أستاذ إيطالي يقدم ندوة حول العلاقة بين الفلكلور والحياة اليومية

عقد معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت، السبت 26 كانون الثاني 2019، ندوة حول "العيش في التراث: الحياة اليومية والتقاليد وسياسات التراث في إيطاليا" قدمها فابيو موغناني، أستاذ تاريخ التقاليد الشعبية والاثنولوجيا الأوروبية والأنثروبولوجيا الأدائية في جامعة سينا – إيطاليا.

 وتطرق موغناني إلى كيف بدأ في السنوات الأخيرة علما الإثنوغرافيا (وصف الأعراق البشرية) والأنثروبولوجيا (دراسة البشر وسلوك الإنسان والمجتمعات الماضية والحاضرة) في التعمق والغوص بمجالات جديدة، مشيرا إلى أن التثبت من الاختلافات في وجهات نظر العالم والثقافات لم يعد اختصاصا حصريا للأنثروبولوجيا بعد الآن.

وناقش موغناني عمل إرنستو دي مارتينو، وهو عالم إيطالي أنثروبولوجي شهير، أعلن أن هناك حاجة لتوسيع الثقافات الغربية لفهمها للثقافات والأمم الأخرى. وعلق موغنايني بأن عمل دي مارتينو يركز على كيفية تجاهل الفلكلور والتقاليد من قبل المصالح الأكاديمية في ذلك الوقت.

يقول موغناني إن الأنثروبولوجيا أصبحت دراسة للآخر -كما هو الحال في الطبقات الدنيا للمجتمع- وأدى هذا التغيير إلى ظهور فكرة الفولكلور، التي بدأت في مجلة في منتصف القرن التاسع عشر كرست عمودًا لقصص الفلاحين والعمال والتقاليد الشعبية.

وأضاف أنه في ذلك الوقت أيضا تم تعزيز الحدود الوطنية، مما عجل بميلاد الدولة الحديثة، وتم تأسيس التراث المشترك كأداة حيوية لحماية سلامة الدولة القومية. وأشار إلى أن التراث والفولكلور تم إدخالهما في الأوساط الأكاديمية، ونتج عن ذلك الاهتمام بالمتاحف والعروض التي اصبحت جزءا من الهوية الوطنية.

وفي حالة إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، لاحظ موغنايني، أن الحكومات ربطت الهوية الوطنية والفولكلور والتراث بالملف الفاشي والنازي. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قال موغنايني، إن كل من إيطاليا وألمانيا بذلتا جهودا لفصل فلكلورهما وتراثهما عن الحكومات السلطوية التي كانت تسيطر عليهما.

ثم انتقل موغناني إلى مفهوم الحياة اليومية في الأنثروبولوجيا، مشيراً إلى أن هذه الفكرة لم تكن حديثة في تنفيذها أو تصورها. وناقش مفاهيم بيير بورديو الأكثر تأثيراً واهمها رأس المال الثقافي، والتي تدل على مجموعة من العناصر الرمزية مثل المهارات والأذواق، والقيم، التي يحصل عليها الفرد من خلال كونه جزءًا من طبقة اجتماعية معينة، والتجسيد المادي لثقافة الرأسمال.

واستكشف أيضاً "ممارسة الحياة اليومية" لميشيل دي سيرتو، والتي تحدد مفهومين: "الاستراتيجيات" و "التكتيكات"، موضحا أن الأول هو نتاج مؤسسات السلطة التي تحدد حيز الأفراد، بينما الثاني فهو نتاج تصرفات الأفراد للحصول على استقلالية مؤقتة.