مساق دفاتر السجن ينظم محاضرة "جلبوع" 2021: النفق والأفق"

ضمن مساق "دفاتر السجن: الحركة الفلسطينية الأسيرة"، أطلقت دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية الدورة الخامسة من سلسلة "ندوات الحرية" يوم الخميس 7 نيسان 2022. وقد استضافت في الندوة الأولى، بعنوان: ""جلبوع" 2021: النفق والأفق" الأسرى المحررين يحيى الزبيدي، وأحمد العارضة، وساري عُرابي، فيما أدارت الجلسة وقدمت شهادة خاصة الأسيرة خالدة جرار-ضيفة المساق والباحثة في معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان.

افتتحت الأسيرة المحررة خالدة جرار الندوة بالحديث عن تحوُّل "نفق" السجن إلى "أفق" حرية في عملية التحرر من سجن "جلبوع" في بيسان المحتلة، وذلك عبر اقتباسات مقولات من الأسرى الستة-أبطال العملية: محمود العارضة، وزكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل نفيعات، ومحمد العارضة، الذين نجحوا في انتزاع حريتهم في 6 أيلول 2021.

وقد تحدَّث الأسير المحرر يحيى الزبيدي (شقيق الأسير زكريا الزبيدي، أحد أبطال عملية "نفق جلبوع"، والطالب في برنامج الدراسات العربية المعاصرة في جامعة بيرزيت)، عن المشاعر المختلطة بين الفخر والفرح والقلق والترقُّب التي سادت أجواء مخيم جنين، وعموم فلسطين، مع انتشار خبر نجاح الأسرى في التحرر من سجن "جلبوع"، أكثر سجوناً الاحتلال تحصيناً. وأشار الزبيدي إلى ارتفاع المعنويات الوطنية جرَّاء هذا التحرر، رغم مشاعر الإحباط التي خيَّمت بعد إعادة اعتقال الأبطال الستة، وذلك لما أحدثته هذه العملية من وحدة وطنية تجلَّت في تعهُّد المقاومة الفلسطينية بتحرير الأسرى في أقرب صفقة تبادل قادمة.

أما الأسير المحرر أحمد العارضة (شقيق الأسير محمود العارضة، قائد عملية "نفق الحرية")، فقد تناول الحدث من زاوية الالتفاف الشعبي حول عائلات الأسرى الستة، وبخاصة بعد إعادة اعتقالهم وتعرُّضهم لأقسى أنواع التعذيب والعزل جرَّاء ما أحدثته عملية التحرر من صدمة للعدو. كما أشار العارضة إلى السمات الشخصية لشقيقه محمود، قائد العملية، ولرفاقه، التي مكَّنتهم من تحقيق هذا الإنجاز الذي لم يكن المحاولة الأولى في تاريخ اعتقالهم، إذ تلازم الرغبة بالتحرر الأسرى في كل لحظة من لحظات وجودهم في السجن.

وفي مداخلته حول الرمزيات التي انطوت عليها عملية "نفق الحرية"، أشار الأسير المحرر ساري عُرابي أن أبطال العملية لم ينجحوا في التحرر من السجن وحسب، بكل ما عناه ذلك من صعوبات وتحديات، بل وفي تشكيل ردٍّ على العدو عنوانه انتصار إرادة الأسرى على إرادة العدو. وقد تمثَّل ذلك، حسب عُرابي، في إفشال استراتيجية العود الرامية إلى ضرب المقاومة من خلال عمليات الاعتقال بغية ضرب جذور المقاومة واستنزاف بناها التنظيمية خارج السجون، وعمليات القمع والعزل الوحشية الرامية إلى ضرب المقاومة وتدجينها داخل السجون. وقد أكد عُرابي على أن الصمود الفلسطيني يتجلَّى في مواصلة مقاومة استراتيجية الاحتلال عبر الاستمرار في النضال، وعقد صفقات التبادل لتحرير الأسرى، وعمليات انتزاع الحرية على يد الأسرى أنفسهم.

ومن جانبها، اختتمت الأسيرة المحررة خالدة جرار الندوة بتقديم شهادة خاصة عن الأجواء التي سادت سجن الدامون، في حيفا المحتلة، حيث سادت مشاعر الفرح والفخر في صفوف الأسيرات فور ذيوع خبر العملية. كما أشارت جرار إلى إجراءات سلطات السجن الاحترازية، في فحص إمكانية وجود ثغرات في بنية السجن، والتي كانت أقرب إلى العبث وتحولت إلى مادة للفكاهة والتندُّر في صفوف الأسيرات اللواتي رفعت العملية روحن المعنوية على نحو لم يسبق له مثيل.

 

للاطلاع على تسجيل الندوة

https://www.facebook.com/28magazine/videos/403727398244444/