ثلاثة من طلبة الجامعة يصممون نظاما ذكيا لمراقبة حركة المرور على الشوارع

 القدس الرقمي- نجح ثلاثة طلاب في جامعة بيرزيت من تصميم مشروع
تخرج بعنوان" Traffic Sensor Networks" وهو
عبارة عن تصميم نظام
ذكي وعملي لمراقبة حركة المرور على الشوارع.

وأصحاب
المشروع هم: هيثم
الصالحي, ومحمد عفانة، ومحمد الشلة، المتخصصون في هندسة أنظمة الحاسوب. وأشرف على
المشروع الدكتورة آمنة عليان والدكتور اياد طومار.

ويأتي
المشروع ضمن متطلبات التخرج للحصول على درجة البكالوريوس في هندسة أنظمة الحاسوب.

وتقوم فكرة
المشروع على تجميع معلومات عن الشوارع بخصوص حركة السير لمعرفة حجم
الازدحام المروري الموجود على تلك الشوارع، بالإضافة إلى معلومات عن متوسط سرعة
السيارات, ومعلومات عن الطقس كدرجة الحرارة ونسبة الرطوبة. يتكون المشروع من
جزئين, الجزء الاول وهو الـ System
Core, أي النظام الذي
يقوم بمراقبة ومتابعة حركة السير وانتاج المعلومات, أما الجزء الثاني وهو الـ End-user
Application, أي
البرنامج  الذي سيتعامل معه المستخدم والذي
يقدم عدة خدمات للمستخدم منها: معرفة حجم الازدحام المروري على الطرقات, ومعرفة
متوسط سرعة السيارات على طريق معين, وتزويده بمعلومات عن الطقس في مدينة ما.

أهمية
المشروع
تكمن أهمية
المشروع في تزويد المستخدم بمعلومات عن حركة المرور على الشوارع, حيث يستطيع أن
يأخذ قراراً مسبقا في أي طريق يسلك بناء على معلومات الازدحام، وبالتالي تسهيل
عملية التنقل على الطرقات. وايضا يلعب دورا مهما في تزويد مركز التحكم المروري بتلك
المعلومات التي من خلالها يتم متابعة وضع حركة المرور على الطرقات وانتاج قرارات
لمعالجة الشوارع التي تعاني من أزمة شديدة مثلا عن طريق تكبير الشارع او فتح مسالك
إضافية فيه. أما بالنسبة لمراحل إنجازه, فقد تم تصميم نموذج للمشروع وعمل بعض
الاختبارات على شوارع افتراضية وملاحظة النتائج, فمشروع كهذا حتى يتم تطبيقه على
أرض الواقع يحتاج الى جهد ودعم كبيرين.         

الفائدة
العلمية

فكرة المشروع
بحد ذاتها جديدة وغير مطبقة في فلسطين, الفكرة مطبقة في دول متقدمة وهي تستخدم
تقنيات أخرى مثل الـ GPS, الطلاب
الثلاثة في هذا المشروع استخدموا تقنية جديدة تسمى Wireless
Sensor Networks Technology, وهي عبارة عن شبكة من أجهزة الاستشعار تستخدم في نقل ومتابعة
ظاهرة معينة ومن ثم نقل معلومات عن هذه الظاهرة إلى مركز لمعالجة البيانات
والاستفادة من تلك المعلومات دون تواجد الإنسان عند تلك الظاهرة. وأيضا تم تصميم
الـ End-user Application  كـ Web
Application وذلك ليستطيع
المستخدم الاستفادة من الخدمات التي يقدمها هذا الموقع من أي جهاز كان سواء كان
جهاز PC  او Mobile ويتميز ايضا
هذا الموقع بأنه Dynamic وسهل التعامل معه حيث تتغير فيه المعلومات بشكل مستمر ودون عمل Reloading لصفحة الموقع
وذلك شيء مهم لأن النظام يتعامل مع معلومات مباشرة ويجب أن تظهر بشكل فوري
للمستخدم في حال حدوثها. أما بالنسبة للفائدة العلمية, فالفائدة قيّمة وكبيرة جدا
بالنسبة للطلاب, فالمشروع شامل لكثير من قضايا العالم الرقمي, فهو يحتاج إلى أن
تكون على علم في الـ Hardware وبشكل خاص في الـ Real-time and Networked Embedded
Systems وعلى دراية في
برمجة هذه الانظمة والتعامل معها, بالإضافة إلى معرفة في Networks
and Distributed Systems, والـ Software Programming وذلك لتصميم الـ End-user
Application.     

