سلسلة من المحاضرات الأسبوعية نظّمها برنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية

أعلن برنامج الدراسات الإسرائيلية بداية هذا الفصل الثاني 2021\2022 انطلاق سلسلة محاضرات أسبوعية من تنظيم وتقديم طلبة البرنامج، حيث تم حتى الأن عقد ثلاث محاضرات عامة.

عقدت المحاضرة الأولى يوم الأربعاء 13 نيسان 2022، بعنوان "لماذا ندرس "اسرائيل؟": العودة إلى الأساسيات"؛ قدمها الأستاذ والباحث في الدراسات الاستعمارية أ. خالد عودة الله، وأدارتها الطالبة في البرنامج لمى غوشة. تم خلال المحاضرة تقديم مجموعة من الملاحظات حول دراسة "إسرائيل" ضمن السياق الفلسطيني محاولةً الرجوع الى تاريخ هذه الدراسة وتحولاتها والقضايا السياسية والمنهجية المتعلقة بها.  ناقش عودة الله الأسباب والدوافع الرئيسة التي يجب أن يتم دراسة " اسرائيل" من أجلها، وعلى رأسها الدراسة من أجل التحرر، بمعنى محاولة إخضاع كل المعارف التي يتم اكتسابها في برامج الدراسات الاسرائيلية للتوجهات السياسية من أجل فهم المستعمَر للمستعمِر في سبيل التحرر منه. وشدّد على ضرورة تأطير المعارف المكتسبة وتحويلها لأدوات صراع مباشرة مع العدوّ بدون الانزلاق في وَهم التماهي معه أو تطبيع العلاقة به.

أمّا المحاضرة الثانية فقد ألقاها د. أباهر السقّا – أستاذ مشارك في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في جامعة بيرزيت- بعنوان "حيز البحث الميداني المستعمَر: ما هي أدوات وطرق البحث المنهجية؟"، وذلك بتاريخ 20  نيسان 2022، وقامت بإدارة المحاضرة الطالبة فيروز سلامة. تضمنت المحاضرة استعراض أهمية وموقع الميدان في الدراسة البحثية ومساءلة للأدوات والطرق المنهجية، إذ أن الميدان يُمثّل، في حيّز ونطاق الدراسة البحثية، انعكاساً للواقع الاجتماعي المستعمَر، وهو ما يشكل تحديات ومشكلات عديدة أثناء الدراسة والبحث يجب التعامل معها وتحديداً في قضية التقسمات الذي يعاني منها الواقع المستعمَر في فلسطين. مما يقود بدوره إلى البحث عن الأدوات البحثية الملائمة لدراسته وذلك لارتباط هذا الواقع بالبنية الاستعمارية المسيطرة وما تنتجه من إفرازات عديدة. وتطرقت الندوة إلى أهمية انتاج المعرفة البديلة والتحرر من هيمنة المعرفة الغربية وذلك من أجل البناء والبحث عن المنهجيات والأدوات البحثية التي تستطيع التعامل مع الواقع الذي يمثل بدوره الميدان\ الحيز البحثي المستعمَر.

أمّا المحاضرة الثالثة، فقد عُقدت بتاريخ 27 نيسان 2022، بعنوان ""ولادة الذات المهربة: النطف المحررة وسياسات الإنجاب في سياق استعمار استيطانيّ"، وقد قدّمها الباحث عز الدين أعرج، ضمن مشروع بحثي يعمل عليه لنيل درجة الدكتوراه من معهد جنيف للدّراسات الدولية والتنمية، وهو خريج برنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة بيرزيت، وقام بإدارة الندوة الطالبان نور الدين أعرج وياسر عاصي. تناولت المداخلة تجربة النطف المهربة من السجون الإسرائيلية من وجهة نظر زوجات الأسرى، وفي سبيل فهم الظاهرة، ركزت المداخلة على السياق العام حول ظاهرة النطف المحررة مرورًا بفهمها ضمن سياق الاستعمار الاستيطانيّ الإسرائيليّ، نهاية بفهم سرديات عائلات الأسرى حول هذه الظاهرة، بالتحديد في حالة التواصل العائليّ في ضوء النظر إلى مؤسسة السجن كمؤسسة للموت الاجتماعيّ. يأتي هذا كله في سياق محاولة فهم كيف تتفاوض زوجات الأسرى على السرديات الوطنية المختلفة، وكذلك كيف تعمل هذه السرديات في مجابهة التصورات الاستعمارية حول الأسرى وعائلاتهم. أثارت المداخلة الكثير من التساؤلات في أوساط الحضور، بدايةً بالسجال حول العلاقات الحميمية للأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية مرورًا بتجربة الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية، ونهايةً بنقاش منهجي أكاديميّ حول الأدوات الأجدى لفهم مثل هذه الظاهرة.