ندوة لدائرة التاريخ والآثار تناقش صورة عرب فلسطين في الخطاب الاستعماري البريطاني (1917–1936)

نظّمت دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت يوم الاثنين الموافق 12 أيار 2025 ندوة بعنوان "تصورات عرب فلسطين في الخطاب الاستعماري البريطاني 1917–1936"، قدّمتها الباحثة يسرى سلامة، المتخصصة في الدراسات البريطانية والأمريكية، بحضور عدد من طلبة الجامعة والمهتمين بالشأن التاريخي الفلسطيني.

خلال الندوة، استعرضت الباحثة سلامة نتائج بحثها الذي أجرته في الأرشيف الوطني في لندن، كجزء من أطروحة الماجستير حول فلسطين في فترة الانتداب البريطاني. وأشارت في مستهل حديثها إلى أن الدافع لاختيار هذا الموضوع يعود إلى مرور مئة عام على صدور وعد بلفور، واستمرار المأساة الفلسطينية منذ ذلك الحين.

تناولت الباحثة بدايات الانتداب البريطاني من خلال تحليل وثيقة وعد بلفور، وهي الرسالة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إلى اللورد روتشيلد عام 1917، والتي مثّلت الأساس السياسي والدبلوماسي لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. كما تطرقت إلى الموقف الرسمي البريطاني الرافض لتقديم أي اعتذار عن هذا الوعد، كما ورد في كلمة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في الذكرى المئوية للوعد، والتي عبّرت خلالها عن "فخر بريطانيا بإعلان قيام إسرائيل" وبدورها في تحقيقه.

وسلّطت الباحثة الضوء على التصورات البريطانية لعرب فلسطين من خلال المراسلات الرسمية لمكتب المستعمرات، مستندة إلى مفهوم "الاستشراق" لإدوارد سعيد، لفهم الطريقة التي بُنيت بها الصورة النمطية للفلسطينيين في الخطاب الاستعماري. وقد بيّنت تلك المراسلات كيف صُوّر العرب، سواء من النخب أو من الفلاحين الذين شكّلوا نحو ثلاثة أرباع المجتمع، باعتبارهم غير قادرين على إدارة شؤونهم، ما مهّد الطريق للسياسات الاستعمارية الداعمة للمشروع الصهيوني.

كما أوضحت أن الخطاب الاستعماري البريطاني في تلك الفترة استند إلى إنكار شرعية القومية الفلسطينية، وساهم في تهيئة الأرضية لتهجير الفلسطينيين عام 1948، وانتهاء الانتداب البريطاني بإعلان قيام دولة إسرائيل.

واختُتمت الندوة بجلسة نقاش مفتوح تناولت تحديات البحث في الموضوعات المتعلقة بفلسطين في ظل سياسات التعتيم والتشويه، وأهمية الاطلاع على الأرشيفات الاستعمارية لفهم السياقات التاريخية والسياسية التي شكلت الواقع الفلسطيني الحديث.