كيف يعمل
المشروع؟
بشكل مختصر, النظام
يعمل من خلال أجهزة استشعار تسمى Motes تكون مُوزعة في الشوارع بطريقة معينة, حيث من خلالها يتم اكتشاف
وجود السيارات وحساب سرعة كل سيارة على حدة عن طريق معرفة المسافة بين جهازي
استشعار ومعرفة الزمن الذي انتقلت فيه السيارة من جهاز الاستشعار الأول إلى جهاز
الاستشعار الثاني, حيث يقوم جهاز استشعار ثالث باستقبال الوقت للجهاز الاول والوقت
للجهاز الثاني لاسلكيا, ومن ثم يقوم بحساب السرعة عن طريق تقسيم المسافة والتي
تكون معروفة مسبقا على الزمن والذي يساوي الفرق بين الوقتين, ومن ثم تُرسل هذه
السرعات لاسلكيا لشارع معين إلى جهاز آخر يقوم بتجميعها ومن ثم إدخالها إلى جهاز
حاسوب مركزي يقوم بحساب متوسط السرعة لهذا الشارع, وبناء على متوسط سرعة الشارع
يتم تحديد إن كان هناك ازدحام مروري ام لا. وأيضا هناك جهاز استشعار خاص يقوم
بحساب درجة الحرارة ونسبة الرطوبة ومن ثم ارسالها إلى جهاز مسؤول عن تجميع معلومات
الطقس. ويتم عرض النتائج للمستخدم بناء على هذه المعلومات, حيث يتم عرض المعلومات
الرئيسية كمعلومات حجم الازدحام من خلال خريطة لموقع معين, تتغير فيه الوان
الشوارع بناء على هذه المعلومات, فمثلا اللون الأحمر يدل على ازدحام شديد, واللون
الاصفر يدل على ان حجم الازدحام وسط, واللون الاخضر يدل على أن الطريق سالك وحجم
الازدحام قليل.      

فرص
للاستثمار التجاري

الازدحام في
ازدياد مستمر, وهو يسبب الكثير من المشاكل للمواطنين, وبالتالي اهمية معرفة حالة
الشوارع أمر مهم عند جميع السائقين والمتنقلين داخل البلد. يعتقد الطلاب الثلاثة
أنه سيكون هناك اقبالا كبيرا على هذه الخدمة من قبل المواطنين. ولكن تطبيق مشروع
كهذا على مستوى الوطن يحتاج الى دعم كبير من المؤسسات والبلديات والحكومة,
وبالتالي يعد مشروعا وطنيا يحتاج إلى بذل جهود كبيرة.

صعوبات تغلب
الطلاب عليها
لا حصاد من
دون تعب بالنهاية, بالتأكيد واجعت الطلاب الثلاثة العديد من الصعوبات, ولكن تغلبوا
عليها. ومن ابرز المشاكل التي واجهتهم هي مشكلة الوقت, حيث لم يتفرغ الطلاب
للمشروع فحسب، فلكل مادة في تخصصهم كانت مشروعا بحد ذاته، وبالتالي كان الطلاب  يستغلون 
وقتهم بشكل حذر. وايضا من الصعوبات التي واجهتهم أنهم لم يحصلوا على القطع
في الوقت المطلوب وذلك لعدم توافرها في السوق المحلي ، فقد تم الحصول عليهما من
اسبانيا عن طريق الجامعة.     

ووجه الطلاب
شكرهم للجامعة  لتوفير مختبرات
مشاريع للطلاب بحيث يستطيع الطالب العمل فيها, كما لعبت الجامعة دورا اساسيا في
تزويد الطلاب بالقطع, حيث تولت مسؤولية شرائها.

ويخطط الطلاب
العمل في مجال الـWireless
Sensor Networks , فهنالك العديد من المشاريع التي يُمكن أن تطبق
من خلالها.

وأعرب الطلاب
عن أملهم أن تقدم الجامعة المزيد من الدعم للطلبة سواء كانوا يعملون على
مشروع تخرج أو مشروع عادي، مشيرين إلى أن تقدم الجامعة يكون بتقدّم مستوى طلابها, وأن
توفير الدعم المناسب للطلاب يزيد من مستواهم وابداعاتهم في المشاريع, فالطلاب
يمتلكون افكارا ابداعية تحتاج لمن يرعاها.

وبين الطلاب
ان الابداع في فلسطين يمر في مرحلة نمو ويحتاج لرعاية ودعم من مختلف الجهات
والمؤسسات.