متحف الجامعة يعقد دورة تدريبية ضمن فعاليات مشروع "الفن للمدارس 2011 – 2013" - أخبار

عقد متحف الجامعة دورة تدريبية لمشرفي التربية الفنية في ست مديريات في الضفة ومعلمين من ثلاثين مدرسة، يومي
الخميس والجمعة الموافق 5-6 كانون الثاني 2012، وذلك بحضور ممثل عن وزارة التربية
والتعليم العالي عايد عصفور، وممثلة عن مكتب مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناديق
العربية والإسلامية ليالي أمين، ومديرة المتحف ايناس ياسين، ومدير المشروع ناجح
أبو شمسية، وقيميً الدورة فيرا تماري ود. يزيد عناني، اضافة إلى كل من الفنانين: سليمان
منصور، بشار الحروب، ود. عيسى ديبي.

 وفي كلمتها، شكرت
ياسين وزارة التربية والتعليم العالي لدعمها المستمر لبرامج المتحف والجامعة،
وشكرت الصناديق العربية والإسلامية لاهتمامهم المباشر بدعم المسيرة التربوية لما
فيه تطوير لآفاق ومستقبل الطلبة والأجيال القادمة، وقامت ياسين بعرض مراحل تطبيق
المشروع وأهدافه.

فيما استعرض عصفور أهم مشكلات تعليم الفن في المدارس، والتي من ضمنها التعامل مع الفن
كأنشطة تخلو من الأهداف، والتداخل و الخلط في مفهوم الفن لدى المدارس وأولياء
الأمور، والنظر إلى الفن كمادة ثانوية لا تعطى حقها في التعليم، وذلك انطلاقاً من
فكرة أن الطالب يتعلم في المدرسة "القراءة والكتابة والحساب وأموراً
اخرى"، وأن أولياء الأمور والطلبة يتجنبون تعلم الفنون لأنهم يريدون اختيار
موضوع يؤهلهم للحصول على فرص عمل في المستقبل. وأكد عصفور على الدور الذي يلعبه
المعلمين في تقديم الفن كمادة تربوية تسعى إلى الارتقاء بعقلية الطلبة وتهذيب
شخصياتهم.

وأكدت تماري على أن هذا المشروع يعمل من أجل توفير نقلة
نوعية في تعاملنا مع الفن، وأن الهدف منه ليس إيجاد فنانين وإنما إعطاء الأطفال
والطلبة طرقاً مبدعة للتعبير عن أنفسهم، وتأصيل الإبداع لدى الطفل الذي سيكون
مهندساً أو طبيباً أو معلماً. وأشارت إلى أن المتحف يوفر فرصة لخلق نوع من التفاعل
بين المشاهدين والزوار والمعروضات، وينأى بهم عن الدور التقليدي لهم كمتلقين إلى
فاعلين ومؤثرين. وأن المتحف في برامجه يسعى إلى ترسيخ مفهوم ارتباط الإنسان بالأرض
عن طريق تكريس الأعمال التي تعزز الثقافة والتراث بأصالته.

من جهته، أشار د. عناني إلى أن تدريس الفن لا يقتصر على رسم
لوحات فقط، وأنه اكتشف في الفن جماليات متعددة، وأنه استطاع استخدام الفن في تعليم
الهندسة المعمارية، وأن ذلك بدا واضحاً في بناء صرح البرلمان الفلسطيني في أبو
ديس، حيث استطاع المهندسون المعماريون (الفنانون) تحميل العمل فكرة وأداة نقدية
لدور البرلمان في ظل الواقع الحالي للفلسطينيين.

وتحدّث منصور عن تعليم الفن في ظل الاحتلال مشيراً إلى أنه
واكب عملية تطوّر الفن الفلسطيني وما واجهته من مشاكل وتحديات. وأكد أن الفن هو
أحد أهم وأسمى الوسائل للتعبير عن النفس والرأي، وأن الاحتلال كان دوماً، يخشى
الفنانين الفلسطينيين الذين استطاعوا إيصال القضية الفلسطينية عبر لوحاتهم
وأعمالهم الفنية وأغنياتهم ودبكاتهم إلى العالم. ودعا منصور  الجامعات والمعاهد إلى إيلاء الفن اهتماماً أكبر
وتطوير الكليات المتخصصة في تعليم الفنون المعاصرة بأنواعها المختلفة.

وقال د. ديبي أن تعليم الفن في مناطق 48 يواجه تحديات كبيرة
من قبل السلطات الإسرائيلية التي تهدف إلى طمس مفهوم وأصالة الفن الفلسطيني، وأن
السلطات الإسرائيلية تعمل على استلاب التاريخ والتراث والهوية الفلسطينيين
وانتحالهم انطلاقاً من الحمص والفلافل وليس انتهاء بالأزياء والموسيقى والعمران.
كما أكد ديبي على أن تعليم الفن في فلسطين ليس أسوأ منه في العالم العربي، الذي
يخضع جميعه لهجمات تهدف لإقصائه عن تراثه وتاريخه.

ونفذت الورشة ضمن مشروع "الفن للمدارس 2011-2013"
بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبدعم من المصرف العربي للتنمية
الاقتصادية في إفريقيا/إدارة البنك الإسلامي للتنمية. وهو تطوير لمشروع
"الفنّ للمدارس" الذي بدأه المتحف عام 2008 بدعم من مؤسسة فورد، حيث تم
إنتاج نموذج تعلّمي تفاعلي على موقع المتحف الالكتروني، كما أنتج مطبوعات تعليمية
خاصة للمشروع، قام المتحف بتجريبها مع عدد من المعلمين. وقد أوصت التغذية الراجعة،
آنذاك، بأن يقوم المعلمون أنفسهم بالمساهمة في إنتاج نماذجهم التعليمية. ويهدف
مشروع "الفن للمدارس 2011 – 2013" إلى دمج المعلمين في عملية إنتاج نماذج
تعليمية لتعليم الفن في المدارس تشكل مادة إثرائية لمنهاج التربية الفنية ودعماً
لمعلمي المواد الأخرى تساعدهم في تمرير المناهج وفق أعلى معايير التربية العالمية
الحديثة.