"ساعة اقتصادية" على إذاعة جامعة بيرزيت تناقش دور الزراعة في الاقتصاد والتنمية المستدامة
دعا د. حسن عبد الكريم، مؤسس وصاحب "مزرعة بيت نبالا" ومحاضر في جامعة بيرزيت، إلى إدراج برنامج دبلوم يشمل مساقات زراعية في الجامعة، تمهيدًا لتأسيس كلية زراعة على المدى الاستراتيجي، تكون موردًا اقتصاديًا مستدامًا لخزينة الجامعة. وأكد أن تنفيذ هذه الرؤية سيكون تدريجيًا وإيجابيًا، لما تحمله من إمكانيات تنموية وتعليمية.
جاءت دعوة د. عبد الكريم خلال مشاركته في البرنامج الاقتصادي "ساعة اقتصادية"، الذي بثته إذاعة جامعة بيرزيت ضمن فعاليات "مسار الصحافة الاقتصادية المرقمنة"، واستمر على مدار أربعة أسابيع. وخلال الحلقة، اقترح إقامة دفيئات زراعية داخل الحرم الجامعي، تُدار بالشراكة بين الطلبة والأساتذة، بما يعزز من مشاركة المجتمع الأكاديمي في مشاريع تطبيقية تربط الطلبة بالأرض وتزيد من وعيهم الزراعي.
وقد نُظّم هذا البرنامج التدريبي والتأهيلي من قبل مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، بإشراف نيبال ثوابتة، وبدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مستهدفًا تأهيل الخريجين الجدد في مجالات الإعلام الاقتصادي والاجتماعي، وربطهم بالواقع العملي.
وشدد د. عبد الكريم على أهمية استغلال أسطح المنازل للزراعة المنزلية، مشيرًا إلى البُعد الروحي والنفسي للعلاقة بين الإنسان والطبيعة، لا سيما في ساعات الصباح الأولى، واصفًا هذه العلاقة بأنها صوفية وعميقة.
وقدّمت البرنامج الإعلاميتان هديل أبو زينة ولميس ناصر، بإشراف د. بسام عويضة، رئيس دائرة الإعلام في الجامعة. وتميز البرنامج بأسلوبه الحديث في تناول القضايا الاقتصادية، وأتاح لطلبة الإعلام من جامعات فلسطينية متعددة إبراز قدراتهم المهنية.
وفي حديثه عن تجربته الشخصية، أوضح د. عبد الكريم أن مشروعه الزراعي بدأ كهواية، لكنه سرعان ما أثبت جدواه الاقتصادية، رغم التحديات التسويقية، مشيرًا إلى شجرة العنّاب كمثال على النباتات ذات العائد الجيد.
وردًا على المقولة الشائعة "الزراعة لا تُطعم خبزًا"، رفض د. عبد الكريم هذا القول، مؤكدًا أن الزراعة ليست فقط مصدر دخل مادي، بل هي وسيلة فعالة لتحقيق التوازن النفسي وتفريغ الطاقات السلبية.
كما أشار إلى عدد من المشاريع النسوية الناجحة في الريف الفلسطيني، مثل زراعة الزعتر وتربية الدواجن، داعيًا الشباب والمجتمع المحلي للاستثمار في هذه المجالات الواعدة.
وفي ختام حديثه، أكد د. عبد الكريم على ضرورة تعزيز مكانة الزراعة في المجتمع الفلسطيني، والعمل على إزالة المعيقات التي تحول دون الاستفادة من الأراضي الزراعية، وعلى رأسها مصادرة الأراضي من قبل الاحتلال، وغياب السياسات الحكومية الداعمة. وطالب بضرورة مساءلة وزارة الزراعة حول مدى دعمها للمزارعين، داعيًا إلى توفير قروض ميسّرة وتحسين آليات تسويق المنتجات الزراعية، بما يسهم في إعداد جيل من الطلبة مؤهل لسوق العمل الزراعي والاقتصادي.