محاضرة الكترونية حول تاريخ الهجرة واللجوء في بلاد الشام

استضاف مساق مدخل إلى دراسات اللجوء والهجرة الدولية في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، يوم السبت الموافق 14 تشرين ثاني 2020 وعبر تطبيق زووم، د. دون تشاتي، الأستاذة الفخرية في الأنثروبولوجيا والهجرة القسرية، والمديرة السابقة لمركز دراسات اللاجئين في جامعة اوكسفورد في بريطانيا، لنقاش أحدث دراسة لها حول أبرز وأكبر موجات اللجوء والهجرة القسرية في منطقة بلاد الشام على وجه الخصوص منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم.

وجاءت الدراسة في كتاب تحت عنوان “Syria: the Making and Unmaking of a Refuge State”. وخلال المحاضرة، قسّمت د. تشاتي أبرز موجات اللجوء التي شهدتها منطقة بلاد الشام إلى ثمانية أقسام، كانت أولها موجات لجوء الشركس والشيشان ما بين 1850 وحتى تسعينيات ذلك القرن، تلتها موجات لجوء من ألبانيا وكوسوفو ما بين العام 1890 حتى عشرينيات القرن العشرين، وهي الفترة التي بدأت فيها الموجة الثالثة المتمثلة بهجرة هجرة الأرمن والأكراد. أما الموجة الرابعة، فشهدت المنطقة مجموعات لاجئين من الآشوريون ومجموعات أخرى من العراقيين. وتمثلت المجموعات الثلاث اللاحقة بفئة اللاجئين الفلسطينيين والتي جاءت في الأربعينيات نتيجة النكبة ومن ثم النكسة في الستينيات وأخيرا في التسعينيات وضمت فلسطينيي الكويت على إثر حرب الخليج. أما المجموعة الثامنة والأخيرة فكانت موجات اللاجئين العراقيين.  

في نهاية الموجات الثماني للهجرة، تحولت سوريا لأكبر دولة مصدّرة للاجئين نتيجة الأحداث المتصاعدة خلال فترة "الربيع العربي".

وخلال تغطيتها لتلك المراحل، تطرقت د. تشاتي إلى عدد من النقاط حول تجربة الدولة العثمانية مع قضايا الهجرة واللاجئين، والتي كانت تجربة ناجحة وملفتة لكن غالباً ما يتم تجاهلها في دراسات اللجوء وفي تأريخ القانون الدولي للاجئين. وتناولت د. تشاتي أبرز آليات التعامل مع هذه القضايا من قبل الدولة العثمانية مثل تخصيص المساجد والمدارس والتكيات كمخيمات لجوء أولية قبل العمل على دمج اللاجئين في المجتمع من خلال منحهم أراض زراعية وإعفاءهم لفترات معينة من دفع الضرائب والخدمة العسكرية. وقارنت د. تشاتي دول "الشمال" الثرية والتي صادقت في معظمها على اتفاقية 1951 الخاصة باللاجئين مع دول "الجنوب" الفقيرة-وغالبا غير الموقعة على ذات الاتفاقية-والتي لطالما استقبلت الغالبية العظمى من اللاجئين وأبدت ترحيباً وتعاطفاً مع اللاجئين رغم قلة الموارد.

وأخيرا تم فتح باب الأسئلة والنقاش مع الطلبة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن مشروع المعرفة والحرب، وهو مشروع بحثي ممول من قبل وكالة التنمية النمساوية.