إصدارات جديدة في 2021: كتابان في التاريخ والحضارة لأكاديميين من جامعة بيرزيت 

صدر مؤخراً كتابان للإكاديميَين في جامعة بيرزيت د. علي جرباوي أستاذ العلوم السياسية ومدير معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، ود. جمال ظاهر، الأستاذ المشارك في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت. ويحمل كتاب د. جرباوي عنوان "المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة، محاولة لفهم التاريخ" وهو صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، أما كتاب د. جمال ضاهر، فعنوانه "من الحضارة العربية إلى الحضارة العربية الإسلامية"وهو صادر عن دار الفارابي في بيروت. ويطرح الكتابان المنشوران حديثاً موضوعات متنوعة، تحتوي على نظرات متعمقة في فهم التاريخ وتطور الحضارات، واستشراف مسارها، إلى جانب البحث في تطور الحضارة العربية الإسلامية وطريقة تشكل الفلسفة والفلاسفة. وأدناه، نقدم عناوين وملخصات الكتب الجديدة: 

المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة، محاولة لفهم التاريخ

د. علي الجرباوي

يربط د. جرباوي، وهو باحث ومختص في الشؤون الدولية، في كتابه العلاقة ما بين تراكم المعرفة المادية عبر التاريخ مع تكوين الحضارة، ويجادل بأن الأخيرة- الحضارة- ناتجة عن استمرار تفاعل جدلية علاقة الإنسان مع بيئته المحيطة من جهة، ومع غيره من البشر ومع الأيديولوجيات المنتجة تعبيراً عن هذه العلاقة، من جهة أخرى. 

ويفترض د. جرباوي أن التاريخ، هو خط زمني متصل متوالي الأحداث، نتيجة للعلاقة المستمرة بين تفاعل الانسان مع بيئته والبشر والأيديولوجيات المنتجة لهذه العلاقة، والتي يعبّر عنها بتكوين ثقافات محلية، قد يتحول بعضها إلى حضارات عالمية تسير بشكل متصاعد عبر العصور. وهذا، بحسب الكاتب، يدل على مسار تطور الحياة البشرية، ويعكس ظاهرة العلمنة والعولمة في العالم. 

وفي كتاب "المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة، محاولة لفهم التاريخ" نظرة على مسار التاريخ البشري في المستقبل، إلى جانب إعادة قراءة طريقة تشكلّه في السابق، وذلك عن طريقة مراجعة تسلسل التاريخ في سياقه الزمني الطبيعي، وطريقة تطوره مع تطور وعي الإنسان بمنطلقاته وآرائه ومعتقداته، وباستعراض آراء فكرية لمنظرين ومفكرين مختصين بالتاريخ والحضارة. ففي نهاية الكتاب، يحاول د. جرباوي رسم إطارا نظريا يمكن من خلاله فهم وتفسير مسار التاريخ المتعلق بتطور الحضارة البشرية على الأرض في الماضي والحاضر والمستقبل. 

من الحضارة العربية إلى الحضارة العربية الإسلامية

د. جمال ضاهر

يعيد د. ضاهر، وهو روائي وباحث في مجال المنطق وعرب ما قبل الدعوة الإسلامية، يعيد النظر في الآراء السائدة بخصوص الحضارة العربية، وآراء القدماء والمعاصرين على حد سواء. ويبيّن كيف أنه كان للعرب قبل الدعوة الإسلامية رأي في العقائد وفلسفة في الدين، وأن الدعوة الإسلامية لم تكن خطاً فاصلاً بين ما كان قبل الدعوة وما جاء بعدها، من حيث الانشغال والاشتغال بالعقيدة والفكر. 

ويتتبع د. ضاهر حركة الفكر، متسلسلاً من الحضارة العربية إلى العربية الإسلامية، لاسيما المتعلقة بمساءلة الذات الإلهية ومسألة القدر، وحتى ظهور فرقة المعتزلة، وهي فرقة كلامية ظهرت في أواخر العصر الأموي وغلبت عليها النزعة العقلية في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل (المصدر: ويكيبديا)، في محاولة للإجابة عن مجموعة من الأسئلة منها: هل حقا كان على الحضارة العربية الإسلامية أن تنتظر حتى القرن الثالث للهجرة، حتى مجيء الكِندي (أحد أعلام المعتزلة) ليصبح عند العرب فلسفة وفلاسفة؟ وهل حقا كانت بدايات الانشغال الفكري، في الحضارة العربية الإسلامية، مع حركة الترجمات؟ 

ويرى الكاتب أن المسلمين الأوائل، العرب، ومن جاء بعدهم، أخذوا النصّ القرآني مرجعية لسجالاتهم وصراعاتهم العقائدية. وهنا، بحسب د. ظاهر، يُظهر الكتاب أنهم لا يخرجون عن كونهم امتدادا لحركة فكرية، تطورت في فضاء الحضارة العربية الإسلامية، بتأثير الشروط التاريخية الخاصة بها. وبين د. ظاهر في نهاية الكتاب أن الحضارة العربية الإسلامية لم تنتظر حتى القرن الثالث للهجرة، ليؤسسها الكِندي ويصبح عند العرب فلسفة وفلاسفة.