توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة وندسور الكندية حول التعاون الأكاديمي

وقع رئيس جامعة بيرزيت د. خليل هندي ورئيس جامعة وندسور الكندية البروفيسور ألن وايلدمان اليوم الاثنين 28 شباط 2011، مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات البحث العلمي والتعليم العالي. يشار إلى أن هذه الاتفاقية تأتي لتوسع نطاق التعاون القائم بين المؤسستين في نطاق تنفيذ مبادرة استقلال القضاء والكرامة الإنسانية "كرامة" كمبادرة مشتركة بين معهد الحقوق في جامعة بيرزيت وكلية الحقوق في جامعة وندسور كندا.

جرى التوقيع بحضور نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية د. عدنان يحيى، ونائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. منير قزاز، ومساعدة الرئيس للعلاقات الدولية د. ميرفت بلبل وعميد كلية الآداب د. ماهر حشوة، والمديرين المشاركين لمشروع "كرامة " د. مضر قسيس من جامعة بيرزيت، والبروفيسورة ريم بهدي من جامعة وندسور.

وأكد د. هندي  على أهمية توقيع هذه المذكرة، والتي تأتي كجزء من أهداف جامعة بيرزيت وتطلعاتها في خدمة المجتمع، وعلى فخر جامعة بيرزيت بنجاح التعاون في نطاق مبادرة "كرامة" إلتي تهدف إلى دعم سيادة القانون وحق الفلسطينيين في اللجوء إلى نظام قضائي عادل عبر تعزيز استقلال القضاء، وترسيخ مبادئ الكرامة الإنسانية.

من ناحيته عبر د. وايلدمان عن سعادته لزيارة جامعة بيرزيت وتوقيع هذه الاتفاقية، آملاً أن تكون فاتحة لتعزيز وتوسيع التعاون والتبادل بين الجانبين في  مجالات متعددة.

وشدد د. يحيى على أهمية الاستفادة من توقيع هذه الاتفاقية في مجال التطوير والتبادل الأكاديمي للأساتذة والطلبة، والتعاون في مجال الأبحاث المشتركة، من ناحيته تحدث د. قزاز حول معاهد ومراكز الجامعة ودورها  في تطوير ودعم البرامج المجتمعية الهادفة لتطوير المجتمع الفلسطيني.

وكانت مذكرة التفاهم المتعلقة بتنفيذ مبادرة "كرامة" قد وقعت عام 2006. يشار إلى أن مبادرة "كرامة" تعمل على مجموعة من المحاور أبرزها: تطوير ومأسسة منهجية التدريب القضائي المستمر، وتفعيل مفهوم الكرامة الإنسانية في حماية الأفراد والجماعات، والمساهمة في بناء وتفعيل الائتلافات المجتمعية الداعمة لاستقلال القضاء والكرامة الإنسانية، وإسناد جهود التخطيط لمنظومة العدالة.

وتشمل نشاطات "كرامة" مساندة جهود التدريب القضائي المستمر عبر المساهمة في إعداد المدربين القضائيين، ومساندة القضاة في تطوير مواد وآليات تدريبية ذات جودة عالية يتم إعدادها وفقاً لإحتياجات وأولويات الجهاز القضائي في فلسطين، والعمل بشكل متوازي على تنفيذ مجموعة من النشاطات التدريبية للوصول إلى تبني أسلوب نموذجي للتدريب القضائي المستمر.

وتعمل كرامة على تعزيز مفهوم الكرامة الإنسانية عبر تضمينها في برامج التدريب القضائي، والترويج لها لدى الجمهور ومؤسسات المجتمع المدني، من خلال تعزيز الائتلافات وشبكات الدعم المدافعة عن قيم الكرامة الإنسانية واستقلال القضاء، وعبر مساندة القضاء الفلسطيني في تطبيق هذه القيم، وحراسته لحقوق الأفراد والجماعات وكرامتهم الإنسانية.

وهدفت المذكرة إلى تسهيل تبادل الطلبة والأساتذة بين الجامعتين، والعمل على تبادل المعلومات، والتواصل في مجال خدمات البحث، وتشجيع التعاون من خلال مشاريع بحثية قائمة، ومن خلال التأسيس لمشاريع بحثية جديدة مشتركة.

 وكانت مبادرة استقلال القضاء والكرامة الإنسانية "كرامة" قد عقدت اللقاء التقييمي لبرنامج تطوير مناهج التدريب القضائي، والذي ينفذ بالتعاون مع مجلس القضاء الأعلى.

