"مؤنس" الكفيف المتفوق... منحة كاملة للدراسة في بيرزيت

رغم إعاقته البصرية، استطاع الطالب مؤنس نزال من مدينة قلقيلية أن يحصل على لقب المتفوق الأول في امتحان الإنجاز للثانوية العامة- التوجيهي، ليبدأ مشواره الأكاديمي بجامعة بيرزيت بمنحة كاملة لدراسة تخصص اللغة الإنجليزية، فرعي الترجمة.

بثقة وثبات، عبّر مؤنس عن حماسه لبدء الفصل الدراسي الجديد للعام 2017-2018 في التخصص الذي يحب ويتطلع لإثبات تفوقه فيه مرة أخرى، معرباً عن إيمانه بقدرة جامعة بيرزيت على احتضان الطلبة من ذوي الإعاقة، لما فيها من كفاءات وخدمات قادرة على التعامل معهم.

وحول اختيار "بيرزيت"، قال مؤنس إن اسم الجامعة يسبقها بين الجامعات الأخرى، "معظم أصدقائي من طلبة الجامعة وخرّيجيها شجعوني على الالتحاق بها".

وقد قدّمت جامعة بيرزيت لمؤنس منحة، ومن الفصل الأول 2017-2018، في استثناء راعى تميّزه ووضعه، حيث حصل مؤنس على معدّل 98.3%. واستقبل رئيس الجامعة الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة مؤنس وتمنى له التوفيق في حياته الأكاديمية، داعياً إياه إلى مواصلة التميز في الدراسة الجامعية.

وكان الدكتور أبو حجلة قد طلب التواصل معه وتقديم منحة له، في إدراك حقيقي من جامعة بيرزيت لدورها المجتمعي، إلى جانب دورها الأكاديمي، مؤكداً أن الجامعة تلتزم باجتذاب الطلبة المتميزين لتسليحهم بالمعرفة والعلم الذي سيمكنهم من إحداث تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم المحلية، حيث تقدم هذه المنح على أساس الجدارة والاستحقاق للطلبة ذوي المؤهلات المتميزة.

ومنذ تأسيسها، استقبلت الجامعة عشرات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ووفرت لهم كل ما يحتاجون إليه. ومؤخراً، أعدت ملفاً خاصاً بهم لمتابعة شؤونهم الأكاديمية والشخصية. كما توفر الجامعة جميع المعدّات والأجهزة للطلبة المكفوفين وتوفر البيئة المناسبة لهم في الجامعة، وتزود المرافق باللوحات الإرشادية المطبوعة بطريقة "بريل".

"تبرز أهمية التزام جامعة بيرزيت بفلسفة شاملة للتحسين قائمة على تحفيز كافة المبدعين والمتفوقين لإكمال تعليمهم في التخصصات التي يرغبون، فترى بيرزيت في أبنائها مستقبل فلسطين الريادي والواعد، فلم تكن الإعاقة يوماً عائقاً أمام الطلبة للالتحاق بجامعة بيرزيت. ويمكن لأي طالب أن يلتحق بالجامعة وفق معدله في الثانوية العامة، وسيجد ذوو الاحتياجات الخاصة أن الجامعة وفرت لهم وسائل الدراسة المريحة التي تأخذ بالحسبان احتياجاتهم".

وأكدّ مؤنس أنه "سيسعى إلى إكمال درب المعرفة والتفوق حتى آخره، وستكون بيرزيت المكان الذي سيبني فيه مستقبله، وستكون وطناً دافئاً له ولقدرته".