ندوة في "الآداب" لمناقشة كتاب "النكبة في الحيز العام الإسرائيلي.. جذور الإنكار وذرائع المسؤولية"

نظمت لجنة المحاضرات العامة في كلية الآداب، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمركز العربي للحريات الإعلامية والبحوث "إعلام" في الناصرة، يوم السبت 8 نيسان 2017، ندوة عامة في الجامعة لمناقشة وإشهار كتاب البروفيسور أمل جمال والإعلامية سماح بصول، وعنوانه: "النكبة في الحيز العام الإسرائيلي، جذور الإنكار وذرائع المسؤولية".

وقالت بصول إن الدراسة في الكتاب ارتكزت على مناهج هيكلية العقائد والمدارك الخاصة بالنكبة الفلسطينية، مع افتراض عدم انحصار الخطاب الإعلامي الإسرائيلي على التعبير عن المواقف الرائجة داخل دولة الاحتلال. وأوضحت أن عينة الدراسة اعتمدت على خمس صحف مركزية في إسرائيل لمدة خمس سنوات، وأكدت أن هذه العينة الواسعة التي شملت أكثر من 300 خبر وتقرير، هدفت للمساعدة على فهم التطور الحاصل على تغطية الإعلام الإسرائيلي لقضية النكبة.

وكشفت بصول أن أهمية الدراسة تتمثل بكشف الفوارق بين نتائج الأبحاث التاريخية والمواقف الرائجة في الحيز العام الإسرائيلي. وبيّنت أن النتائج أشارت إلى وجود خمسة أطر إعلامية تتمثل بإنكار النكبة والنظر إليها على أنها تزوير للتاريخ، وإنكار المسؤولية الإسرائيلية لحدوثها، والنظر إليها على أنها حدث مأساوي مستمر حتى اليوم، بالإضافة لاعتبارها تهديداً متواصلاً يسعى لنزع الشرعية عن دولة الاحتلال، وأخيراً اعتبارها ذاكرة جمعية يجب احترامها.

من جانبه، أوضح البروفيسور أمل جمال أن إسرائيل حاولت لسنوات طويلة إلغاء الوجود الفلسطيني على المستوى المادي والرمزي، بالإضافة لمحو الذاكرة الفلسطينية المتعلقة بأحداث النكبة، ولكنه أكد على فشل جميع هذه المحاولات. وبيّن أن الأبحاث الإسرائيلية بعد النكبة اتخذت منظوراً صهيونياً حتى نهاية سبعينيات القرن الماضي، حيث شهدت تلك الفترة دخول مجموعة من الباحثين المحايدين، قبل أن يأتي التحول السياسي الأبرز مع ظهور طبقة المؤرخين الجدد.

وأضاف أن المؤسسة الإسرائيلية بدأت بالنظر لموضوع الأبحاث الجديدة على أنها عدو شرس لا بد من محاربته، وأكد أن إسرائيل تسعى لفرض لغة معينة على كافة المؤرخين والشهود لاستخدامها عند الحديث حول النكبة.

بدورها، قالت أستاذة العلوم السياسية والفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة د. غادة المدبوح إن الدراسة الجديدة ساهمت بملء فراغ فهم الفلسطينيين لأحداث النكبة، وأوضحت أن الرواية الفلسطينية وقعت في العديد من الأحيان في مطب الرد على الرواية الإسرائيلية قبل أن تتخذ منحى جديداً تمثل بصياغة رواية فلسطينية خاصة تحاكي الوعي والحاجات والتاريخ الفلسطيني.

وبيّنت أن الدراسة تتميز بحديثها عن الوعي واللاوعي الإسرائيلي وتقديمها وصفاً دقيقاً لنظرة المواطنين الإسرائيليين تجاه القضية الفلسطينية، وأكدت أن فترة الدراسة المتمثلة بأسبوعين قبل وبعد أحداث النكبة قد لا تعطي فكرة كاملة حول مصادر هذا الادعاء الإسرائيلي، حيث ركزت الدراسة على ما جاء في الصحافة دون التطرق لتاريخ الأيديولوجيا الإسرائيلية ومصدرها.

من جهته، أشار المفوض في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د. ممدوح العكر إلى أن الدراسة جاءت في التوقيت الملائم، وشدد على ضرورة العودة للأصول الصهيونية القديمة لفهم رواية الاحتلال الحالية، وأوضح أن الساحة الإسرائيلية شهدت خلال فترة الدراسة تحولات سياسية مهمة تمثلت بسيطرة اليمين المتطرف على سلطة الحكم، وأكد أن ذلك يعمل على تأرجح الأُطر الإعلامية الإسرائيلية تجاه قضية النكبة.