مشروع "تأصيل التنمية في الحالة الفلسطينية" في جامعة بيرزيت يؤسس لجيل قادر على تصويب المسار التنموي الفلسطيني

 

"إن ضرورة تأصيل التنمية في السياق الفلسطيني، وأهمية توسيع إطار العمل مع مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني، تقتضي الانتقال في الحوار التنموي من منطلقات نظرية ونقدية للخطاب، إلى حوار يبنى على تجربة الفلسطينيين التنموية الأصلانية التي تقوم على ثنائية الصمود والمقاومة ". هذا ما أجمله منسق مشروع تأصيل التنمية في الحالة الفلسطينية في مركز دراسات التنمية أ. أيمن عبد المجيد عن أهمية المشروع الذي انطلق في كانون الثاني من عام 2016، ويستمر حتى كانون الثاني من العام 2019، ويستهدف الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والمخيمات في لبنان والأردن، بجانب شراكة مع جامعة فينا في النمسا.

وحول فكرة انطلاق المشروع قال أ. عبد المجيد "إن مجمل التحولات التي أصابت البنى الفلسطينية منذ أوسلو، خلقت أوضاعا هشة على مختلف الصعد، ثمة هوامش نشطة، ما زالت تؤمن بالعمل والنظر، بإمكانية أحداث اختراق قادر على إعادة تصويب المسار التنموي الفلسطيني. الأمر الذي يحتاج إلى توفير منابر حوارية قادرة على توسيع تلك الهوامش، وتعميق فعلها، بدءا من القاعدة المجتمعية وصول إلى الخبراء والأكاديميين والممارسين التنمويين، مما يفضي إلى نتائج عملية تهدف لإعادة الاعتبار للبنى المختلفة القادرة على مواجهة حالة التبعية والاعتمادية، ضمن رؤية بعيدة المدى تصل لتأسيس وتأطير حالة الاشتباك المفضي إلى تغيير الواقع القائم.

أهداف المشروع:

 ووفق أ. عبد المجيد فإن أنشطة المشروع تنطلق من الهدف المشترك للمؤسسات الشريكة بطرح تلك الرؤية وبما يعكس ويلامس تحديات وخصوصية الحالة الفلسطينية، وتتمثل الأهداف بالعمل على تطوير أجندة تنموية فلسطينية " تأصيل التنمية"، وتدريب باحثين ميدانيين فلسطينيين جدد في كل من المخيمات الفلسطينية في الأردن وفي لبنان، وتأسيس برنامج تدريبي متقدم لخريجي طلبة الماجستير في العلوم الانسانية في كل من جامعة بيرزيت وجامعة الأزهر، وبناء شبكة للجيل الشاب من الباحثين والباحثين الميدانيين في فلسطين المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة) والمخيمات الفلسطينية في الأردن، والمخيمات الفلسطينية في لبنان بالشراكة مع جامعة فينا في النمسا.

كما يركز المشروع على "المخيم الفلسطيني" ويحاول تقصّي رؤية بديلة لمفهوم التنمية في المخيم، والعلاقة بين المخيم ووكالة الغوث من جهة، والسلطة الفلسطينية والحالة السياسية المجملة من جهة أخرى.

وجهة نظر شبابية

ترى ميسون حسن ثابت "متدربة من الأردن" أن ما يميز مشروع تأصيل التنمية الفلسطينية تركيزه على الطرق المنهجية في البحث العلمي، والتفكير المنطقي السليم، والسيطرة على مصادر المعرفة في مجال معين والابتعاد عن السطحية في التفكير والنظر.

أما هبة شهاب "متدربة من لبنان" فتقول إن أهمية هذا المشروع تنبع من استهدافه لقطاع الشباب، وهذا القطاع يعد أهم ركيزة في المجتمع ومصدر طاقة الأمة وتطورها، وحول التدريب تقول: " كان للتدريب دور فعال في تحفيز العمل الاجتماعي والتطوعي للمشاركين، وقام بنقلة نوعية من المجال النظري إلى الميدان التطبيقي الذي أكسبنا معرفة ومعلومات ومناهج عديدة وحفز روح العمل الاجتماعي والجرأة والحماس."

فيما يرى مهند الطراونة "باحث ومتدرب من مخيم الزرقاء / الأردن"، أن التدريب ساعده والمشاركين في تطوير معرفته البحثية وطرق استخدام أدوات البحث، وساهم المشروع في زيادة معرفتنا بالقضية الفلسطينية، وتعرفنا على المخيمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين عن قرب وعن ظروفهم آنذاك وعما ترسخ في ذاكرتهم وتعايشنا مع أوضاعهم ونقلنا رواياتهم على شكل بحث يوضح واقعهم وتحديات هذا الواقع وسردهم للأحداث.

وأضاف الطراونة: "نمتلك الآن فريقا بحثيا كاملا في أغلب المخيمات الفلسطينية في الأردن، وهو فريق قادر على إعداد الأبحاث بخبرة ومعرفة علمية وعملية جيدة".

ويختم منسق المشروع بالقول: ان التأطير للمشروع باتجاه التحول الى برنامج مستدام للعمل بين الشركاء، ينصب باتجاه التحليل برؤية تحمل التغيير، من خلال السعي الى الفهم والكشف حول الإشكاليات التي ترافق الاقتصادي السياسي الفلسطيني وتأثيراته على الحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية ضمن مختلف المكونات في فلسطين والشتات.