ندوة حول "الحملات الشعبية لتحرير الأسرى الفلسطيني"

ضمن فعاليات مساق "دفاتر السجن: الحركة الفلسطينية الأسيرة"، عقدت دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية بالتعاون مع حملة الحق في التعليم في جامعة بيرزيت الندوة الثانية بعنوان "الحملات الشعبية لتحرير الأسرى الفلسطينيين،" يوم الثلاثاء 26 نيسان 2022. وقد استضافت في الندوة المناضلات فدوى البرغوثي وعبلة سعدات وسناء سلامة، فيما أدارت الندوة وقدمت شهادة خاصة الناشطة هديل شطارة من شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين. 

افتتحت هديل شطارة الندوة بالحديث عن أهمية الحملات الشعبية لتحرير الأسرى، ودور الفلسطينيين المحوري، داخل فلسطين وخارجها، في هذه الحملات على الأرض من أجل الدفاع عن الأسرى والسعي لتحريرهم، وذلك لأن قضيتهم تشكِّل أحد ركائز النضال في القضية الفلسطينية.  

وقد تحدثت المناضلة فدوى البرغوثي (زوجة الأسير مروان البرغوثي الذي دخل عامه العشرين في السجون الصهيونية) عن دور الحملة الدولية والشعبية لتحرير مروان البرغوثي وجميع الأسرى، وعن أهمية دور الحملة في تدويل قضية الأسرى والتعريف بهم على مستوى العالم، وعدم اقتصار عمل الحملة على الصعيد الشعبي الفلسطيني، وذلك من أجل الدفاع ليس عن الأسرى وحسب، بل وعن شرعية المقاومة. وأشارت البرغوثي أن عمل الحملة يتمركز في نشاطها الدولي لغرض التأكيد على أحقية الفلسطيني بالنضال وشرعية ممارسته له، دون الاتسام بما تصفه البروباغاندا الصهيونية بالإرهاب. كما أشارت إلى أنه يوجد اليوم قرابة 4500 أسير وأسيرة فلسطينيين معتقلين داخل سجون الاحتلال يجب تحريرهم، ومنهم من مضي على وجوده أكثر من 40 عاماً كنائل البرغوثي. وركزت البرغوثي على ضرورة تعريف قضية الأسرى كقضية وطنية جامعة، عابرة للفصائل، إذ الأسير الفلسطيني هو أسير الشعب الفلسطيني، وتقع على عاتق الفلسطينيين جميعهم مسؤولية النضال من أجل تحريره، وعلى الحركة الوطنية وكل مسؤول أن يخجل بسبب وجود أسرى أمضوا 40 عاماً داخل السجون. 

أما المناضلة عبلة سعدات (زوجة الأسير أحمد سعدات الذي دخل عامه العشرين في الأسر) عن دور قضية الأسرى في توحيد الشعب الفلسطيني، وذلك لجوهريتها في مسار القضية الوطنية وقدرتها على تحشيد الشعب لمقاومة الاحتلال، ولما يقدمه الأسرى من إسهام في خلاص الشعب الفلسطيني، وما "وثيقة الأسرى إلا أحد الأمثلة على ذلك. وقد أشارت إلى أن أهمية قضية الأسرى تنبع من عاملين: الأول، ارتباطها بكل الشعب الفلسطيني، إذ لا يوجد بيت يخلوا من أسير؛ والآخر، من كونها قضية إنسانية تحمل مشاعر ومعاناة يومية يحياها الشعب الفلسطيني الذي لا يدافع عن قضيته العادلة فقط، بل وعن مختلف قضايا الحرية والعدالة في العالم. وفي ذات السياق، فإن حملة الدفاع عن أحمد سعدات ورفاقه انطلقت بعد اختطاف الأسير سعدات من سجون السلطة الفلسطينية إلى السجون الإسرائيلية، حيث حكم بثلاثين عاماً وذلك نتيجة قرار سياسي نفذه النظام القضائي الإسرائيلي، الذي وصفته بأنه "قضاء مخابرات وليس قضاء عادلاً"، يسعى لتدجين الفلسطيني عبر أكبر حكم ممكن لغرض ردعه عن النضال. ولذا، فقد هدفت الحملة إلى التعريف بقضية الأسرى الفلسطينيين وشرح ظروف الاعتقال والمعاناة على الصعيد العالمي، وتوسعت الحملة في مختلف أنحاء العالم وخاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية من أجل التعريف بالأسير سعدات ورفاقه وكافة الأسرى كهدف أساسي من أجل الحشد والنضال في الخارج من أجل حريتهم. 

أما المناضلة سناء سلامة (زوجة الأسير وليد دقة الذي دخل عامه السابع والثلاثين في الأسر)، فقد تحدثت عن ضرورة الحشد والتعريف بقضية الأسرى والحاجة إلى "سياسة النفس الطويل" في عمل الحملات من أجل استمرارية النضال والسعي إلى تحرير الأسرى. كما أشارت إلى ضرورة الاهتمام الخاص بهذه القضية في الجامعات، والمؤسسات التعليمية لإبقاء قضية الأسرى حية، ومواصلة عملية التعبئة لغرض المناصرة والتضامن. وفيما يتعلق بتفعيل دور الحملات الشعبية، أشارت سلامة أن نجاحها النسبي يرتبط بالحالة السياسية العامة، وتحديداً حالة الانقسام وانعكاساتها على الفلسطينيين من حيث تغيب حالة الاستفزاز الجمعي حول قضية الأسرى، والغياب المعيب لدعم المستوى السياسي الرسمي لهذه الحملات. وقد دعت سلامة إلى ضرورة إنجاز خطة استراتيجية وطنية للدفاع عن الأسرى تتميز بالتخصص والتكامل لغرض تحقيق الإنجازات المرغوبة في قضايا: المعتقلين الإداريين، والأسرى المرضى، والأشبال، والأسيرات، وذلك بسبب اختلاف كل ملف عن غيره، وأن تحقيق الإنجاز يتمثل بالعمل على كل ملف وفق خصوصيته وحيثياته. 

وقد اختتمت الندوة الناشطة هديل شطارة عبر تقديمها شهادة خاصة حول شبكة صامدون للدفاع عن الأسرى وتأسيسها، داعية إلى العمل المستمر على قضية الأسرى لكونها قضية لا تعبر فقط عن وجه الاحتلال بل تعبر عن الوجه الفلسطيني المناضل الشريف، وأي مناضل خارج فلسطين وناضل ولا يزال يناضل من أجلها، كالمناضل جورج عبد الله الذي لا يزال رهين السجون الفرنسية منذ ثمانية وثلاثين عاماً حتى بعد إنهاء محكوميته. وهنا يتمثل دور الشبكة في تدويل قضية الأسرى وموضعتها ضمن العمل التطوعي الأممي-العربي-الفلسطيني من أجل إيصال صوت الأسرى إلى كل مكان في العالم.

للاطلاع على تسجيل الندوة- تصوير الإعلامية لمى غوشة

https://www.facebook.com/1834964429/videos/686934772363515/