محاضرة عامة تُراجع التجربة الوطنية الفلسطينية بطريقة نقدية

عقدت دائرة العلوم السياسية بكلية الحقوق والإدارة العامة يوم الخميس 25 أيار 2017 محاضرة عامة بعنوان "مراجعة نقدية للتجربة الوطنية الفلسطينية " ألقاها الباحث الفلسطيني أ. ماجد كيالي الذي يزور فلسطين للمرة الأولى.

وقال أ. كيالي أن استعادة الشعب الفلسطيني لتجاربه السابقة تُمكنه من الإعداد الجيد للمستقبل، وأوضح أن المجتمع المحلي يعاني من غياب مؤسسات صنع القرار القادرة على اختيار أفضل البدائل والطرق لحل القضية الفلسطينية، وأكد أن الإعلام المحلي اليوم عاجز عن صياغة رأي عام يوحد الشعب الفلسطيني بسبب ارتباط جميع الصحف ووسائل الإعلام بالفصائل السياسية.

وأضاف أن منظمة التحرير الفلسطينية وُضعت على الهامش بحياة الشعب الفلسطيني وأصبح دورها غير ملحوظ على الرغم من جميع التضحيات التي بُذلت من أجل تأسيسها، وأشار إلى أن النقد السياسي الحالي هو نقد فصائلي لا يُلامس الأسئلة التي تحتاجها الساحة الفلسطينية.

وبيّن أ. كيالي أن وثيقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الأخيرة لم تطرح أي إضافة جديدة، تماما كما أن المؤتمرات العامة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لم تُقدم أي مراجعة نقدية للتجربة الفلسطينية، ما أدى لدخول الشعب الفلسطيني بأزمات متتالية لم يستطع الخروج منها حتى اليوم.

وأوضح أن الفصائل الفلسطينية لجأت بالبداية لسياسة الكفاح المُسلح من أجل تحرير فلسطين دون أن تطرح خطة استراتيجية تُقنع الشعب بكيفية تحرير الوطن، فكانت تجربة عفوية لم تعتمد على أي دراسة أو مُراجعة أو تخطيط مسبق.

وكشف أ. كيالي أن الانتفاضة الأولى كانت من أفضل تجارب الشعب الفلسطيني الذي أظهر من خلالها استعداده العالي للتضحية من أجل الوطن، ولكن عسكرة الانتفاضة الثانية ودخولها بحيز العمليات الاستشهادية وَضع الشعب أمام مواجهات غير مدروسة لم يكن قادرا على الصمود أمامها لفترة طويلة.

وأشار إلى أن المنظمات الفلسطينية انتقلت من مرحلة الكفاح المسلح للمفاوضات دون تحديد أسباب واضحة لذلك مع غياب تام للمراجعات النقدية العلمية التي تُمكن الشعب من الاستفادة من تجاربه السابقة.