انطلاق مؤتمر "مراجعة الانتداب البريطاني على فلسطين" في جامعة بيرزيت

أطلقت مؤسسة الدراسات الفلسطينية بالشراكة مع جامعة بيرزيت وعدد من مراكز الأبحاث في فلسطين والمنطقة وفي أوروبا وأميركا الشمالية، يوم الاثنين 31 تشرين الثاني 2022، فعاليات مؤتمر مراجعة الانتداب البريطاني على فلسطين، في معهد ملحق الحقوق بجامعة بيرزيت. ويستمر لثلاثة أيام حتى يوم الأربعاء 2 تشرين الثاني، بمشاركة أكثر من 77 من الباحثين والأكاديميين والمؤرخين من فلسطين والعالم.

ويتناول المؤتمر الانتداب البريطاني (1922-1948) الذي يمثل أكثر من ربع قرن في تاريخ فلسطين الحديث، تم خلاله إرساء الأساس لانتزاع الحقوق السياسية الفلسطينية وإقامة دولة صهيونية. وهي فترة من التعبئة الفلسطينية النابضة بالحياة، والتي بدأت في أواخر العهد العثماني، واستمرت خلال الانتداب، حتى وصلت إلى ذروتها خلال ثورة 1936-1939 في المدن والريف الفلسطيني، رداً على الحقائق الجديدة المفروضة على الأرض.

ويسعى المؤتمر لاستكشاف هذه القضايا الحيوية، كما يعيد النظر في التاريخ الاجتماعي والقانوني والثقافي والاقتصادي والسياسي لفلسطين والفلسطينيين خلال فترة الانتداب، إلى جانب التعامل مع الانتداب كنظام قانوني وسياسي. ويجمع باحثين يعملون على مجموعة واسعة من المجالات والموضوعات من جغرافيات تمتد من تشيلي إلى فلسطين وأماكن أُخرى في العالم.

وقال مدير عام مؤسسة الدراسات الفلسطينية خالد فرّاج خلال كلمته الافتتاحية "دأبت مؤسسة الدراسات الفلسطينية منذ سنوات طويلة، على عقد مؤتمرها السنوي في فلسطين، بالتعاون مع جامعة بيرزيت، وتجري في أغلب الأحيان مشاركات عبر الفيديو من عدة مدن فلسطينية، مثل القدس وغزة وحيفا والناصرة، ومن الدول العربية والأجنبية. إلا أن مؤتمرنا هذه السنة يكتسب أهمية خاصة كونه يطرح موضوعاً مميزاً للنقاش والتفكير، وهو موضوع مراجعة الانتداب البريطاني على فلسطين الذي دام لأكثر من ربع قرن من تاريخ فلسطين الحديث، تم خلاله إرساء الأساس لإلغاء الحقوق السياسية الفلسطينية وإقامة دولة صهيونية. كانت تلك أيضاً فترة نابضة بالحياة والنشاطات والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مختلف المدن والقرى الفلسطينية."

وأضاف: "الذكرى المئوية للانتداب (1922 – 2022) هي مناسبة للتنديد والمراجعة الناقدة. التنديد لأن السياسة البريطانية المرافقة لانتداب عصبة الأمم على فلسطين شملت وعد بلفور المشؤوم الذي كان حجر الزاوية في تقسيم فلسطين وإنشاء الكيان الغاصب وتشريد أهلها. والتنديد أيضاً، لأن الحكومات البريطانية المتعاقبة لم تعترف بعد بهذه السابقة الكولونيالية ولا بمسؤوليتها التاريخية عن تشريد الشعب الفلسطيني وعن نكبته المستمرة حتى الآن. وهي مناسبة للمراجعة أيضاً كونها لحظة فارقة في دراسة وتقييم واستخلاص العبر من التجربة الكولونيالية التي استطاعت عبر ثلاثة عقود أن تحول فلسطين من ولاية شامية عثمانية ومن جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الواسع إلى مستعمرة مشبعة بالاستيطان الكولونيالي الصهيوني الذي شكل الرافعة الضرورية لإنشاء دولة إسرائيل وتقسيم سكان البلاد وتشريد أهلها في أنحاء المعمورة."

من جهته عبر رئيس جامعة بيرزيت د. بشارة دوماني عن اعتزاز جامعة بيرزيت بالشراكة الدائمة والوثيقة مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، مؤكداً على أهمية المؤتمر في تركيزه على فترة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني وهي فترة الانتداب البريطاني، مبيناً أن هذا المصطلح يخفي واقعًا أكثر عنفًا: هو الغزو الإمبريالي البريطاني للفلسطينيين واستعمارهم بهدف محوهم كمجتمع سياسي.