وكان قد شارك في اللقاء  رئيس المحكمة العليا ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فريد الجلاد والقاضي القاضي د.عثمان التكروري، رئيس دائرة التدريب القضائي، وبروفيسور الآن ويلدمان، رئيس جامعة ويندسور، ود. منير قزاز، نائب رئيس جامعة بير زيت، وبروفيسور ريم بهدي، المديرة المشاركة في مبادرة "كرامة".

وأكد الجلاد أن السلطة القضائية تسعى باستمرار لتكريس المبادئ القانونية لحفظ حقوق المواطنين وكرامتهم، وتقديم أفضل خدمة قضائية للمواطن الفلسطيني.

وأشاد القاضي فريد الجلاد بجامعة بيرزيت وعبر عن سعادته بالعمل معها لتحضير مناهج علمية تعتمد على ثقافة تدريبية حديثة، وقال إن الهدف من هذا اللقاء هو تقييم عمل المجموعات الأربع التي عملت على تطوير المناهج التدريبية قيد التقييم، مشيداً بالجهد الذي بذلته اللجان الأربع، وقال "نعوّل على هذه التجربة الفريدة التي تمزج بين الثقافة العلمية والثقافة القانونية"، آملاً أن تحرز التجربة النتائج الإيجابية التي يتوخاها الجميع.

بدوره أكد د. منير قزاز أن السلطة القضائية هي أهم أعمدة الحكم الصالح والنزاهة الذي يشكل الإطار الضامن لحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وسيادة القانون في المجتمع الفلسطيني، مما يعد نمطاً هاماً لبناء الدولة الفلسطينية.

من جانبه أشار آلان ويلدمان إلى أن تنفيذ هذا البرنامج في فلسطين على درجة عالية من الأهميّة، وأشاد بأهمية تبادل الأفكار والتجارب، معبراً عن أمله أن تترك نتائج هذا العمل تأثيراً إيجابياً على أداء العدالة في فلسطين.

بدورها قالت "إن تعزيز الكرامة الإنسانية في فلسطين، مفهوماً وتطبيقاً، يقتضي العمل المشترك والمتكامل لكافة مكوّنات قطاع العدالة".

من جانبه أشار القاضي رائد عبد الحميد إلى أهمية الإعداد المدروس والمنظم لمناهج التدريب القضائي، بحيث يستطيع أي مدرب أن يستخدم هذه المناهج في المستقبل. وأشار إلى أهمية الزيارة التي قام بها القضاة الفلسطينيون العام الماضي إلى كندا، والفائدة التي تحققت من خلال الاطلاع على التجربة الكندية في التدريب القضائي.

ويعدّ برنامج تطوير مناهج التدريب القضائي الأوّل من نوعه في العالم العربي، ويهدف إلى تعزيز قدرات القضاة الفلسطينيين للبحث عن حلول للمسائل القانونية الشائكة، واستعراضها مع زملائهم القضاة، في بيئة تشجّع على التعلّم وتبادل الخبرات، الأمر الذي من شانه الإسهام في تعزيز استقلال القضاء وتحقيق العدالة وكرامة الإنسان.

وتضمن اللقاء الختامي سلسلة من ورشات العمل يتم من خلالها تجربة مناهج ومواد وطرق التدريب التي تمّ تطويرها خلال العام المنصرم، من قبل 15 قاضياً فلسطينييناً، بمساندة طاقم معهد الحقوق في جامعة بيرزيت. وقد دعي للقاء 45 قاضياً من مختلف المحاكم الفلسطينية، موزعين على ورش عمل تتناول كل منها واحدة من الموضوعات الأربعة، وهي: قضاء الأحداث، قانون المالكين والمستأجرين، قانون التنفيذ، والتأمين. وتعمل مجموعات العمل على جمع المعطيات اللازمة لتقييم البرنامج من جوانب مختلفة، بغية الخروج بتوصيات تتم دراستها لاتخاذ القرار المناسب بخصوص تنفيذ الدورة الثانية من البرنامج.

وحضر الافتتاح كلير لورو دوبي، القاضي في المحكمة العليا الكندية سابقاً، وكاثرين فريزر، رئيسة القضاء في مقاطعة البرتا، ودوغلاس كامبل، قاضي المحكمة الفدرالية في كندا، وكريس غرينشيلدز، ممثل كندا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.