ندوة بعنوان " "الحركة، الإبعاد، الأسر: مقاربة إسلامية"

عقد مساق دفاتر السجن يوم الخميس 3 تشرين الثاني ندوة بعنوان " الحركة، الإبعاد، الأسر: مقاربة إسلامية " تحدث خلالها الأسرى المحررون أ. رمضان حميدات، ، وأ. ساري عُرابي، وأ. خالد الزوازي.

وهذه هي الندوة الخامسة ضمن سلسلة ندوات الحرية التي تنظمها دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية بالاشتراك مع برنامج الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة.

وقال الزوازي أن قضية الأسرى تحتل مكانة خاصة على النطاقين الشخصي والعام للشعب الفلسطيني بإعتبارها قضية وطنية وإنسانية لا يمكن التنازل عنها، خاصة بسبب الأعداد المتزايدة للأسرى وإعتقال الإحتلال لما يقارب 800 ألف فلسطيني منذ العام 1967، وأوضح بأن الإحتلال يقوم بالعديد من الإجراءات المسيئة للأسرى سواء داخل السجون من خلال إقتحام الأقسام وضرب المعتقلين ورشهم بالغازات السامة مثل غاز الفلفل، ونقلهم بين عدة سجون مختلفة ومنع الزياة عنهم، أو من خلال شن هجمات مسيئة للأسرى بوسائل الإعلام الإسرائيلية بمشاركة دولية، تهدف لقلب الحقائق وتصوير الأسرى على أنهم مجرمي حرب، وربطهم بالعمليات الإرهابية حول العالم.

وأوضح بأن التعامل مع قضية الأسرى أصبح دون المستوى المطلوب، وأن الخلافات السياسية أثرت سلبا على قضية الأسرى وأصبح التعامل معها يتم بشكل عشوائي، غير منظم دون وضع أي خطة إستراتيجية ثابتة. وبيّن بأن الإعلام الفلسطيني لم يتحمل مسؤوليته بمواجهة هذه الهجمات، وطالب بتشكيل خطة إعلامية واضحة للتواصل مع الإعلام العربي والغربي وتقديم صورة الأسرى الحقيقية أمامهم، وأكد بأن الأسرى داخل السجون واجهوا تلك الإجراءات بشجاعة وثبات. وتحدث عن تجربته الخاصة بالسجن وإبعاده إلى مرج الزهور، وكيف إستفادت الحركات الإسلامية من هذا الإبعاد لعقد إجتماعاتها بمناطق أمنة، وفرز قيادات شابة مثل إسماعيل هنية.

وكشف عُرابي كيف إنعكس تراجع الوتيرة النضالية لدى الشعب الفلسطيني سلبا على داخل السجون خاصة بعد توقيع إتفاقية أوسلو، وأكد بأن هناك تصورات خاطئة عن المعتقلين مشيرا لوجود حالة خاصة لكل أسير موضحا كيف أثرت ظروفه الشخصية والعائلية على تواجده بالسجن، خاصة بعد إعتقاله للمرة الأولى وهو في سن الخامسة عشر فقط، ثم سجنه مرة اخرى لعدة أشهر بسبب نشاط مدرسي فقط، تعرض خلالهم لتحقيق طويل وحُرم من النوم لأيام متتالية. وأشاد بالدور النضالي الكبير التي تلعبه جامعة بيرزيت منذ تأسيسها وحتى الأن.

وقال الزوازي بأن هناك إشكالية كبيرة بعملية نقد الحركة الأسيرة، وأكد على أهمية أنسنة الحركة، وإجراء البحوثات الأكاديمية الجادة عليها، دون التقليل من اهميتها ومن الدور الرئيسي التي تلعبه داخل السجون، وأوضح بأن الحركة الأسيرة كانت تتعامل بشكل نضالي ومضبوط مع إدارة السجون قبل إتفاقية أوسلو، ولكن الوضع المثالي تغير بعد هذه الإتفاقية، وأصبحت الحركة تعاني من ترهل تربوي وتنظيمي وإداري، وظهر مصطلح "السجين المستهلك"، وقُسم السجناء بحسب طبقاتهم المادية.

وكشف بأن هذه الإشكالية ترسخت بعد عام 2002، حيث إزدادت أعداد المُعتقلين بكميات كبيرة جدا، ولم تستطع الحركة السيطرة عليهم، وإزداد الوضع سوءا حتى دخلت الحركة الأسيرة بإضراب عام 2004 كان الأفشل على الإطلاق وأعاد السجون والسجناء إلى مرحلة الصفر.