نادي جامعة بيرزيت البيئي ينظم اليوم البيئي الأول بعنوان: "البلاستيك والاستدامة البيئية"

 أكد رئيس جامعة بيرزيت د. خليل هندي أن الاستدامة البيئية تتعرض لمخاطر جمة في بلدان الشرق الاوسط وبشكل خاص في فلسطين، حيث  تمثل الممارسات الإسرائيلية انتهاكا فاضحا لقواعد القانون الدولي التي تكفل حق الشعب الفلسطيني في ممارسة سيادته القانونية على مصادره وثرواته الطبيعية، فقد عمدت السياسة العنصرية الإسرائيلية إلى بناء جدار الفصل العنصري الذي صادر العديد من آبار المياه الفلسطينية ومنع أهلها من استغلالها. جاء ذلك خلال فعاليات اليوم البيئي الأول الذي عقده نادي جامعة بيرزيت يوم الثلاثاء  22شباط 2011، بعنوان: "البلاستيك والإستدامة البيئية".

وأوضح د. هندي أن فعاليات اليوم البيئي والتي نظمها نادي جامعة بيرزيت البيئي الذي أنشأ حديثاً  كأحد نتائج مشروع ينفذه معهد الدراسات البيئية والمائية بتمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج  Tempus، وهو مناسبة خاصة للتذكير بأهمية الاستدامة البيئية في فلسطين، والتي ترتكز على ثلاثة محاور وهي التنمية الاقتصادية، التنمية الاجتماعية والاستدامة البيئية .

وشدد د. هندي أن جامعة  بيرزيت ومن خلال معهد الدراسات البيئية والمائية تلعب دورا حيويا في تنمية قطاعي المياه والبيئة من خلال تقديم الدعم الفني للمؤسسات الوطنية المعنية، وبناء القدرات من خلال البرامج الأكاديمية والدورات التدريبية وورشات العمل المختصة، وتقديم الابحاث العلمية التطبيقية والاستشارات الفنية.

من ناحيته أوضح مدير مشروع تمبوس د. زياد الميمي أن جامعة بيرزيت ومن خلال معهد الدراسات البيئية والمائية وكلية الهندسة، ترى أنه من الضروري المساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال المساهمة في التوعية البيئية وكذلك إجراء الأبحاث التطبيقية، مشدداً على ضرورة أن يتم أخذ زمام المبادرة والتقدم في العديد من المجالات وأهمها المحافظة على البيئة.

وأضاف: يحق لنا في جامعة بيرزيت أن نفخر بكوننا من أوائل الجامعات العربية التي حازت على تمويل من الإتحاد الأوروبي من خلال برنامج تمبوس، ومن خلال هذا المشروع تم إنشاء نوادي بيئية في الجامعات المحلية الثلاث في جامعة القدس والنجاح بالإضافة إلى بيرزيت، واعتبر أن فعاليات اليوم البيئي والتي أشرفت عليها المهندسة شهد الطيبي  هي إحدى أنشطة نادي بيرزيت البيئي.

من جانب آخر أكد نائب رئيس سلطة جودة البيئة أ. جميل مطور على أهمية التنمية المستدامة، والعمل على استدامة الموارد والحد من التلوث، مشدداً على ضرورة تنشيط ورفع الوعي البيئي في المجتمع والذي يقع على عاتق الطلبة.

وتحدث مطور حول دور سلطة جودة البيئة، حيث يتم العمل على اعداد مسودات ومشاريع القوانين البيئية التي تحكم وتضبط الأعمال التي لها تأثير على البيئة، وكذلك وضع المعايير البيئية الخاصة بالمواضيع المختلفة، ووضع الخطط الاستراتيجية بالتنسيق والتعاون الكامل مع مختلف الأطراف والقطاعات ذات الصلة، والقيام بعملية الرقابة البيئية وذلك بهدف تقييم وبشكل مستمر الواقع البيئي الفلسطيني.

