أرجوحة من عظام لوليد الشرفا تفوز بجائزة الدولة التقديرية للآداب

فازت رواية الدكتور وليد الشرفا، أستاذ الاعلام والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت بجائزة الدولة التقديرية في الآداب لعام 2022. وضمت لجنة الجائزة: الناقد والمترجم فخري صالح رئيس لجنة جوائز دولة فلسطين في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية للعام 2022، وعضوية كلٍّ من: الكاتب والناقد عادل الأسطة، والفنان محمد بكري، والقاص والكاتب الأمين العام المساعد لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين عبد الله محمد تايه، والفنانة رانية الياس، والفنان المخرج المسرحي فؤاد عوض، والناقدة الأكاديمية جهينة الخطيب، والفنان التشكيلي محمد خليل، والدكتور يعقوب حمودة.

 صدرت عن الدار الاهلية للنشر والتوزيع في عمان ودار الأمان المغربية في الرباط،  وهي الرواية الأخيرة من رباعية التحول والصدمة ، بدأت برواية القادم من القيامة عام 2008 ن وهي الرواية التي تصور الانكسار الذي أصاب الثورة الفلسطينية، وكانت الرواية الثانية عام 2017 ، وهي وارث الشواهد التي فازت بالقائمة القصيرة لجائزة البوكر، وهي رواية النكبة برؤية جديدة في اسلوبها وحبكتها حيث ترصد تحول الأسطورة الى عرق، وكانت" ليتني كنت اعمي " الرواية الثالثة عام 2019 التي ارخت لتعمق الخيبة بين الثورة والانتفاضة الثانية في جنين ونابلس اثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 2000، واعتبرت بشهادة نقدية علامة قاسية للخيبة الفلسطينية في سرديتها ومضمونها ومفارقاتها تكمل " ارجوحة من عظام " الرباعية برصد روائي مزيج بين التاريخ والتخييل لحصار كنيسة المهد والفظائع التي ارتكبت فيها، في موازاة حكاية أخرى لحالة من امل الشفاء حيث الحديث عن معجزة القديس في دير مار سابا. 

يتوزع السرد في الرواية بتداعيات غير منظمة بين التذكر والهلوسة، واختلاط المشاهد بين الكوابيس والواقع، وعلاقة الشفاء بالموت، وفكرة التداخل بين حالات الغماء الناجمة عن المرض وحالات الصدمة الناجمة عن معايشة الألم والجروح في كنيسة المهد. 

يقوم السرد الروائي الذي قدم للقارئ على انه سيناريو مشوه لمخرج فاشل، لم يستطع اخراج أي فيلم الا اخراج نهايته، ربما، ان نجح فيها، حيث يعيش مفارقة محمومة بين الألم الذي يعايشه بين الرصاص والقصف والجروح المتعفنة والجثث المحفوظة في كنيسة المهد، وبين الأمل والسكينة والهدوء في رحلة الاستشفاء من مرض في القلب في دير مارسابا، هذا الاستشفاء وهذه السكينة التي يقطعها تواجد "ايلي " الجندي المستوطن الطالب للشفاء أيضا. 

يتداخل في الرواية التخييلي والتاريخي، بشكل تتناوب عن سرده مجموعة من الملاحظات والاستدراكات والمشاهدات والاحلام وحالات التخدير والاغاني والأفلام وهي أسلوبية سردية وسمت الرباعية ووسمت أسلوب الشرفا الروائي الذي يوسم نقديا بانه مكثف وتجريبي. 

تتوالى المفارقات وتتسارع حد التداخل، وصولا الى انتهاء الحصار وتوزع المحاصرين في المنافي، لا يتوقف الامر هنا فاللقاء بين ايلي ويوسف يتخذ ابعادا أكثر مفارقة...