مؤتمر معمل الأفكار الطلابي الثاني "صنع في بيرزيت – فكر عضوي"

عقد معمل الأفكار في الجامعة يوم الأربعاء 26 تشرين أول 2016، مؤتمره الطلابي الثاني والذي يحمل عنوان "صُنع في بيرزيت – فكر عُضوي"، والذي يناقش ظاهرة غياب مشاركة الشباب في صياغة الواقع والمستقبل والمساھمة الفاعلة في تشكيل وصياغة الحيز العام، بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. هنري جقمان ومدير مبادرة وندسور بيرزيت للكرامة ومدير معهد مواطن د. مضر قسيس ومديرة هينرش بُل في مكتب فلسطين والأردن د. بيتينا ماركس وعدد من الباحثين في المبادرة.

معمل الأفكار هو مشروع طلابي فكري بادر إليه طلبة من جامعة بيرزيت، وحصل على دعم من مؤسسة هينرش بُل فلسطين، ونشأ ويعمل ضمن مبادرة وندسور بيرزيت للكرامة في جامعة بيرزيت.

افتتح المؤتمر د. جقمان الذي أكد على الطابع العضوي للعلاقة بين الجامعة والمجتمع، وعلى أولوية المبادرات الطلابية وأهمية النشاطات الفكرية خارج الصف في الجامعة. وقال إن جامعة بيرزيت، المؤسسة الوطنية التي تعمل في سياق الهم المجتمعي الفلسطيني، وتستشعر آفاق المستقبل الحر للشعب الفلسطيني، تسعى بقوة نحو رفد المجتمع الفلسطيني، والعالم، بكوادر منتجة للفكر، رائدة في قيادة التغيير، وقادرة على المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل واعد يتسم بالحرية، والاستقلال، والنماء، والرخاء.

فيما تحدثت د. ماركس عن تشكل مؤسسة هينرش بل وهي جزء من حركة الخضر الدولية التي نمت في أنحاء العالم كافة رداً على السياسة التقليدية الاشتراكية والليبرالية والمحافظة. وقالت:" ركائزنا الأساسية في المؤسسة هي البيئة، والاستدامة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وتقرير المصير، والعدالة.  ونركز بشكل خاص على ديمقراطية النوع الاجتماعي، ما يعني الانعتاق الاجتماعي وتساوي الحقوق بين الرجل والمرأة.  كما نلتزم بتساوي الحقوق بالنسبة للأقليات العرقية والثقافية، والمشاركة المجتمعية والسياسية للمهاجرين. وأخيراً، نروّج للاعنف ولسياسات السلام المبادرة."

من جهته تحدث د. قسيس عن أهمية معمل الأفكار ومؤتمره "صُنع في بيرزيت – فكر عُضوي" في كونهما مبادرة طلابية، ويحملان طابعا متداخل الحقول، ويجمعان بين طلاب الجامعة من تخصصات مختلفة، إضافة إلى طرقهما بجرأة قضايا الساعة، وبشكل معمق وناقد، يلامس بشجاعة صلب المعضلات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني نتيجة الحالة الاستعمارية، وأكد أن هذا التوجه قائم على التفاؤل بالقدرة على تغيير المستقبل.

هذا وانعقد المؤتمر على أربع جلسات، جاءت الجلسة الأولى بعنوان: "التعلم" وترأسها عضو الهيئة التدريسية في دائرة التربية بالجامعة د.ماهر الحشوة، وتحدثت فيها فوز جابر عما اذا كان التعليم في المدارس والجامعات المحلية تعليم تلقيني أم تعلم نشط؟، وناقش فارس الجمل مشكلة الطلبة مع مفهوم التّعلم واكتساب المعرفة ليقترح عقبها تصورا يتعلق بتعديلات على نظام المحاضرات في الجامعة، فيما تناولت ريما طه في مداخلتها موضوع المعلم وإنتاجه للذات المحررة.

أما في الجلسة الثانية "الاغتراب"، برئاسة أستاذة العلوم الاجتماعية والسلوكية د. لينا ميعاري، وقدمت خلال الجلسة 4 مداخلات، أولاها كانت ورقة بعنوان: "ما بعد الـ"عَ الفاضي""، وقدمها حازم مزيد، تلتها مداخلة بلال كايد ومؤيد نجار بعنوان: "لامبالاة الشباب الفلسطيني في المشاركة السياسية"، ثم "غياب التحرر عن "الخطاب التحرري": النساء والوطن"، قدمتها نمير مغربي، واختتمت الجلسة بمداخلة هبة جيطان بعنوان: "المرأة الفلسطينية ومفهومها لحريتها في حقبة الليبرالية الجديدة".

وقد ترأس الجلسة الثالثة أستاذة العلوم السياسية في الجامعة د. غادة المدبوح تحت عنوان "أزمات مالية/ نيوليبرالية" تحدثت ناديا تادرس عن أدوات الخروج الذاتي من الأزمة- مبادرة طلابية في جامعة بيرزيت، وتلتها سهير عدوي للحديث عن "سوق العمل وفرص الشباب" أم "سوق الفرص وعمل الشباب"؟، ختاما بـ"أثر شروط المؤسسات المالية على الكرامة الإنسانية" من تقديم عبد الرحمن قشوع..

أما جلسة الختام "الهوية الوطنية الفلسطينية"، فتحدثت فيها مرح أمين خليفة عن أشكال التضامن مع الهوية الفلسطينية، فيما قدم فارس شوملي ورقة بعنوان: "السيادة وسيادة الثورة: الدولة والطبق والقومية"،تلتها ورقة ابراهيم الطلاع بعنوان "تعزيز الهوية الوطنية والتأكيد على حقوق الفلسطينيين في إسرائيل"، واختتمت الجلسة التي أدارتها أستاذة التاريخ في الجامعة د. رنا بركات، بورقة بعنوان:"دور الحركة الوطنية الفلسطينية في تعزيز هوية شعبها"، قدمها معاذ الطلاع.

وفي ختام المؤتمر قام استاذ الدراسات العربية المعاصرة د. عبد الرحيم الشيخ بعرض ملاحظات ختامية شخصت الخط الناظم والتقاطعات والاختلافات بين أوراق المؤتمر، وأبرزت الطابع التحرري والمقاوم لعملية صوغ المستقبل.