مجلة(Idearabia) الإسبانية تنشر دراسة مترجمة لإبراهيم نمر موسى

ترجمت مجلة(Idearabia) الإسبانية دراسة لأستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة بيرزيت د. إبراهيم نمر موسى عن أدب السجون والمعتقلات إلى اللغة الإسبانية، ونشرتها على صفحاتها في العدد 16 / 2021م، وهي بعنوان "الأديب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي "تناولت الدراسة ثلاثة أدباء فلسطينيين هم: المتوكّل طه من خلال كتابه (رمل الأفعى، سيرة كتسيعوت، معتقل أنصال 3)، وعبد الناصر صالح من خلال أعماله الشعرية، ووليد الهودلي من خلال أعماله الروائية.

تناولت الدراسة تجارب الأدباء الثلاث من بين عشرات الأدباء الذين مارست قوات الاحتلال الإسرائيلي القتل، أو الاعتقال، أو الطرد القسري بحقهم، بل تحوّل غالبية الشعب الفلسطيني الأعزل فجأة إلى لاجئين ومشردين وفقراء داخل وطنهم وفي شتات العالم، وكتب هؤلاء الأدباء -موضوع الدراسة وغيرهم- أدباً إنسانياً يفيض حزناً ولوعة مجبولاً بعرقهم ودمهم، وفي هذا المعنى يقول (نيتشه) على لسان (زرادشت): "مِنْ بين كل ما هو مكتوب لا أحبّ غير ذلك الذي يكتبه امرؤ بدمه"، وقدّم كثير منهم نفسه قرباناً على مذبح الحرية الإنسانية، كما فضحوا أساليب الاحتلال الإسرائيلي اللاإنسانية لتثبيت ذلك كلّه في الذاكرتين الجمعية والفردية.

وتحدث د. موسى عن ظروف الاعتقال التي يعاني منها الأسرى الأدباء فيقول: " إنّ منع حصول الأسير على أدوات الكتابة، ومصادرة إبداعاته الأدبية والثقافية هو في حقيقة الأمر محاولة لإحكام السيطرة على العقل الفلسطيني وتجميد قدراته، وإلغاء لمشاعره الإنسانية، وتحطيم لروحه النضالية، ويدخل في الباب ذاته إجباره على سماع الإذاعة الإسرائيلية (صوت إسرائيل)، أو مشاهدة التلفاز الإسرائيلي الرسمي فقط، اللذين يبثان سموماً قاتلة تجاه الفلسطينيين وقيمهم الأخلاقية والنضالية التي كفلتها القوانين الدولية. فهل يُعقل أن يخوض الأسير إضراباً عن الطعام حتى الموت أحياناً، قد يمتد شهراً أو ثلاثة أشهر للحصول على  أبسط حقوقه في قلم، أو ورقة، أو يلقى عقاباً قاسياً في زنزانة مظلمة، إذا ضبط وبحوزته قلم أو ورقة؟!. هذا وقد اتخذت إسرائيل من حصول المعتقل على القلم والورقة ذريعة لصنع أزمة مع المعتقلين أو حلّها من حين لآخر، واتّبعت سياسة/لعبة المنع والمنح."        
وأضاف: "إذا كانت الحاجة أمّ الاختراع، فقد ابتدع الأسرى في فترات لاحقة وسائل للكتابة، وأوجدوا  بدلاً من الكتابة على الأوراق العادية، الكتابة على أوراق السجائر، وأوراق الزبدة بعد غسلها وتجفيفها، ثم  لفّها في كبسولات صغيرة وابتلاعها لتهريبها خارج السجن، أو كتابة نسختين أولاً بأول من الرواية أثناء عملية الإبداع وإخفاء نسخة إضافية/احتياطية مع معتقلين آخرين بعيداً عن الخيمة التي يقيم فيها الكاتب، وهكذا رأت بعض هذه الكتابات النور، وشكّلت باباً مهماً في حركة الأدب الفلسطيني المُسمّى (أدب السجون)، وهذا لإدراك الأسرى بعامة والأدباء بخاصة أنّ الأدب وسيلة من الوسائل النضالية الفعّالة."

رابط المجلة https://idearabia.es/