ندوة لبرنامج الدراسات الإسرائيلية تناقش صهينة اليهودية الحريدية

قال الأستاذ المساعد في برنامج الدراسات الإسرائيلية د. نبيه بشير أن تيار الحريدية اليهودي جاء كرد فعل على ظهور فكرة الحداثة في أوروبا، وأوضح أن الحريدية هي صيغة جمع عبرية لكلمة "حريد" وتُطلق على مجموعة من اليهود المتدينين الذين يتميزون بمظاهر بشرية خاصة.

جاء ذلك خلال محاضرة  بعنوان "صهينة اليهودية الحريدية والإستيطان" ألقاها يوم الثلاثاء 23 أيار 2017 بتنظيم من برنامج الدراسات الإسرائيلية.

وبيّن د. بشير أن الحداثة منحت الأشخاص حقوق فردية ولم تنظر إلى التجمعات الدينية أو الثقافية فَشَعَر اليهود المقيمون في أوروبا بأن ذلك يُهدد وجودهم وكيانهم فأوجدوا عام 1823 تكتلا دينيا من مجموعة حاخامات عُرِفوا منذ ذلك الوقت بالحريديين.

وأشار إلى أن الحريديين رفضوا إجراء أي تجديد على التوراة والمعتقدات الدينية وطريقة الحياة وحتى اللباس، واعتبروا أن نقاشات الحاخامات جزء لا يتجزأ من التوراة، وآمنوا بأن الشتات والمنفى هو عقاب إلهي سببه عدم التقيد بالأحكام الدينية، ومنعوا أي عمل بشري قد يؤدي إلى تسريع عملية الخلاص، ولذلك عارضوا في البداية الحركة الصهونية التي حاولت التوفيق بين اليهودية والصهيونية والحداثة.

وأوضح د. بشير أن بعض الحاخامات تأثروا بالحركة الصهيونية بشكل كبير وانتقلوا إلى فلسطين كأفراد وشكلوا القاعدة الأساسية للمستوطنين المتواجدين اليوم في الأراضي الفلسطينية، وأكد أن الحريديين لم يتعاملوا مع وعد بلفور كحدث سياسي وإنما نظروا إليه على أنه إشارة إلهية أرسلها الله على لسان بلفور.

وأضاف أن الحريديين اعتبروا الانتصار بحرب عام 1948 معجزة إلهية تكررت بحرب النكسة، وتعاملوا مع الأسلحة الحربية على أنها أدوات سخرها الله لهم من أجل إنقاذهم.