رسالة الرئيس إلى مجتمع الجامعة بشأن بدء العمل على بلورة الخطة الاستراتيجية للأعوام 2022-2027

 

الزميلات العزيزات، الزملاء الأعزاء

مع انقضاء الشهر الأول من الفصل الحالي بشكل سلس، رغم الظروف الاستثنائية التي نمر بها، لا يسعني سوى تثمين جهود كوادر الجامعة من أساتذة وعاملين وطلبة، والتعبير عن الاعتزاز بروح التعاون التي تسود أسرة الجامعة، والتي تمكنا بفضلها من العودة للتعليم الوجاهي وللحياة الجامعية بعد فترة انقطاع صعبة فرضتها الجائحة.

لقد عانينا وما زلنا من العديد من المصاعب التي تستوجب منا جميعاً اليقظة والاستعداد في تعاملنا مع مستجدات يصعب أحياناً التنبؤ بوقعها وإيقاعها. ولكن ذلك لن يمنعنا من النظر إلى المستقبل بأمل متجدد مستند إلى إرادة راسخة في انطلاق الجامعة نحو المكانة التي تليق بها كإحدى أهم المؤسسات التي أنتجها شعبنا، رغماً عن الظروف غير المواتية.

كما هو معلوم، إن ترشيد العمل المؤسسي لا يتأتى دون تقييم وتخطيط. ومن هنا تأتي الحاجة إلى بلورة خطط استراتيجية متتابعة، نحن حالياً بصدد البدء بإحداها، كون الخطة الاستراتيجية السابقة ستنتهي في أوائل العام القادم. ومع بدء الاستعدادات للتقدم بهذا الاتجاه، فإنني أود التأكيد على أهمية عملية التخطيط لتعزيز فرص الحوار الداخلي، والمضي في مأسسة العمل الجماعي وتحديد سلم الأولويات الأكاديمية، مع تعظيم الاستفادة من فرص التشبيك مع العالم الخارجي. فتأتي عملية التخطيط في سياق تعاظم مؤشرات استعادة مكانة القضية الوطنية لمركزيتها في العالم، مما يمنح الجامعة فرصة سانحة لاستكمال دورها الطليعي، على أصعدة جودة التعليم والبحث، وإنتاج المعرفة التحررية، ومناهضة الاستعمار.

وضمن هذا السياق، فإنه سيتم، بمجهودنا الجماعي، العمل على بلورة الإطار الاستراتيجي للخطة، بما يشمل من رؤية، ورسالة، وقيم، وأهداف عامة. وفي هذا المعرض أود إعادة التأكيد على بعض المبادئ الأساسية التي نتشارك القناعة بها، والتي تشكل أسساً ناظمة لبلورة الخطة الاستراتيجية على جميع المستويات. في طليعة هذه المبادئ تأتي هوية الجامعة، مؤسسة وطنية مستقلة لا تهدف إلى الربح، تعددية منفتحة على الاختلاف البناء، تسعى إلى خدمة الفلسطينيين أينما كانوا. وفي سبيل ذلك، فإن الجامعة مستمرة في سعيها الدؤوب للتميز الأكاديمي من خلال إنتاج المعرفة التي تخدم المجتمع والإنسانية، والتي تساهم في صقل شخصية خريجيها ليتمتعوا بصفات قيادية تستند إلى فلسفة تعلم تفاعلية لا تفصل الفكر عن الممارسة. وعلى مستوى أسرتها، فإن الجامعة تسعى إلى جعل حرمها بيئة حياتية غنية، تزخر بتجليات نموذجية للمجتمع الفلسطيني الذي نريد.

غني عن القول إن هذه المبادئ تستند إلى قيم لطالما تأصلت في مجتمع الجامعة، وتتمثل بالوطنية، والحرية، وصون الكرامة، والعدالة والمساواة، والتنوع، وحرية التعبير، والحرية الأكاديمية، والنزاهة والمهنية، والتعلم مدى الحياة، وحماية الحق في التعليم، والحس البيئي، والحوكمة المستندة إلى مشاركة القرار، وصون استقلال الجامعة.

وإيذاناً بانطلاق عملية تطوير الخطة الاستراتيجية، ستصل للمعنيين من الزميلات والزملاء رسالة مفصلة من نائب الرئيس للتخطيط والتطوير، تتضمن معلومات عن العملية وخطة العمل وآليات المتابعة مع فريق إعداد الخطة، الذي سيعمل معكم لإتمامها حسب خطة العمل، التي سيبدأ تنفيذها قريباً. وتبعاً لمراحل العمل المتتالية، من المقرر إنجاز الخطة الاستراتيجية في 30 آذار 2022، ما يتأتى معه إمكانية التخطيط للعام القادم في ضوء ما سيتمخض عن الخطة من قرارات وإجراءات.

 

الزميلات العزيزات، الزملاء الأعزاء

لطالما تغلب صرحنا الأكاديمي على تحديات جمة، وهو ما يجب أن يعزز لدينا التفاؤل والثقة بما هو قادم. إن تعزيز الاستثمار في القدرات البشرية، وتحديد الأولويات اللازمة لإنتاج الفكر والمعرفة، ضمن استراتيجية متدرجة، من شأنه إيجاد البيئة المناسبة للارتقاء بالواقع.

لنعمل سوياً على بلورة خطة واقعية واضحة تقود عملنا نحو مستقبل يضمن تعزيز واستدامة روح وفكر بيرزيت.

 

دمتم بخير وعافية،،،

 

د. بشارة دوماني 
رئيس الجامعة