رحلة دراسية لطلبة تاريخ العمارة الإسلامية في جامعة بيرزيت إلى القاهرة والإسكندرية
في إطار تعزيز التجربة التعليمية وربط المعرفة الأكاديمية بالتطبيق العملي، نظّم قسم الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت رحلة دراسية ميدانية استمرت سبعة أيام، شارك فيها اثنا عشر طالبًا من مساق تاريخ العمارة الإسلامية، برفقة مدرسهم المهندس إبراهيم الهندي، حيث قاموا بجولة استكشافية شاملة لأهم المعالم التاريخية الإسلامية في القاهرة والإسكندرية.
شملت الزيارة عددًا من أبرز المواقع الأثرية في القاهرة القديمة، حيث تجوّل الطلاب في أحيائها التاريخية وأزقتها العريقة، ومنها الدرب الأحمر، وسوق السلاح، وشارع المعز، التي تزخر بالمعالم الإسلامية التي تعكس تطور العمارة الإسلامية عبر العصور. كما تضمنت الجولة زيارة أبرز المساجد التاريخية، مثل مسجد الحاكم بأمر الله، والمسجد الأقمر، والأزهر الشريف، ومسجد الحسين، ومسجد أحمد بن طولون، إلى جانب المجمعات المعمارية، والاسبلة، والأضرحة التي تعدّ جزءًا أساسيًا من النسيج العمراني للقاهرة الإسلامية. كما زار الطلاب قلعة صلاح الدين الأيوبي وجامع محمد علي، اللذين يمثلان نموذجًا رائعًا للعمارة العسكرية والدينية في مصر. ولم تقتصر الزيارات على المباني الإسلامية فقط، بل شملت أيضًا الأهرامات في الجيزة، والمتحف المصري الكبير، والمتحف الإسلامي، حيث أُتيحت للطلاب فرصة فريدة للاطلاع على القطع الأثرية النادرة وفهم العلاقة بين العمارة الإسلامية وتاريخ مصر الحضاري.
في سياق إثراء الجانب الأكاديمي للرحلة، حضر الطلاب محاضرة متخصصة حول عمارة المقابر في بيت يكن، حيث تعرّفوا على تطور تصميم الأضرحة الإسلامية وأهميتها التاريخية والمعمارية. كما زاروا الحرم الجامعي للجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث استقبلتهم مكتبة الجامعة وقدّمت لهم فرصة استثنائية للاطلاع على أرشيف كروزويل الخاص بالعمارة الإسلامية، إضافةً إلى مجموعات معمارية أرشيفية قيمة، مثل أرشيف حسن فتحي، ورمسيس ويصا، وسيد رجب، التي تسلط الضوء على تطور العمارة الحديثة في مصر ودور المعماريين البارزين في تشكيل ملامحها.
اختتمت الرحلة بزيارة سريعة إلى الإسكندرية، حيث استقبل الدكتور أحمد الزيات، رئيس قسم العمارة في جامعة الإسكندرية، والأستاذ محمد العواد، مدير مركز دراسات البحر الأبيض، الوفد الطلابي في مكتبة الإسكندرية، وقدموا لهم جولة خاصة لاستكشاف أرشيف المكتبة الغني ومقتنياته النادرة. كما زار الطلاب قلعة قايتباي، التي تُعد واحدة من أهم الحصون الدفاعية على البحر الأبيض المتوسط، ما أتاح لهم فرصة لفهم دور العمارة العسكرية في حماية المدن الساحلية.
عكست هذه الرحلة حرص جامعة بيرزيت على تقديم تجربة تعليمية متكاملة، تجمع بين الدراسة النظرية والتجربة العملية، ما ساهم في تعزيز فهم الطلاب للتراث والعمارة الإسلامية من خلال التفاعل المباشر مع المواقع الأثرية والتاريخية. كما مثّلت فرصة قيّمة لتطوير مهارات البحث والتحليل الميداني لدى الطلاب، وفتحت آفاقًا جديدة للتعاون الأكاديمي بين المؤسسات التعليمية المختلفة. مثلّت هذه الرحلة تجربة ملهمة للطلاب، حيث أضافت إلى معارفهم الأكاديمية بعدًا عمليًا، ورسّخت لديهم التقدير العميق للإرث المعماري الإسلامي، الذي يشكل جزءًا جوهريًا من الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة.