رسالة من رئيس الجامعة إلى الطلبة - أخبار

14 أيلول 2011

 

عزيزاتي
الطالبات أعزائي الطلبة

 

أحييكم أجمل تحية في بداية العام الدراسي الجديد آملا أن
يكون عاماً مثمراً حافلا بالعطاء لما فيه خيركم وخير ناسنا وبلادنا، وأن نخطو فيه
خطوات واسعة نحو الحفاظ على جامعتنا، جامعة بيرزيت، صرحا أكاديميا رائدا، ونحو رفع
سويتها الأكاديمية لتبلغ في أقرب وقت مصافّ تليق بشعبنا وتضحياته.

 

كان بودي أن تقتصر رسالتي هذه على الترحيب والأمنيات
الطيبة. ولكن، للأسف، أراد البعض أن يحول دون ذلك. فكما تعلمون قامت جماعة
من الطلبة يوم الثلاثاء، السادس من هذا الشهر، بتعطيل الحياة الجامعية، إذ منعت
الطلبة الآخرين جسدياً من دخول الجامعة، كما قامت بإحراق إطارات أمام الباب الغربي
والتشاجر مع بعض الطلبة وإخراجهم من القاعات جبرا.

 

ولا
بد أيضاً أنكم أدركتم من خبرتكم أنه لم تكن هناك "مشكلة مالية"، فقد
كنتم، عدا بضع عشرات، قد سجلتم، وكان هناك نظام عامل بالتوافق مع مجلس
الطلبة يستطيع من خلاله الطلبة الذين يواجهون مصاعب التوصل إلى ترتيبات مالية. وقد
أنهي "الإضراب" ظهر اليوم نفسه دون الدخول في مفاوضات مع الإدارة، لأنه
ببساطة لم تكن هناك مشكلة ليجري التفاوض بشأن حلها.

 

إن
مجلس الأمناء ومجلس الجامعة مصممان على أن الوقت قد أزف لطرد العنف والقسر بكافة
أشكالهما من الحياة الجامعية في بيرزيت. وقد انعقد مجلس الجامعة كلجنة نظام،
واستدعى للمثول أمامه والإدلاء بشهاداتهم 20 طالباً وطالبة، وبالطبع لا يعني
الاستدعاء الإدانة المسبقة. غير أن بعض هؤلاء، أعرب عن نيتهم عدم الامتثال
للاستدعاء، محتجين أنهم قادة وأن ما حدث جزء طبيعي من الحياة الجامعية في بيرزيت
("وإن كانت هناك أخطاء"). هكذا من الواضح أن الجامعة مقبلة على فترة
صعبة، إذ أن قانون الجامعة ينص صراحة على ما يلي فيما يتعلق بلجنة النظام:

 

يحق للجنة أن تنظر في الشكوى أو المخالفة غيابيا إذا
امتنع الطالب المشتكى عليه من المثول أمامها وإعطاء إفادته، ويعتبر رفض هذا الطالب
المثول أو عدم مثوله أمام اللجنة بغير سبب تقبله اللجنة سبباً كافياً للتوصية إلى
مجلس الجامعة بفصله من الجامعة.

 

في
كافة الأحوال، مجلس الجامعة، وبدعم من مجلس الأمناء، مصمم على المضي في الإجراءات.
وكلنا ثقة من
أنكم ستنبرون للدفاع عن جامعتكم وعن مستقبلكم نفسه ضد كل من تسوّل له نفسه إلحاق
أضرار بهما، كي نستطيع التقدم معا نحو جعل جامعتنا جامعة حقة تسودها قيم السلوك
المتحضر وينتفي منها العنف والقسر.

 

واسمحوا لي أن أؤكد النقاط التالية، وإن كان في ذلك بعض
التكرار:

 

لم تكن هناك مشاكل حقيقية، سواء
مالية أم غير مالية. ولم يكن إغلاق الكتل الطلابية للجامعة إلا عرض غطرسة.
كان سلوك الطلبة المعنيين غير
مسؤول بشكل مضاعف لأنه أعطى صورة مسيئة للجامعة وللبلاد بينما عيون العالم
كله ترقبنا بانتظار استحقاق أيلول.
بعض الطلبة لا يسدد الرسوم رغم أن
أهلهم يعطونها لهم أو أنهم قادرون على ذلك، ببساطة لأن الكتل الطلابية تشجعهم
على ذلك بوعدهم أنها ستدافع عنهم.
رغم أن جامعة بيرزيت، كباقي
الجامعات الفلسطينية، ولأسباب معروفة، تعاني ضائقة مالية شديدة، إلا أنها لا
تضن أبداً على من يحتاج المساعدة من الطلبة. وقد بلغت قيمة المنح والمساعدات
المالية التي قدمتها الجامعة السنة الماضية ما يقرب من مليون دولار.
تنبغي إزالة كافة أشكال العنف
والقسر من الحياة الجامعية وإحلال معايير السلوك المتمدن مكانها، لا في جامعة
بيزيت وحدها، بل وفي كافة الجامعات الفلسطينية.
تتمسك جامعة بيرزيت بحرية الفكر
والتعبير وحرية الانتظام في كتل ومنظمات، بما في ذلك حق الإضراب، شريطة أن
يكون ذلك كله بلا عنف جسدي أو مادي أو لفظي وبلا قسر.
يهم الجامعة أن يكون فيها مجلس
طلبة وحركة طلابية فاعلان وناشطان. لكن ما لا تريده أنماط سلوك وممارسات
عنيفة ومسيئة.

 

لنقف
جميعاً صفاً واحداً كي تجتاز جامعتنا محنتها ولتصبح عن جدارة كما صبوتم دائماً
منارة للعلم والرقي والتحضر والعقلانية والاستنارة وحرية الفكر والمعتقد
والانتظام، ولكي تؤمنوا لأنفسكم مستقبلا زاهرا كخريجي جامعة ينظر إليها الناس جميعا
في الوطن وخارجه بإعجاب وفخر.

 

مع
تحياتي واحترامي،

 

خليل
هندي