مركز تطوير الاعلام والراديو السويدي يختتمان جلسة تفاعلية حول التحول إلى الاعلام الرقمي
اختتم مركز تطوير الاعلام في جامعة بيرزيت ويبنار تفاعلي على تطبيق زووم، استمر على مدار يومين مع مكتب تطوير الاعلام في الراديو السويدي بعنوان " التحول الى الاعلام الرقمي: مثال من السويد وخطوة منتظرة في فلسطين".
وافتتحت جلستي التفاعل على مدار اليومين مديرة المركز نبال ثوابتة التي أكدت على أهمية اتخاذ خطوات قوية في التحول الى الإعلام الرقمي في الإعلام المحلي كي يظل مواكبا وموازيا للتجارب الاعلامية في العالم. مشيرة الى ان مشروعا مشتركا بين الراديو السويدي ومركز تطوير الإعلام في طريقه الى التنفيذ في المستقبل حول التحول الى الإعلام الرقمي. واستعرضت خمس سنوات سابقة من العمل الناجح في انتاج وتطوير المبادرة الوطنية لتطوير الاعلام بتمويل من وكالة التنمية الدولية السويدية (سيدا). حيث قدمت المبادرة تسعة محاور استراتيجية لتطوير الاعلام المحلي واطلاقه نحو العصرنة والمهنية.
وقال منسق التقييم والجودة في المركز الاعلامي عماد الاصفر ان الاعلام الفلسطيني خطى خطوات قوية في التحول الى الرقمنة ولكن ما زال ينقصه فتح خاصية التفاعلية مع الجمهور في كافة عمليات الانتاج الاخباري والبرامجي، اضافة الى اهمية العمل مع الصحفيين كي لا يفقدوا ادوارهم المهنية لصالح مهارات المواطن الصحفي او المدون، وضرورة ان يكون التحول الى الاعلام الرقمي مقرونا بالعمل على تقوية المضامين والمحتويات الصحفية وليس قوة التطبيقات والبرمجيات، مشددا على ضرورة تفعيل قراءات هندسة الجمهور كي تظل اجندة وسيلة الاعلام ديمقراطية وقادمة من احتياجات الجمهور.
وعلى مدار يومين تم اعلان نتائج استطلاع اجري على عينة من الصحفيين والصحفيات في الضفة وغزة والارض المحتلة عام 48، حول رأيهم من مستوى الاولية للإعلام الرقمي في مؤسسات، وموانع الذهاب لوضع خطة استراتيجية في هذا الاتجاه، بالإضافة الى المكونات التي يرونها ضرورية لبناء مرحلة تحول الى الاعلام الرقمي متضمنة للمفاهيم والقيم المطلوبة لحماية المضامين الصحفية، ومتضمنة ايضا الجوانب السياساتية المطلوب اقرارها في المؤسسات الصحفية لتطوير والمضي قدما في هذا الجانب.
وكان الاستطلاع تم تصميمه من قبل "الخبير الرقمي في التلفزيون السويدي جوهانس كاردل، وماتياس لوندغرين وأنا نيستروم من الراديو السويدي، وصالح مشارقة منسق الابحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام. ونشرت النتائج في وسائل الاعلام المحلية الاربعاء.
كما قدم الخبير جوهانس كاردل تجربة التلفزيون السويدي للانتقال من الاعلام القائم الى الاعلام الرقمي، عبر سلسلة من الاحداث في اخر عشر سنوات ادت بالإدارة الى تغيير سياستها التحريرية بعد ان تبين ان 70- 80% يشاهدون التلفزيون السويدي عبر هواتفهم الخليوية، نصفهم يفتح على التلفزيون من خلال تطبيق للتلفزيون نفسه، مقابل عدد 2.5- 3 ملايين متفرج يدخلون الى التلفزيون يوميا، في حين ظهرت الفئة العمرية 20-39 هي الاكثر حضورا في الجمهور.
واضاف كاردل انه ازاء هذه المعطيات قامت ادارة التلفزيون السويدي بفتح العلاقة اكثر مع الجمهور عبر مقولة "الحديث معه وليس الحديث اليه"، وتلبية احتياج الجمهور بنفس قدرة التواصل الاجتماعي ولكن بمهنية اكثر، وفتح البرامج والموقع الالكتروني للتلفزيون كي يسجل الناس قصصهم واخبارهم وتعليقاتهم، والبث عبر الهواتف الخليوية وتنزيل تطبيق خاص بالتلفزيون السويدي".
وتحدث عن خمسة توجهات عالمية في التحول الرقمي للتعامل معها هي: " ثورة الذكاء الصناعي، وعدوى الاستقطاب السياسي على منصات الاعلام، والاشتراكات الرقمية في المنصات الاعلامية التي تؤثر على صناعة الاخبار، وظهور الهواتف الخليوية كوسيط اساسي للجمهور، ونجومية البودكاست".
كما تناول الخبير السويدي ثمانية مكونات يمكن العمل عليها في التحول من الاعلام القائم الى الاعلام الرقمي، وهي "مهارات الجسم الصحفي الذاهب الى التحول الى الاعلام الرقمي، والإنتاج الرقمي الملائم للبث على القنوات والمنصات الجديدة، واستراتيجية عامة او داحل مؤسسة للتحول، وخاصية التفاعلية بين الجمهور والمؤسسة الصحفية في المضامين والمحتويات، والمضمون كأساس لجودة المحتوى وميزة فضلى لأي انتاج، وهندسة معلومات وتحليلات عن الجمهور، وشروط قانونية وبيئة اتصالية في البيئة المحيطة للتحول، ومستوى الموثوقية المطلوب صناعته في السياسة التحريرية للمؤسسة الصحفية التي تريد الانتقال من الاعلام القائم الى الاعلام الرقمي.
واوصى المشاركون على مدار اليوميين الماضيين بعدة توصيات للتوجه الى مرحلة مدروسة ومنظمة من التحول الى الاعلام الرقمي في فلسطين، مؤكدين اهمية وضع الخطط والبرامج والفعاليات لضمان تحول ناجح واضافي للإعلام المحلي.
وقال صالح مشارقة منسق الابحاث والسياسات ان مركز تطوير الاعلام في جامعة بيرزيت وضع على اجندته فعاليات تتعلق بالتحول الى الاعلام الرقمي منها "اقتراح خطة وطنية معيارية للتحول: خطة عامة وبالإمكان التفريع عنها بخطط خاصة لكل مؤسسة صحفية، واطلاق ورشات تدريب للعاملين لاطلاعهم على مهارات ومفاهيم التحول الرقمي، واقتراح دليل او استدخال مساقات جديدة حول الموضوع، وتخصيص جزء من البرنامج الاكاديمي لدبلوم الاعلام الرقمي في الجامعة للتدريب على هذا الملف، وضمان ادخال مؤشر الجندر لضمان مشاركة متوازنة للنوع الاجتماعي في التخطيط والمضامين وقراءة الاثر، ومشاركة وزارات الاختصاص في السلطة الوطنية ونقابة الصحفيين في انجاز التحول الرقمي بشكل تشاركي من قبل كل الفاعلين في الاعلام، وتنفيذ دورات داخل المؤسسات الصحفية من شأنها تسهيل الانتقال من الاعلام القائم الى الرقمي، واطلاق ابحاث لقياس الاحتياجات وطرق التنفيذ المطلوبة لإنجاز هذا التجديد الذي صار اساسيا في عمل كافة وسائل الاعلام.