاجتهم مثل حجم الخط وغيرها، واعطائهم الوقت الكافي لإنجاز المهام وتخصيص بعض الساعات المكتبية لهم إضافة إلى تشجيعهم على العمل مع الزملاء والتواصل مع عائلاتهم. 

من جهته أوضح د. عساف أن لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة بيرزيت تأسست عام 2008 لاستهداف معظم فئات الإعاقات وعلى رأسها الاحتياجات البصرية، مشيراً إلى التحدي الكبير المتمثل في عدم وجود أي معلومات أو بيانات حول قدراتهم ووسائل دعمهم وبالتالي كانت مساعدتهم تتم بشكل فردي وغير منظّم، وكان دعمهم الأكبر على مستوى التكنولوجيا والمجالات الأكاديمية والاجتماعية والنفسية والعمرانية.

 وحول الظروف الحالية في ظل جائحة كورونا، بيّن د. عساف أنه يتم التواصل مع الطلبة و أهاليهم وتوفير ما يحتاجونه من كتب أكاديمية وتكنولوجية، والعمل على تيسير أمور الطلبة مثل توفير المنح المالية للطلبة وإجراء المسوح الاجتماعية لهم والتسجيل في المواد و التواصل مع أساتذة المواد فيما يتعلق بالواجبات والامتحانات لهم، وصيانة أجهزة الطلبة وطابعة بريل، وتوفير البرامج التي يحتاجونها في دراستهم والرد على استفسارات الأهالي حول الخدمات المقدمة لأبنائهم وبناتهم، كما وتم تعزيز وصولهم إلى موارد الحاسوب ومصادر المعرفة ومساعدتهم على تنمية المهارات التقنية والأكاديمية عبر البرامج و الأجهزة الخاصة، إضافة إلى توفير أجهزة محمولة و ثابتة ومتنقلة لتكبير النصوص والبرامج الناطقة والقارئة.

فيما قدم د. فتيحة عرضاً لنتائج بحث تشارك فيه كلية التربية حول التحديات التي تواجه طلبة ذوي الإعاقة في التعليم عن بعد،  وهو بحث قيد التطوير المشترك على المستوى الوطني و العالمي تشارك فيه 4 جامعات فلسطينية، هي: "بيرزيت، والنجاح، والقدس، والإسلامية"، وجامعة همبولت في ألمانيا، وهو بحث كمي كيفي، شارك به 200 طالب من تلك الجامعات، وتم الوصول إلى نتائج أولية منها أن طلبة الاحتياجات الخاصة في فلسطين متكافئة مع احتياجات الطلبة الآخرين العاديين، ومعظم الطلبة أشاروا إلى رغبتهم في العودة إلى الجامعة، نظراً لعدم توفر مكان لحضور المحاضرات داخل المنازل، وشعر هؤلاء الطلبة بالعزلة والوحدة والوقت الطويل في التعليم والافتقاد إلى البيئة الجامعية، وغياب القدرة إلى الوصول للكتب المترجمة وغيرها و افتقارهم إلى العلاقة بين المعلم والطالب ومسائل الاتصال في الانترنت و انقطاع التيار الكهربائي، وافتقاد هؤلاء الطلبة للعمل الجماعي، والشعور بالضغط العصبي والتوتر والصداع الناتج عن استخدام الأجهزة الالكترونية بشكل كبير، إلا أن البعض تحدث عن فوائد للتعلم الالكتروني من تخفيف مصاريف التنقل وعبء التنقل بين مرافق الجامعة. 

 

وفي نهاية اللقاء تحدث الطالب نزال عن أثر الجائحة على المكفوفين في جامعة بيرزيت، منطلقاً من تجربته الشخصية، مبيناً أن الطلبة المتضررين من الجائحة بشكل كبير هم الطلبة الأقل اعتماداً على التكنولوجيا قبل الجائحة، إضافة إلى طلبة السنة الأولى، مشيراً إلى عمله المشترك مع لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في تقديم الدعم لهم.

أما على المستوى الشخصي فأشار نزال إلى أن الجائحة كان لها بعض الإيجابيات كالراحة الجسدية لبعد المسافة بين منزله والجامعة وقدرته على تنظيم وقته بشكل أكبر وتخفيف التكاليف المادية لديه، وتعميق الشعور بالمسؤولية والرغبة في المساعدة بين ذوي الاحتياجات الخاصة والناس العاديين، إلا أن الجائحة قللت التفاعل بين الطلبة بشكل عام وطلبة الاحتياجات الخاصة في الجامعة وقللت فرص الانخراط في المجتمع والتي قد تضعف شخصياتهم.