محاضرتان حول الاتحاد الأوروبي في معهد إبراهيم أبو لغد

ضمن مشروع شبكة الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط (EUMENIA)، والمموّل من الاتّحاد الأوروبي، استضاف معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، في شهر نيسان 2019، كلّ من د. دانييلا هوبر، باحثة في الدراسات شرق الأوسطية في معهد الشؤون الدولية الإيطالي، والدكتور ديميتري بوريس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أمستردام، حيث عقدا محاضرتين حول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وموقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكلّ من طلبة برنامج الماجستير في الدراسات الدولية وطلبة بكالوريوس العلوم السياسية، بإدارة أستاذ العلوم السياسية د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم.

وقد جاءت المحاضرة الأولى، والتي ألقتها د. هوبر بتاريخ 18 نيسان 2019، تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، حيث ناقشت دور أوروبا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تاريخياً، منذ عام 1948، مروراً بعام 1967، ودور الاتحاد الأوروبي حالياً والذي يقتصر على تقديم المساعدات المالية والتصريحات السياسية التي تؤكد على ضرورة تطوير محادثات السلام المشروطة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين. وتلا المحاضرة نقاش مع الحضور حول مستقبل الاتحاد الأوروبي والمساعدات الأوروبية لفلسطين، وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على القضية الفلسطينية.

 أما المحاضرة الثانية، فعقدها المعهد بتاريخ 20 نيسان 2019، بعنوان "مستقبل السياسة الدولية ودور الاتحاد الأوروبي في النظام الدولي"، تحدث فيها د. بوريس عن فاعلية الاتحاد الأوروبي على الصعيد الدولي، مؤكداً على تراجع دوره من كونه قوة معيارية إلى كونه لاعب ثانوي، على غرار طرح هوبر، من بعد الحرب العالمية الثانية على إثر المساعدات الاقتصادية الأمريكية والتي عرفت باسم "خطة مارشل" لإعادة إعمار أوروبا، مشيراً إلى أن اهتمام الاتحاد الأوروبي، من بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح يرتكز على تحقيق السلام الأوروبي والحيلولة دون اندلاع صراعات بين الدول الأوروبية، والاهتمام بالقضايا الأمنية، والمخاطر البيئية، والهجرة والتغيير الديموغرافي، ولاحقاً مكافحة التطرف.

وحول مستقبل الاتحاد الأوروبي، قدم د. بوريس عدة سيناريوهات في ضوء الآثار المحتملة لخروج بريطانيا على الاتحاد الأوروبي، والتي كانت نتيجة لصعود الأحزاب الشعبوية في أوروبا، وأزمة الهجرة، وكذلك الأزمة المالية العالمية لعام 2008.

أما في احتمالية انهيار الاتحاد الأوروبي بشكل كامل، فقد علّق د. بوريس: "لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي سينهار بشكل كامل، فهناك دول تحارب انهيار الاتحاد مثل ألمانيا وفرنسا، ولكن أنا خائف شخصياً".

أثير النقاش بعد المحاضرة مع الحضور حول إمكانية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، والدور الذي من الممكن للأحزاب الشعبوية أن تلعبه في انهيار الاتحاد الأوروبي، واحتمالية مشاركة بريطانيا في الانتخابات القادمة، وموقفها إن فعلت.