طالبة الدكتوراة سالي شطارة تنشر ورقة بحثية حول الانفصام بين التعليم الجامعي والثقافة المجتمعية في فلسطين
نشرت طالبة الدكتوراة في التطوير التربوي "سالي شطارة"، إلى جانب الطالب "غاوي خليل" من ماجستير السينما والأفلام الوثائقية في جامعة دار الكلمة للثقافة والفنون، ورقة بحثية بعنوان: "الانفصام بين التعليم الجامعي والثقافة المجتمعية في المجتمع الفلسطيني – تشخيص وتوصيات".
جاء ذلك ضمن أعمال كتاب المؤتمر: "التعليم العالي في فلسطين، تحديات الواقع وآفاق المستقبل"، وذلك بعد مشاركتهما في وقائع المؤتمر الذي عُقد في الفترة من 24-25 تشرين الأول 2024. وقد تم نشر الورقة ضمن الطبعة الأولى من الكتاب الصادر عن دار الصايل للنشر والتوزيع – الأردن، في الصفحات من 79 إلى 106.
تناولت الدراسة الفجوة القائمة بين المناهج الجامعية والقضايا الثقافية والاجتماعية في المجتمع الفلسطيني حيث أكدت أن رغم الجهود المبذولة لتطوير التعليم العالي لا تزال هناك تحديات تتعلق بمواءمة المناهج مع متطلبات الواقع المجتمعي
وقد استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي لمراجعة الأدبيات وتحليلها بغية تشخيص الفجوة بين التعليم والثقافة المجتمعية وعلى الرغم من تأكيد الجامعات الفلسطينية على أهمية تعزيز الهوية والثقافة الوطنية إلا أن التطبيق الفعلي لهذه الرؤية ما زال موضع تساؤل
أوضحت الدراسة أن الجامعات تستمر في اعتماد أساليب تعليمية تقليدية تعتمد على التلقين مما يحدّ من التفكير النقدي للطلبة ودعت الورقة إلى تكامل عناصر المجتمع الجامعي بما يشمل الإدارة وأعضاء الهيئة التدريسية والمناهج والحركة الطلابية والبحث العلمي لتعزيز الثقافة المجتمعية
شددت الورقة على أهمية التمييز بين التعليم والثقافة مؤكدة أن التحصيل الأكاديمي لا يعني بالضرورة أن الشخص مثقف لذا أوصت الدراسة بضرورة الدمج بين اكتساب المعرفة المتخصصة وترسيخ الثقافة المجتمعية من خلال التعليم الشامل
أشارت الورقة إلى أن تحقيق التغيير الاجتماعي يتطلب مواءمة فلسفة الجامعات مع قيم المجتمع واحتياجاته وأكدت على ضرورة تعزيز الانفتاح بين الجامعات والمجتمع لضمان تكامل التعليم مع الواقع الفلسطيني
خرجت الدراسة بعدد من التوصيات العملية لسد الفجوة بين التعليم الجامعي والثقافة المجتمعية من أبرزها طرح مادة جامعية إجبارية بعنوان "الثقافة الفلسطينية" ومراجعة المناهج الجامعية وإدماج الثقافة المجتمعية في مضامينها وتأهيل الأكاديميين لتعزيز ثقافة الحوار والتفكير النقدي وتشجيع البحث العلمي وترسيخ اللغة العربية في الدراسات الأكاديمية وتفعيل النوادي الثقافية والمبادرات الطلابية لتعزيز الوعي الثقافي والاحتفاء بيوم الثقافة الوطنية الفلسطينية في الجامعات وتعزيز التعاون بين وزارتي التربية والتعليم العالي والثقافة للحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية
وأكد الباحثان أن هدفهما ليس الدعوة إلى التقوقع بل تطوير التعليم العالي ليكون ركيزة أساسية في بناء الإنسان الفلسطيني وتعزيز ثقافته الوطنية لمواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية الراهنة