مركز تطوير الاعلام يناقش التغطية الإعلامية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

ناقش صحفيون ومختصون بقضايا الإعلام
التغطية الإعلامية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، انطلاقا من تغطية الحرب الأخيرة
على قطاع غزة، وذلك في حلقة نقاش، عقدها مركز تطوير الإعلام في الجامعة يوم
الاثنين 17 كانون الأول 2012.

افتتحت الورشة مديرة مركز تطوير الإعلام نبال ثوابتة، مؤكدة على أهمية الإستفادة من التجارب الإعلامية ودراستها وتحليلها، فيما عرض مسؤول المتابعة والتقييم في مركز
تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت عماد الأصفر بعض الملاحظات على أداء الإعلام
الأجنبي والمحلي في تغطيته للعدوان الاخير على قطاع غزة، من حيث المصطلحات
المستخدمة ومنها مثلا؛ أن فلسطين شعب أو سلطة أو جماعات بينما إسرائيل دولة، وأن
الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة هي اعتداءات بينما الصواريخ التي تطلقها إسرائيل
على القطاع دفاع عن النفس.

وبين الأصفر أن الإعلام الفلسطيني غارق
في المبالغة والتهويل، ويلجأ لمصطلحات ليست في موضعها، كما أنه يتناسى جذر الصراع،
ويوجه رسالة مضطربة ومشوشة، ويحاور ذاته ولا يحاور الآخرين.

من جهتها قالت الأستاذة والباحثة في حقل
الإعلام الجديد مريم أوراغ أن على الصحفيين أن يدركوا أنهم صناع رأي عام وليسوا
ناقلين للحدث أو للمعلومة فقط، وبالتالي ضرورة امتلاك الأدوات واللغة التي تمكنهم
من القيام بهذه المهمة.

أما مدير مكتب صحيفة الواشنطن بوست في
القدس جول غرينبرغ فأكد أن 'الصحفيين الأجانب يعالجون الأحداث والمعلومات دون أن
يكون لهم أية علاقة بالحدث، فهم ليسوا فلسطينيين أو إسرائيليين وإنما أجانب يكتبون
ويتحدثون عما يجري'.

وتحدث عن الإطار العام الذي تحدده
المؤسسات الإعلامية لصحفييها، بالرغم من أنه أحيانا يضيق أو يتسع، ولكن لا يمكن
لصحفي أن يخرج عن هذا الإطار.

أما أمين عام المبادرة الوطنية
الفلسطينية مصطفى البرغوثي فحث السياسيين الفلسطينيين على التركيز على وكالات
الأنباء الأجنبية في حال رغبوا بإيصال الرواية بشكل أوسع، لكون وسائل الإعلام
الأجنبية تنقل كثيرا من القصص عن وكالات الأنباء العالمية.

وقال: إن على الفلسطينيين ألا
يتوقعوا من الأجانب أن يكونوا موضوعيين طالما أنهم يعيشون ضمن إسرائيليين ومقراتهم
بالقدس، كما ان إسرائيل تحاول دمجهم بالمجتمع الإسرائيلي، وبالتالي فهم يتبنون
الرواية الإسرائيلية.

وطالب السياسيين مجددا بالتدرب على
المصطلحات واستخدام لغة موحدة حتى يكون الخطاب الإعلامي الفلسطيني مؤثرا وقويا،
مشيرا إلى غياب الرسالة الموحدة الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بالوحدة
الوطنية.

أما المحامية ديانا بطو فاعتبرت أن
الصورة الحالية ليست سيئة، حيث تشهد ساحة الإعلام تطورا جعل من بعض المصطلحات التي
كانت محرمة مصطلحات مقبولة ومستخدمة، هذا إلى جانب أن الصحفيين الأجانب بدأوا
يبتعدون عن التحيز لإسرائيل في ظل قباحة تصرفاتها وعدم مقدرة الولايات المتحدة على
تلميع تلك التصرفات، داعية إلى ضرورة فهم المصطلح وتفسيره ومعرفة دلالاته، قبل
الحديث عنه.

وشارك في الورشة مراسلون صحفيون ومدراء
مكاتب لوكالات وصحف وفضائيات عربية ودولية إلى جانب صحفيين يعملون في وسائل
الإعلام المحلية.

وناقش المشاركون الإشكاليات التي يواجهها
الصحفيون الأجانب خلال تغطيتهم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واختلاف هذه
الإشكاليات عن تلك التي يتعرض لها نظرائهم الفلسطينيين، وإلى أي مدى يكون الصحفي
حياديا وموضعيا ومهنيا.