ندوة تناقش السياسات الأمريكية في زمن الإبادة
نظّمت دائرة العلوم السياسية في كلية الحقوق والإدارة العامة في جامعة بيرزيت، بالتعاون مع معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، ندوة بعنوان: "ترامب ومسار القمع: السياسات الأمريكية في زمن الإبادة"، وذلك يوم الإثنين، 2 حزيران 2025، ضمن مساق "غزة ودراسات الإبادة". استضافت الندوة كلًا من الأستاذة ديانا بطو، المحامية الفلسطينية والناشطة السياسية، والأستاذة ميشيل براويرس، أستاذة العلوم السياسية من جامعة ويك فورست، وأدارت الجلسة د. غادة المدبوح، رئيسة دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.
في مداخلتها، تناولت الدكتورة براويرس التغيرات المتسارعة في الداخل الأمريكي، معتبرةً أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة انحدار ديمقراطي واضح، حيث تُسجَّل مؤشرات متزايدة نحو السلطوية وتراجع في الحريات المدنية. وأشارت إلى أن هناك نمطًا مقلقًا من استغلال السلطة ضد المجتمع المدني والجامعات، في سياق محاولات لتقييد حرية التعبير ومحاسبة الأصوات المنتقدة.
وركّزت على تغلغل الأوليغارشية في بنية صنع القرار، وتآكل دور المواطن الأمريكي في التأثير على السياسات العامة. كما انتقدت براويرس الهجمات على المخيمات الطلابية، واعتبرت أن الجامعات باتت ساحة مواجهة للتيارات المؤيدة لفلسطين. وأكدت أن الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل يشهد تراجعًا، خاصةً بين الشباب؛ إذ تشير الدراسات إلى أن 93% من الديمقراطيين تحت سن الثلاثين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة.
من جانبها، ركّزت السيدة بطو على العلاقة بين اللوبي الصهيوني وصنع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا، معتبرةً أن هذه العلاقة ساهمت في ترسيخ سياسات داعمة للاحتلال الإسرائيلي ومشرعِنة للإبادة الجماعية الجارية في غزة. وأضافت أن السياسات الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو بايدن، لم تنفصل عن استراتيجية ثابتة هدفها ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة. وانتقدت بطو اتفاق أوسلو، معتبرةً أنه نقل القضية من مجال الحقوق إلى ميزان القوى، وأدى إلى ضغوط كبيرة على الجانب الفلسطيني، بما في ذلك الاعتراف بإسرائيل وقبول الاستيطان. ورأت أن النخبة الفلسطينية في مسار التفاوض ما زالت تعيد نفس الأخطاء، من قبيل الاعتماد على الوساطة والضمانات الأمريكية.
وفي الختام، شددت المتحدثتان على أهمية بلورة حركة تضامن عالمية ترتكز إلى الجنوب العالمي، بدل الاعتماد الحصري على الغرب، وأشارتا إلى الحاجة إلى تطوير نظرية ديمقراطية جديدة لفهم المرحلة الراهنة وتحليلها. وشهدت الندوة تفاعلًا ونقاشًا واسعًا من الحضور، مما أتاح مشاركة أوسع من الطلبة والأساتذة.