مسرحية رحلات أبو الخيزران تعكس الواقع المرير لسكان اليرموك

موسيقى الموت عبقت بالمكان، مسرح بجدار نصفه مهدم ونصفه الآخر ينتظر مصيره، صراعات المعارضة والنظام أقفلت جميع الدروب أمام سكان المخيم ولم تترك أمامهم خيار آخر سوى اللجوء والهجرة، معاناة أشد من حرب النكبة صورها المسرح الشعبي بمسرحية " رحلات أبو الخيزران " والتي عرضت في الجامعة يوم الإثنين 13 آذار 2017 بتنظيم من مكتب النشاطات الجامعية ضمن سلسلة فعاليات الأسبوع الثقافي.

وقال المخرج فتحي عبد الرحمن أن مسرحية رحلات أبو الخيزران تتناول حكايات أهل مخيم اليرموك، من خلال أسرة فلسطينية لاجئة، تعيش بين صراعات النظام والمعارضة بما فيها التكفيرية، وصولاً  إلى القارب الذي يأملون أن يقودهم إلى حياة أخرى في أوروبا برفقة لاجئين سوريين ويدير رحلاتها "أبو الخيزران" في إحالة إلى الشخصية التي تحمل الاسم ذاته في رواية "رجال في الشمس" للمبدع الشهيد غسان كنفاني، وهو الذي طرح خلالها السؤال التاريخي "لماذا لم يدقوا جدار الخزان"،  ولم يختلف بينهم سوى سبب الهجرة التي لم يقف خلفها الإحتلال هذه المرة كما جرت العادة.

تركز المسرحية على صراع البقاء، فالعائلة الفلسطينية بقيت وحيدة في المخيم ولكنها لم تعد قادرة على الصمود أكثر، فقررت الهجرة إلى ألمانيا ولكن الطريق أمامهم لم يكن معبدا بل محفوفا بالمخاطر التي حاولت العائلة تخطيها الوحدة تلو الآخرى.

أجواء من التفاعل والإثارة عاشها الطلبة الحضور على مسرح الشهيد كمال ناصر،  ووجهت المسرحية النقد لكل الأطراف المساهمة بالنكبة الجديدة التي ألمت باللاجئين السوريين والفلسطينيين.

وقدم الفنانون: محمد فضل، محمد مشارقة، عبيدة صلاح، عدي الجعبة، منذرة بنورة، لارا نصار، إضافة إلى حسين نخلة وريم اللو بانوراما مسرحية على مدار ساعة وثلث، في أجواء من التفاعل والإثارة، ولم تتوانى المسرحية في توجيه النقد لكل الأطراف المقصرة وتجار الحرب في حق اللاجئين أينما كانوا.