صُنف ضمن أفضل 100 ألف باحث في العالم: د. عبد اللطيف الحسيني يتحدث عن أبحاثه ونشاطات معهد الصحة العامة والمجتمعية

أظهرت قاعدة بيانات تقييم الإنتاج العلمي للباحثين، التي أعدتها جامعة ستانفورد بالتعاون مع مؤسسة النشر العالمية Elsevier، أن خمسة من أكاديميي جامعة بيرزيت هم ضمن أفضل 100 ألف باحث في العالم، ومن أعلى 2% من الباحثين في مجالاتهم الفرعية للعام 2019.

أحد الذين جاءوا في هذه القاعدة مدير معهد الصحة العامة والمجتمعية وأستاذ الصحة العامة في جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف الحسيني، الذي تحدث عن طبيعة عمله وأبحاثه.

يقول الحسيني: "أركز في أبحاثي على دراسة الأمراض غير المعدية، ولكنني قد أغيّر توجهاتي البحثية بالتركيز أكثر على الأمراض المعدية عندما أشعر أن دراسة هذه المواضيع قد تساهم في الحد من انتشار المرض في فلسطين. وحول أبحاثي في مجال الأمراض غير المعدية، فإنني أركز على دراسة مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية في فلسطين والمنطقة، حتى أن رسالتي في الدكتوراة تركزت حول مقارنة مرضى السكري ونسبة تحملهم لنسبة الجلوكوز في الدم في كل من بلدة كوبر ومدينة رام الله، لتحديد أية عوامل خطرة مرتبطة بالحياة الريفية أو الحضرية في فلسطين".

مرضى السكري والقلب والأوعية الدموية

وحول اختياره التركيز على مرضى السكري، والقلب والأوعية الدموية بشكل خاص، قال الحسيني إن "مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية تنتشر بشكل كبير في فلسطين ومنطقة بلاد الشام. وهذه الأمراض تُسمى "المراضة المشتركة"، أي وجود مرض أو أكثر تتشارك مع الاضطراب أو المرض الرئيسي، التي قدد تترافق مع أمراض جسمانية أو سلوكية أخرى كالسمنة".

وأضاف أنه يمكن وقاية الأفراد من الإصابة من هذه الأمراض إلى حد كبير، من خلال زيادة الوعي حول العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري والقلب والأوعية الدموية، إلى جانب المساهمة في توفير بيئة مشجعة وداعمة لنظام حياة صحي. أما الأشخاص الذين يعانون من هذه المرض، ولم يعد بالإمكان الوقاية منه، فمن خلال هذه الدراسات، يمكن مساعدتهم للحصول على نصائح وإرشادات للحفاظ على صحتهم والتمتع بحياة صحية وآمنة.

وتابع الحسيني: "تعاونا في الماضي مع مجموعة من الباحثين من 8 جامعات في كل من فلسطين وسوريا والأردن وبريطانيا وإيرلندا، لتقييم العوامل التي تؤثر على مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، لتصميم نموذج إحصائي يُقدّر تطور هذه الأمراض وانتشارها".

صعوبات وتحديات

وحسب الحسيني، فإن معهد الصحة العامة والمجتمعية "يواجه العديد من التحديات أثناء العمل على أي مشروع بحثي، ولكن التعاون والعمل المشترك كان وما زال أساس عمل أعضاء المعهد منذ نشأته، فجميع الباحثين وأعضاء الهيئة الأكاديمية في المعهد يؤمنون بأن العمل الجماعي والتعاون حول أساس تطوير مجال الصحة العامة البحثي والأكاديمي. ونحن فخورون بأن معظم هؤلاء الأعضاء كانوا معظمهم طلبة الجامعة والمعهد تحديداً".

وتابع أن هذا التعاون والعمل ضمن الفريق يظهر جلياً في برنامج ماجستير الصحة العامة والمجتمعية الذي يتم فيه تدريب الطلبة للانخراط في نشاطات أكاديمية أساسها العمل لإنجاز الدراسات والأبحاث، وأن برنامج الماجستير هذا يركز على إنتاج المعارف، ويهدف إلى تزويد الطلبة بالمهارات والمعرفة اللازمة لإنتاج عمل بحثي بشكل جماعي.

اللجنة الوطنية الوبائية

وبخصوص عمل الحسيني في اللجنة الوطنية الوبائية، قال: "إن عملي ضمن المجلس الاستشاري للجنة، هو امتداد لعملي ومسؤولياتي في جامعة بيرزيت، وضمن جهود معهد الصحة العامة والمجتمعية تجاه المجتمع الفلسطيني. إذ إن عملنا الأساسي في المعهد لا يهدف فقط إلى تدريس الطلبة وتدريبهم، ولكن نُرّكز بشكل أساسي على استخدام الأبحاث والدراسات للمساهمة في تطوير القطاع الصحي داخل مجتمعاتنا المحلية وفي المنطقة والعالم. وكعضو في اللجنة، تعاونت مع ممثلين من وزارة الصحة، والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدني لصياغة خطط وإستراتيجيات، وتقديم التوصيات التي تساعد على الحد من انتشار الفيروس في فلسطين".

وأوضح أن اللجنة الوطنية الوبائية تراقب الوضع بشكل مستمر وتعمل على تكييف الخطط والإستراتيجيات بناء على ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع الفلسطيني، كما تحرص على توزيع المعلومات الدقيقة حول الوباء ومحاربة الشائعات والمعلومات المغلوطة.

نصيحة طبية

وختم الحسيني حديثه بالقول: أومن بدورنا كفلسطينيين تجاه مجتمعاتنا، وضرورة التزامنا بقرارات الحكومة وبروتوكولاتها الصحية، كالحفاظ على المسافة الآمنة، وارتداء الكمامة في المناطق العامة وتجنب التجمعات. وأعتقد أننا جميعاً، كأفراد ومؤسسات، يجب أن تتضافر جهودنا لتقديم الدعم والمساندة للفئات الأقل حظاً خلال هذا الجائحة. وعلينا أن نكون واقعيين في تقييمنا لمدى خطورة هذا الوباء. إنه خطر حقيقي. ولا يمكننا إنكار ذلك. ولكن عن طريق جهودنا مجتمعة، سنستطيع أن نحتوي الفيروس ونحدّ من انتشاره.