محاضرة عامة تناقش زمن الجوع بين الواقع والمتخيل

نظمت المجموعة الطلابية "معمل الأفكار" وبالتعاون مع ملتقى نبض الشبابي وأستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة د. عبد الرحيم الشيخ يوم الإثنين 29 أيار 2017 محاضرة عامة بعنوان "زمن الجوع بين الواقع والمتخيل" تحدث خلالها الأسيران المحرران عبد الفتاح دولة وسفيان بركات.

وقال عبد الفتاح دولة أن حالة الإنقسام الفلسطيني إنعكست سلبا على الأسرى داخل سجون الإحتلال، حيث ساهمت بإضعاف العمل الجماعي وأدت إلى غياب الإضرابات الجماعية عن الطعام لفترة طويلة، ولكن سَحب الإحتلال لجميع الإنجازات التي حققتها الحركة الأسيرة قاد الأسرى للجوء إلى الإضراب مرة آخرى كسلاح أخير في محاولة لرد الإعتبار وإستعادة قيمة الحركة الأسيرة قبل أن تُكسر بشكل نهائي.

وأوضح أن الإحتلال عمل على سحب جميع ممتلكات الأسرى داخل السجون فور البدء بالإضراب، وعمد على عزل قادة الإضراب في محاولة للتفاوض مع باقي الأسرى والتأثير عليهم، وأكد أن الإضراب الأخير مثل واحدا من أكثر الإضرابات قسوة وصعوبة من ناحية التنكيل المستمر بالأسرى.

وأشار دولة إلى أن إرادة الأسرى مكنتهم بالنهاية من تحقيق جزء كبير من مطالبهم، مؤكدا على أن الحركة الطلابية تُشكل النواة الأساسية للحركة الوطنية الأسيرة، وشدد على أهمية وقوف الطلبة بجانب الأسرى ومساندتهم بجميع الظروف والاحوال.

من جانبه بيّن سفيان بركات أن الإضراب الأخير كان إضرابا مفصليا في تاريخ الحركة الأسيرة، وأوضح أن الإضرابات عن الطعام داخل السجون بدأت منذ العام 1968 وهدفت في ذلك الوقت لتحقيق مطالب بسيطة جدا مثل إدخال الأوراق والأقلام للسجون، ولكن الحركة الأسيرة تمكنت من تعزيز فكرة الإضرابات لتحقق من خلالها إنجازات كبيرة لا يمكن الإستهانة بها.

وأكد أن صمود الإضراب لأكثر من أربعين يوما يعتبر إنجازا تاريخيا خاصة في ظل ضعف المساندة الطلابية والشعبية بشكل كبير، وكَشَفَ أن الإضرابات الفردية السابقة عززت من قدرة الإضراب الجماعي على الإستمرار والصمود، موضحا أن مرحلة ما بعد الإضراب هي أصعب مرحلة صحية يمكن أن يمر بها الأسير داخل السجون.

بدوره شدد د. عبد الرحيم الشيخ على أهمية تصحيح مفاهيم الطلبة الخاطئة حول دور الحركة الأسيرة، مؤكدا على أن الأسرى يمثلون نخبة أبناء الوطن الذين يستحقوا أن يبقوا داخل مخيلة وذاكرة الشعب الفلسطيني على مر العصور، وركز على ضرورة إستضافة الأسرى بشكل مستمر داخل الحرم الجامعي بالإضافة لتعزيز المواد الأكاديمية المتعلقة بهم.