وشدد على ضرورة العمل للحد  مما يقوم به الاحتلال من ضرب للبيئة ومصادرها عبر الإنتهاكات الإسرائيلية الممنهجة  والمستمرة، مشيراً أن سلطة جودة البيئة عملت على إقامة مكب للنفايات الصلبة كمكب زهرة الفنجان في جنين، ويتم العمل على إنشاء مكبين آخرين في أنحاء الوطن. وأوضح أن التوعية ركن أساسي تدلل على الحرص العالي لتعزيز مفاهيم المشاركة الطلابية والمجتمعية التي تصب في إطار التنمية المستدامة.وأكد عميد كلية الهندسة في جامعة بيرزيت د. عفيف حسن أن الاهتمام في البيئة والمحافظة عليها من بين هموم واهتمامات جامعة بيرزيت،  حيث تسعى الجامعة أن تكون مبادرة ومساهمة بفعالية في الحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث البيئي بكافة أشكاله من تلوث للهواء والماء و التربة و المحافظة على نوعية الهواء و الماء. فقد عملت الجامعة و منذ فترة طويلة و في وقت مبكر من أجل هذا الهدف، فأنشأت معهد الدراسات البيئية والمائية و مركز علوم المياه والبيئة.

وأضاف: بادرت الجامعة بإنشاء لجنة الحرم الجامعي الأخضر بهدف العمل من اجل جعل بيرزيت حرما جامعيا صديقا للبيئة ( أخضر)، كما قامت الجامعة ومنذ فترة طويلة بإقامة محطة معالجة المياه العادمة في الجامعة و الاستفادة من المياه المعالجة في ري الأشجار، كما عملت على تجميع مياه الأمطار من مسطحات المباني و الطرقات و ساحات الجامعة في خزانات خاصة لاستعمالها في المراحيض و الزراعة، لذلك نشطت الجامعة  لعمل خزان لتجميع المياه لكل من مبانيها .

وقال: اتخذت الجامعة خطوات لتوفير استهلاك الطاقة من عزل حراري للمباني الجديدة و التوجه نحو الإضاءة الموفرة للطاقة و تحسين معامل القدرة للأحمال الكهربائية لما يتجاوز95% ، كما أن هناك محاولات عديدة لاستخدام الطاقة المتجددة في تسخين المياه و التدفئة. من جهة اخرى  اتخذت الجامعة قرارا بحذر التدخين داخل مباني الجامعة، وقامت بعملية الزراعة والتشجير المستمرة داخل الحرم الجامعي، فهي بالإضافة لتحسين منظر الحرم الجامعي، فهي تساهم في تنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون، وهو احد الغازات المسئولة عن ظاهرة البيت الزجاجي و الاحتباس الحراري. كما بدأت الجامعة منذ ما يزيد عن 5 سنوات بعملية تدوير الورق من خلال فصله و تجميعه و من ثم إرساله إلى مصانع إعادة التدوير، آملاً أن تمتد عملية التدوير لمواد أخرى مثل البلاستيك الموضوع الرئيسي لنشاط اليوم.

أما من الناحية الأكاديمية فقد أضاف د. حسن أن هناك مساقات مختصة في معالجة المياه و هندسة البيئة في دائرة الهندسة المدنية و مساقات في الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة في دائرة الهندسة الميكانيكية. فقد اقر مجلس كلية الهندسة و المجلس الأكاديمي حديثا مساق "مفاهيم في هندسة البيئة" كمساق اختياري من ضمن  متطلبات الجامعة و الذي سيقدم من دائرة الهندسة المدنية بالتعاون مع دوائر الكلية الأخرى بدءا من الفصل الدراسي الأول القادم حيث سيساهم هذا المساق في رفع الوعي البيئي لدى الطلبة.

وقال مدير معهد الدراسات البيئية والمائية د. نضال محمود أن الاهتمام بسلامة البيئة لم يكن من أولويات معظم البلدان العالمية إلى زمن ليس ببعيد، بل أعتبر الكثير من الناس أن مواضيع البيئة هي من ترف الأمور وأن الاهتمام بها أمر مستهجن، خاصة إذا كان الحديث في دول العالم الثالث .

