ندوة حوارية حول القيادة والتخطيط الاستراتيجي وفق أجندة السياسات الوطنية 2017-2022

عقدت دائرة الإدارة العامة الثلاثاء 08/10/2019، ندوة حوارية بعنوان " القيادة والتخطيط الاستراتيجي وفق أجندة السياسات الوطنية 2017-2022" أدارها د. اسماعيل عريقات من دائرة الإدارة العامة، والتي استضافت كلا من مدير عام التخطيط في وزارة التنمية الاجتماعية أيمن صوالحة ومدير عام التخطيط في وزارة التربية والتعليم د. مأمون جبر ومدير عام التخطيط الاستراتيجي في وزارة المالية عامر نور ومدير السياسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد عزمي عبد الرحمن.

في بداية الندوة رحب عميد كلية الحقوق والادارة العامة الدكتور عبد الرحمن الحاج ابراهيم بالمتحدثين والحضور، وأكد على أهمية عقد مثل هذه الندوات الحوارية التي تستضيف مجموعة من مدراء التخطيط في بعض الوزارات الفلسطينية للتحدث عن التخطيط على الصعيد العملي التنفيذي الذي يثري المساقات والمحاضرات النظرية لطلبة الكلية بشكل عام وطلبة دائرة الادارة العامة على وجه الخصوص، مؤكدا على أهمية التخطيط لكي نعلم الى أين نحن ذاهبون.

من جهتها أكدت رئيسة دائرة الإدارة العامة أ. نور مطور على أهمية عقد مثل هذه الندوات الحوارية التي هي جزء من عمل الدائرة الدؤوب لتلمس حاجات المجتمع الفلسطيني ولتسليط الضوء على جوانب عملية لمواضيع حيوية تهم طلبة الدائرة من خلال استضافة الخبراء والمسؤولين من القطاعات المختلفة وعلى رأسها القطاع العام الفلسطيني.

كما وأكدت على أهمية التخطيط والتخطيط الاستراتيجي للوصول الى تحقيق الأهداف المنشودة خصوصا في ظل الشعار الذي حملته الخطة الوطنية الاستراتيجية "المواطن أولا".

فيما استعرض أستاذ الإدارة العامة والمتخصص في مجال التخطيط الاستراتيجي د. جهاد العيسة أهم التحديات والعقبات التي تواجه التخطيط الاستراتيجي في فلسطين، متسائلا عن امكانية تنفيذ التخطيط في ظل العديد من المعيقات التي تواجه الحالة الفلسطينية وعلى رأسها الاحتلال الاسرائيلي والقيود التي تفرضها اتفاقيات السلام على العمل والجهود الفلسطينية بهذا المجال.

في مداخلته بعنوان " كفاءة وفعالية ادارة المال العام" استعرض نور مراحل تطور التخطيط الاستراتيجي في فلسطين منذ نشوء السلطة عام 1994 الى يومنا هذا من تخطيط تسوقي عشوائي الى تخطيط استراتيجي يراعي أهم المعايير الدولية الناظمة لعملية وضع الخطط الاستراتيجية وعلى راسها الخطة الوطنية 2017-2022، وتحدث عن أهم التحديات المالية التي تواجه عملية تنفيذ الخطط الاستراتيجية في الحالة الفلسطينية وأبرزها: الافتراض أننا دولة، وعدم السيادة  والسيطرة على المعابر، واعتماد معظم المشاريع على الدعم الخارجي المشروط بتقدم عملية السلام وارتباط التمويل الخارجي بأجندة وأهداف سياسية خارجية.

وتطرق إلى الوضع المالي الحالي للسلطة الفلسطينية معتبرا اياه من أكبر التحديات التي تعيق تنفيذ الخطط الاستراتيجية وخاصة في ظل وصول العجز إلى 11 مليار دولار وهذا العجز ستتحمله الاجيال القادمة.

أما د. جبر فتطرق في مداخلته "تعليم جيد وشامل للجميع" إلى أهم التحديات والعقبات التي تواجه التخطيط في قطاع التعليم ومن أهمها عدم القدرة على التخطيط على المدى البعيد نتيجة المعيقات التي تواجه الحالة الفلسطينية.  وأشار إلى أنه يصعب التخطيط لمدة تزيد عن 6 سنوات. كما واستعرض الأولويات الوطنية للتعليم في فلسطين.

وفي مداخلته بعنوان "العدالة الاجتماعية وسيادة القانون" استعرض صوالحة، منطلقات عمل وزارة التنمية الاجتماعية وعلى رأسها المساواة والعدالة والفعالية الاجتماعي، وتحدث عن الأولويات الوطنية التي ركزت عليها الخطة الاستراتيجية على الصعيد الاجتماعي،  مشيرا أن الخطة الاستراتيجية تركز على مفهومي الفقر: الفقر بشقه المادي والفقر بمفهوم الحرمان الاجتماعي.
أما عبد الرحمن فتحدث في مداخلته "بناء مقومات الاقتصاد الفلسطيني" عن المعيقات والتحديات التي تواجه التخطيط الاقتصادي والاقتصاد الفلسطيني، وعلى رأسها: الاحتلال الاسرائيلي المسيطر على جميع مقدرات الشعب الفلسطيني، التبعية الشديدة للاقتصاد الاسرائيلي وعدم سيطرة الفلسطينيون على الموارد الطبيعية والجمارك والعابر والمياه والعلاقات التجارية الخارجية وعدم السيطرة على دخول البضائع الإسرائيلية للسوق الفلسطيني، الى جانب محدودية الموازنة المخصصة لتنمية القطاع الاقتصادي والتي تبلغ (2 مليون شيقل فقط).

في نهاية الندوة تم فتح النقاش أمام الحضور، واختتم الدكتور أيمن الزرو من دائرة الإدارة العامة الندوة معقبا على المداخلات والمواضيع التي تناولتها الندوة، مشيرا الى ضرورة الاستمرار بعقد مثل هذه الندوات الحوارية الهامة.