تاريخ ثلاثة أنواع من حجارة فلسطين موضوعًا لسيمنار د. بشارة دوماني في المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات بالدوحة

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 1 شباط 2023، رئيس جامعة بيرزيت والمؤرخ د. بشارة دوماني، الذي قدّم محاضرة بعنوان "العمارة بالحجر الجيري والرملي والطوب: نحو تاريخٍ حديث للفلسطينيين"، قدّم فيها مشروع كتابه الجديد الذي يؤرخ للشعب الفلسطيني من خلال تاريخ الحجارة، وصناعة الحجر.

وقال د. دوماني إنّ مشروعه يدور حول الحجر نفسه باعتباره فاعلًا تاريخيًا، ومصدرًا لكتابة التاريخ الحديث للفلسطينيين، يتحدى سرديّة المكان والزمان والفاعلية الإنسانية الموجودة في معظم الأعمال التاريخية التقليدية، التي عادةً ما تصور الفلسطينيين على أنهم ضحايا أو مقاومون لقوى خارجة عن سيطرتهم. وأضاف أنّ دراسة تاريخ العمارة قد تؤدي إلى التفكير في أنّ تاريخ الفلسطينيين يتجاوز بكثير تاريخ فلسطين، ويكشف التناقض والتوتّر بينهما.

ورأى د. دوماني أنّ دراسة انتشار الحجر في كل مكان تقريبًا وعلاقته بالخيال اليومي تتيح تشكيل فهمٍ أعمق لعلاقة الفلسطينيين بالأرض ومنازلهم ومحيطهم الخارجي. وفي الوقت نفسه، تكشف عن مفارقات بناء منازل الآخرين في سياق استعماري استيطاني بطرائق تربك مفهوم "السكان الأصلانيين" الذي يقع في قلب الخطاب القومي؛ ما يساعد، كما قال الباحث، على رؤية ما وراء الإطار الاستعماري، لأنه يتطلب أخذ قرنين من الحكم العثماني على محمل الجد قبل الفترة الاستعمارية. وتسمح أيضًا بالتركيز على سنوات الظل للتاريخ الفلسطيني في القرن العشرين (خاصة 1939-1947، و1949-1965)، حيث كانت هذه السنوات حاسمةً في جهود "إعادة البناء" من خلال الحجر، والكتل، والأسمنت.

وتطرّق إلى تاريخ ثلاثة أنواع من الحجر: الحجر الجيري، والحجر الرملي، والطوب، وقال إنّ دراستها تؤطّر النطاق غير العادي للظروف الاجتماعية، والتجارب المعيشية، ووجهات النظر العالمية، لأولئك الذين يطلقون على أنفسهم الآن الفلسطينيين. وفي هذا السياق، شدد على أنّ تاريخ هذه الأنواع من الحجارة في فلسطين غني بالإمكانيات المجازية ومركزية الثقافة المادية؛ فالأحجار تحكي قصص الحياة اليومية، وتستطيع كذلك أن تكشف عن مغازيها السياسية.

وقد قدّم الدكتور عصام نصّار، رئيس برنامج التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا، مداخلةً تعقيبية شدد فيها على أهمية دراسة تاريخ الحجارة في فلسطين لأنها تكشف أبعادًا من تاريخ الشعب الفلسطيني مسكوتًا عنها. وقد أعقب السيمنار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته.