مركز دراسات التنمية يعقد ورشة عمل حول التنمية في الأراضي الفلسطينية - أخبار

عقد مركز دراسات التنمية في الجامعة، يوم الخميس الثاني
والعشرين من حزيران، ورشة عمل بعنوان:" التنمية في الأراضي الفلسطينية:
تأملات نقدية في الممارسات الحالية ونقاش للآفاق البديلة".وتأتي هذه الورشة التي شارك فيها عدد من الباحثين الفلسطينيين
والدوليين، في ختام مشروع بحثي للمركز حول التنمية في سياق الصراع.

ركزت الورشة على نقد الخطاب التنموي والممارسات التنموية المهيمنة في
السياق الفلسطيني، والتي تتجاهل الواقع الاحتلالي بطبيعته، وهياكله الاستعمارية
الكابحة لإحداث تنمية على الأرض.

افتتح الورشة نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية د. عدنان يحيى، وأكد في
كلمته على سعي جامعة بيرزيت للإسهام الخلاق في تنمية المجتمع الفلسطيني، وأثنى على
الدور الذي يلعبه مركز دراسات التنمية في تصويب ورسم السياسات التنموية في فلسطين.
من جانبه، أكد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أ. سفيان مشعشع على أهمية
التعاون بين المؤسسات الفلسطينية والدولية لاستنباط طرق وممارسات تنموية مستمدة من
الواقع الفلسطيني، وتعميق الحوار بين الأطراف الفاعلة في التنمية الفلسطينية، من مؤسسات
حكومية وأهلية ومانحة وصولا لفهم مشترك حول الأطر النظرية للتنمية في فلسطين.

ركزت الجلسة الأولى على طرح وتحليل الإشكاليات التنموية في فلسطين،
فقد تناولت مديرة مركز دراسات التنمية أ. سامية البطمة، السياق الاستعماري كعامل
كبح وتدمير لإمكانيات إحداث تنمية فلسطينية، دون ارتباط هذه الأخيرة برؤية للانعتاق
والتخلص من الاحتلال.  فيما عرض كل من غاي
بيرتن ومهرين لارودي من مركز دراسات التنمية، نتائج دراسة المركز "الصراع
وأولويات التنمية، تحليل بنيوي" موجهين 
النقد للمنهجيات التي لا تستند لقراءة دقيقة للواقع في الأراضي الفلسطينية،
وتفترض ما تشاء.

وتحدث في هذه الجلسة أيضا ممثل وكالة التنمية الدولية السويدية
(سيدا) في المؤتمر بيتر لوندبيرغ، مقدماً رؤية نقدية لعمل الممولين في فلسطين،
ومحللاً بعض أوجه عملهم في دعم التنمية، دون أن يغفل توجيه النقد لبعض الأجندات
غير الواقعية لمجتمع الممولين في الأراضي الفلسطينية.

في حين عرض ممثل وزارة التخطيط والتنمية الإدارية أ. بشار جمعة، أهم
مفاصل خطة التنمية في الفترة ما بين (2007-2013)، مركزاً على إطارها الاقتصادي،
ورؤيتها القائمة على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة.  وهي وجهة النظر الحكومية التي لاقت نقد المتحدث
التالي ممثل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية د. رجا الخالدي، الذي ركز في
كلمته على جوانب نقدية لهذه الخطة، وخاصة في استنادها لخطاب يقترب في لغته وطرحه
من الخطابات المهيمنة دون محاولة لتحدي وتغيير السياق السائد.

أما الجلسة الثانية، فقد تحدث فيها كل من: الأستاذ في جامعة لندن د.
آدم هنية، الباحث المستقل عمر برغوثي، وممثل برنامج المساعدات الكنسية الدنماركية
ماس ليندغارد. حيث اشتملت كلماتهم على مقاربات جديدة لرؤية التنمية في فلسطين،
تقوم على أساس الاعتراف أولاً بأن بنية القوة في السياق الاستعماري هي لصالح القوة
المستعمرة تماماً، والتي تحاول إعاقة إمكانية تحرر من يرزحون تحت الاحتلال،
وبالتالي هناك ضرورة للاستثمار في تمكين المواطنين الفلسطينيين من البحث عن وسائل
تساعدهم على تعزيز مقاومتهم الشعبية للاحتلال، مستفيدين في ذلك من تجارب الشعوب الأخرى
في صراعها مع الاستعمار بشكله المباشر أو غير المباشر.

أما الجلسة الثالثة فكانت عبارة عن نقاش طاولة مستديرة حول البدائل
التنموية في السياق الفلسطيني، ودمج المقاربات النظرية للاستعمار (ما بعد
الاستعمار) في تحليل وممارسة التنمية فلسطينياً، كما وتم تقديم أمثلة عملية
للمقاربات والممارسات التنموية في القطاع الإنساني، وتم نقاش الآثار البرامجية
والعملية للبدائل المطروحة على الفاعلين التنمويين، وقدم المشاركون في نقاش
الطاولة المستديرة خطة أولية لما بعد الورشة.