محاضرة تناقش دراسات علمية تربط بين الإصابة بكوفيد- 19 وضعف السمع

ناقشت أستاذة علوم السمع والنطق في كلية علوم التأهيل في الجامعة الأردنية د. سارة الحنبلي دراسات حول ارتباط الإصابة بفيروس كورونا واحتمالية الإصابة بضعف السمع، وذلك خلال ندوة رقمية عقدتها دائرة علاج النطق والسمع في كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية في جامعة بيرزيت، يوم الثلاثاء 16 آذار 2021، بعنوان: "الصحة السمعية: الإصابة بفيروس كورونا وارتباطه بضعف السمع".

افتتحت الندوة رئيسة دائرة علاج النطق والسمع أ. آمال أبو قطيش بالحديث عن ازدياد عدد الحالات التي تراجع عيادات السمع وتعاني من الإصابة بطنين مرافق لضعف سمع مفاجئ في الآونة الأخيرة، وهو ما يدعو كل أخصائي سمع إلى الوقوف عند هذه الظاهرة، خاصة أن نسبة شيوع ضعف السمع المفاجئ لا تتعدى الـ 10 لكل 100,000. كما أن هناك عدداً لا بأس به من الأبحاث التي تدرس ظاهرة ارتباط الإصابة بكوفيد- 19 والإصابة بضعف في السمع.

وتحدثت د. الحنبلي في بداية اللقاء عن نسبة انتشار ضعف السمع في العالم، إذ إنه وبناء على تقارير منظمة الصحة العالمية، بلغ عدد المصابين بضعف في السمع 466 مليون شخص في العام 2018. وبناءً على آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يعتبر ضعف السمع رابع أعلى سبب للإعاقة على مستوى العالم، بتكلفة علاج وتأهيل سنوية تقدر بأكثر من 980 مليار دولار. وشددت د. سارة على ضرورة الاهتمام بمشاكل السمع من حيث الكشف المبكر عن ضعف السمع، والاهتمام بالصحة السمعية ونشر الوعي بين الناس، إذ كلما تأخر عمر اكتشاف مشاكل السمع، ترتبت عليه تكلفة أعلى في العلاج والتأهيل.

أما بخصوص ربط الإصابة بكوفيد- 19 وضعف السمع، فبينت د. الحنبلي أن هذا الربط بدأ بسبب وجود حالات فردية أصيبت بالفيروس، ولاحظت تغيراً في السمع، ما نبه الباحثين إلى ضرورة دراسة هذه الظاهرة، خاصة أن هناك العديد من الفيروسات التي تؤدي إلى فقدان السمع، ومنها Cytomegalovirus (CMV)، وهو شائع عند النساء الحوامل ويؤدي إلى إصابة الجنين بفقدان في السمع، وكذلك فيروس الحصبة والحصبة الألمانية، إضافة إلى ذلك، وكما أن الاصابة بكوفيد- 19 تؤثر على حاسة الشم والتذوق، فهذا يدل على أن الفيروس يؤثر على التغذية العصبية في الجسم عامة، وهو ما تم إثباته بالفعل، وعليه، فقد يؤثر أيضاً على العصب السمعي.

ولخصت د. الحنبلي نتائج بعض أهم هذه الدراسات التي تمثلت في أن هناك ربطاً بين الإصابة بكوفيد- 19 وفقدان السمع، ولكن لم تكن النتائج حاسمة في تحديد نسبة الإصابة، كما لم يتم تحديد نوع ودرجة ضعف السمع وما إذا كان ضعف السمع يصيب أذناً واحدة أو كلتا الأذنين. وتعود أسباب ضعف نتائج هذه الدراسات في أغلب الأحيان إلى صغر عينة البحث، وضعف جمع العينات، حيث لم يتمكن الباحث من فحص حدة السمع فعليّاً للمصابين، واكتفى بالتحدث هاتفيّاً معهم عن الأعراض، والسبب في ذلك قوانين تخفيف حدة الانتشار التي تمثلت بالحجر الصحي وضرورة التباعد، ما جعل فكرة فحص السمع شبه مستحيلة. كما أن بعض هذه الأبحاث لم تستثنِ أسباباً أخرى قد تكون السبب في فقدان السمع غير الإصابة بكوفيد- 19، حيث لم تقارن نتائج السمع عند المشاركين قبل الإصابة بكوفيد-19 وبعده، ولم تسأل عن وجود أمراض أخرى عند المشاركين تؤدي أيضاً إلى فقدان السمع.

رابط المحاضرة

https://drive.google.com/file/d/1tMwBULOSE9OOP0osrAZDvi_xrVuzoPQA/view?usp=sharing