طلبة من جامعة بيرزيت يحققون إنجازًا لافتًا في مسابقة "ركن للتراث" ضمن فعاليات مؤتمر "مستقبل التراث الثاني" في القاهرة
في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل المشاركات الأكاديمية لطلبة جامعة بيرزيت، أحرزت الطالبتان لين السعدي ونغم حازم من السنة الثانية في قسم الهندسة المعمارية المركز الرابع في مسابقة "ركن للتراث"، والتي نظمت ضمن فعاليات مؤتمر "مستقبل التراث الثاني" في العاصمة المصرية القاهرة، بتنظيم من جامعة بنها.
عُقدت فعاليات المؤتمر في مجمع الإبداع الفني بقبة الغوري التاريخية في قلب القاهرة القديمة، أحد أبرز المعالم التراثية التي تعكس جماليات العمارة الإسلامية وعمقها الثقافي. جاءت مشاركة جامعة بيرزيت في المؤتمر بدعوة من الدكتور أحمد هارون، أحد منظّمي المؤتمر، بالتنسيق مع الأستاذ المشرف المهندس إبراهيم الهندي، ضمن جهود التعاون الأكاديمي والثقافي بين الجامعات العربية.
شهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والثقافية من مصر والعالم العربي، من بينهم الأستاذ الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، والمعماري حمدي السطوحي مساعد وزير الثقافة ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والمهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، إلى جانب الأستاذة الدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة، والدكتورة زينب فيصل عميد كلية الهندسة بجامعة بنها ومقررة المؤتمر.
تضمن اليوم الأول من المؤتمر برنامجًا غنيًا بالمحاضرات المتخصصة في مجالات التراث والمعمار، ألقاها عدد من الخبراء والممارسين البارزين، من بينهم المهندس وائل المصري من الأردن، والمعماري معاذ أبو زيد الذي قدّم رؤية معاصرة حول العلاقة بين الهوية والتراث.
في إطار فعاليات المؤتمر، أقيمت مسابقة "ركن للتراث" التي هدفت إلى تسليط الضوء على المدن التاريخية وإبراز أهمية التراث المعماري من خلال وسائل فنية معاصرة. وقد تألقت مشاركة جامعة بيرزيت بفوز الطالبتين نغم حازم ولين السعدي بالمركز الرابع عن عمل فني تناول التراث المعماري والثقافي لمدينة غزة، بإشراف المهندس إبراهيم الهندي، أستاذ تاريخ العمارة. جاء المشروع في شكل بوستر وفيديو فني استعرضا جماليات غزة المعمارية وتاريخها الغني في ظل الواقع المعاصر الصعب، ما منح العمل بُعدًا إنسانيًا عميقًا لاقى استحسان لجنة التحكيم والمنظمين.
استقطبت المسابقة مشاركات من عدة دول عربية من بينها مصر والأردن وفلسطين، ما أضفى على الحدث طابعًا عربيًا جامعًا عبّر عن تنوع الرؤى المعمارية والثقافية.
كما شارك المهندس إبراهيم الهندي في ورشة ميدانية نُظّمت على هامش المؤتمر، أشرف خلالها على مجموعة من الطلاب في جولة دراسية داخل أحد المواقع التاريخية بالقاهرة القديمة، شملت دراسة تحليلية للموقع، جمع معلومات ميدانية، ورسم تخطيطات معمارية، انتهت بإعداد مقترحات تصميمية ستُرفع للجهات المختصة.
تعكس هذه المشاركة حرص جامعة بيرزيت على تعزيز حضور طلبتها في المسابقات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، لما لذلك من أثر بالغ في تطوير مهاراتهم الأكاديمية والمهنية، وتوسيع مداركهم تجاه قضايا التراث والحفاظ المعماري، كما تمثل هذه المشاركات مساحة لاكتشاف اهتماماتهم المستقبلية في عالم العمارة.
وتؤكد التجربة أن العمارة ليست مجرد مهنة تصميم، بل أداة لفهم التاريخ، والتفاعل النقدي مع الحاضر، والمساهمة في صياغة مستقبل حضري أكثر إنسانية وعدالة.