وقال: " يستعرض المؤتمر النمو المثير للإعجاب، من حيث النوعية والكمية ، لإنتاج المعرفة الأكاديمية عن فلسطين والفلسطينيين، حيث أصبحت هذه الفترة التي تمتد لثلاثة عقود تقريبًا (1918-1948) موضع اهتمام كبير للمؤرخين، على اتساع بقعتهم الجغرافية من الولايات المتحدة إلى تشيلي ، ومن بولندا إلى إنجلترا ، ومن لبنان إلى فلسطين والمزيد. ويتماشى المؤتمر أيضا مع هدف هام لجامعة بيرزيت: أن تكون مؤسسة للتعليم العالي لجميع الفلسطينيين أينما كانوا.

فيما بين الأستاذ المشارك في دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت نظمي الجعبة إنه لا يمكن فهم فترة هذا الاحتلال بغض النظر عما جرى بكل القرن التاسع عشر وبعد حملة نابليون على الشرق، مشيرا إلى وجود شح في الأبحاث التي تتطرق إلى التطورات التي جرت في فلسطين في تلك الفترة، من حيث الآثار، التراث الثقافي، التعددية العرقية، المجموعات الإثنية والعربية المختلفة التي حضرت إلى فلسطين.

ونوه الجعبة إلى وجود أبعاد وطبقات مثيرة لهذه الفترة، لم تجرى عليها دراسات بعد، ضاربا مثالا حول النقلة النوعية التي تمت على أوضاع المباني التاريخية في القدس، في الفترة التي سبقت الاحتلال البريطاني، وكيف كان وضعها وقد تردى، وكيف استطاع المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الحاج أمين الحسيني القيام بعملية شاملة ضمت غالبية المواقع في فلسطين لترميم المباني التاريخية.

بدوره، تطرق رئيس دائرة الأبحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ماهر الشريف في مداخلته عبر تقنية "زووم" إلى الآلية التي تحددت بها حدود فلسطين التاريخية، مفترضا أن الاستعمار البريطاني هو الذي وضع هذه الحدود بالشراكة مع المنظمة الصهيونية وفي غياب مشاركة العرب الفلسطينيين الذين حرموا من حقوقهم السياسية منذ صدور وعد بلفور.

يذكر أن المؤتمر عقد بالشراكة مع المؤسسات التالية: جامعة بيرزيت؛ مجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام؛ مركز الاتجاهات الجديدة في الدراسات الفلسطينية في جامعة براون؛ مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة كولومبيا؛ هيرينغ بالستيان في جامعة تورنتو؛ المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية، جامعة إكستر؛ مركز الدراسات الفلسطينية في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية، جامعة لندن.

وشارك في المؤتمر والجلسات مجموعة من الباحثين والأكاديميين والمؤرخين، الذين يعيشون هنا في فلسطين، أو في الخارج، وهم: شيرين صيقلي، منير فخر الدين، ماهر الشريف، جوني عاصي، سنابل عبد الرحمن، أريج أبو حرب، بسام أبو الندي، ندي أبو سعادة، تشارلز أندرسون، نيسا آري، حسين عيسه، ضياء البرغوثي، أمل بشارة، بريان بويد، سارة البلبيسي، مارتن بنتون، بيفيرلي بتلر، خوليو مورينو سيروجانو، لينا دلّاشة، سارة دويك، جنان أوزكان إلياكشيك، رنا بركات، إيلانا فيلدمان، سناء حمودي، محمود الهواري، دلال عريقات، سارة إيرفينغ، لورنزو كامل، هديل كركر، سينيثيا كريشاتي، إبراهيم محفوظ عبده، راشيل مايرز، نيفي مانشاندا، عادل منّاع، ريكاردو مارزوكا بوتو، سونيا مجشر أتاسي، سريماتي ميتر، رياض موسى، فلسطين نايلي، ماريسا ناتالي، جاكوب نوريس، ليلى بارسونز، أليخاندرو باز، شاري بلونسكي، غابرييل بولي، ماجدالينا بيسينسكا، طارق راضي، مي طه، تيري ريجير، رفقة أبو رميلة، لورا روبسون، أريج صباغ – خوري، سمر الصالح، مها سمان، كريس ساندال ويلسون، جهاد الشويخ، دينيس صبح، بيترو ستيفانيني، حمدان طه، سليم تماري، بريت ويندهاوزر، آنا إي. يونس، رنا عناني، توفيق حداد، ينس هانسن، إصلاح جاد، نظمي الجعبة، لانا جودة، غسان الخطيب، غادة المدبوح، مجدي المالكي، عصام نصار، حامد سالم، موسى سرور، حنا الطاهر.