محاضرة تناقش فلسطين كمختبر لتقنيات المراقبة والسيطرة الإسرائيلية

نظّم برنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، بالتعاون مع معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، المحاضرة الثانية ضمن سلسلة الحواريات "حرب الإبادة: الاستهداف الممنهج للوجود الفلسطيني"، بعنوان "فلسطين مختبراً: تقنيات المراقبة والسيطرة"، وذلك يوم الأربعاء 28 أيار 2025، في قاعة 243 بملحق معهد الحقوق في جامعة بيرزيت، وبمشاركة افتراضية عبر منصة زووم.

هدفت المحاضرة، التي أدارها د. باسل فراج، إلى مناقشة السياق الذي تتحول فيه الحروب إلى أدوات لتسويق تكنولوجيا القمع، وإلى فهم البنية التكنولوجية التي يعتمدها الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز نظامه الاستعماري. واشتملت الجلسة على مداخلتين سلطتا الضوء على الأبعاد التقنية والأخلاقية لهذا الواقع.

قدّمت الأستاذة رشا عبد الرحيم المداخلة الأولى بعنوان "تسويق القمع: تصدير تقنيات المراقبة الإسرائيلية إلى العالم"، تناولت فيها كيف أصبحت فلسطين حقل تجارب لهذه التقنيات التي تسوّقها إسرائيل عالميًا. واستعرضت السياق التاريخي لتطوّر التكنولوجيا الإسرائيلية كأداة للشرعية والدبلوماسية، مشيرة إلى الدعم الدولي الواسع الذي تلقاه، وإلى تورط شركات إسرائيلية مثل NSO في انتهاكات عالمية لحقوق الإنسان، من بينها اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، ما يعكس خطورة هذه التكنولوجيا العابرة للحدود.

في المداخلة الثانية، ناقش الأستاذ طارق عكش موضوع "الذكاء الاصطناعي كأداة للضبط والقمع ضد الفلسطينيين"، مستعرضًا توظيف الاحتلال لهذه التقنية في بناء منظومة مراقبة شاملة تُدار بأقل تدخل بشري. أشار إلى أن الضباط الإسرائيليين المتقاعدين يؤسسون شركات خاصة تسهم في استمرار تطبيق أدوات الرقابة على الفلسطينيين. ولفت إلى أن ما يجري في غزة هو أول استخدام مكثّف للذكاء الاصطناعي في توجيه القصف وتحديد الأهداف، معتبرًا أن هذه الممارسات تطرح تحديًا أخلاقيًا عالميًا يتطلب موقفًا دوليًا واضحًا.

شهدت المحاضرة تفاعلًا من الحضور، حيث طُرحت أسئلة واستفسارات متنوعة، واختُتمت الجلسة بالتأكيد على ضرورة مواصلة البحث والنقاش حول استخدام الذكاء الاصطناعي في سياق الاحتلال، لا سيما في ظل تصاعد سياسات الإبادة والتهجير في الأرض الفلسطينية المحتلة.