وأضاف: في فلسطين بشكل خاص لم تحظ مواضيع البيئة بأي اهتمام عبر سنوات الاحتلال بسب سياسات التجهيل وغياب المؤسسات الوطنية المهتمة بهذه الأمور، بل أكثر من ذلك فإن قانون البيئة الإسرائيلي لم يكن أبدا مطبقا في الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في العام 1967 ، وبقيت ولا زالت تلك المناطق الفلسطينية مستباحة للانتهاكات البيئية الإسرائيلية بكافة أشكالها من تدفق المياه العادمة المنزلية والصناعية غير المعالجة من الصناعات الإسرائيلية المختلفة والتخلص العشوائي للنفايات الصلبة بأنواعها.

وشدد د. محمود أن معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت يعتبر التنمية المجتمعية وزيادة الوعي البيئي من أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها منذ إنشائه عام 2001، حيث ساهم المعهد في معالجة مشكلة تدني الوضع والوعي البيئي من جذورها من خلال نشاطاته المختلفة وخاصة برنامجي ماجستير علوم وهندسة المياه والبيئة اللذين يطرحهما المعهد.

وأوضح أن تأسيس نادي بيرزيت البيئي لهو أمر حضاري، مهني وأكاديمي على مستوى عال، فمن جهة أصبحت الآن النشاطات البيئية غير الممنهجة جزءا من فعاليات طلبة الجامعة، وبالتالي فإن هؤلاء الطلبة  سيقومون بنقل مبادئ المحافظة على البيئة والتعامل السليم معها إلى كافة شرائح المجتمع وترسيخها لدى الأجيال القادمة لتكون تلك المبادئ من بديهيات الأمور لديهم، ومن جهة أخرى فان تعزيز النشاط اللامنهجي المستقل لدى الطلبة من شانه خلق وتعزيز مهارات هامة لديهم إضافة إلى المساهمة في صقل شخصيتهم وهذا يعكس المستوى المرتفع للبرامج الأكاديمية التي تطرح.

وفي كلمة نادي جامعة بيرزيت البيئي شكرت رئيسة النادي سيرين أبو جاموس جامعة بيرزيت والمعهد على تأسيسهم لهذا النادي الذي يهدف إلى خدمة المحتمع، موضحة ان الممارسات البيئية السليمة لها انعكاسات في مختلف جوانب الحياة وحتى على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي.

وأوضحت أن انشاء هذا النادي كان بدافع النهوض بالفكر البيئي ونشوء الثقافة السليمة ونقلها من الجامعة إلى المجتمع الخارجي، في جزء لا يتجزأ من المجتمع. كما تم إنشاء شبكة أندية بيئية مدرسية لا يستهان بها، إضافة إلى أن هذا المشروع فتح أبواب التعاون بين ستة جامعات هي بيرزيت والنجاح الوطنية والقدس  و3 جامعات دولية.

وأكدت أبو جاموس أن النادي يُعد وسيلة لتواصل الخريجين الذين يعملون في قطاع المياه البيئة، إضافة إلى التواصل بين اعضاء النادي والخريجين والطلبة من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالنادي، وقاعدة بيانات الخريجين التي يتم العمل على تطورها لتبادل التجارب والخبرات، و"الفيس بوك".

وكان قد اشتملت فعاليات اليوم البيئي على معرض "لإعادة استخدام الصناعات البلاستيكية "، وسلسة من المحاضرات العلمية، حيث ألقت المهندسة ملقينا الجمل محاضرة بعنوان: "هل يعد استخدام البلاستيك آمن صحياً"، فيما ألقى المهندس محمد الحميدي محاضرة حول تدوير البلاستيك في فلسطين، أما المهندس معاوية الريماوي فقد القى محاضرة حول إطارات السيارات والبيئة.