محاضرة الكترونية حول "اللاجئين والمساعدات الإنسانية وسياسات الاحتواء"

استضاف معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الأربعاء 28 تشرين الأول 2020، وعبر تطبيق زووم، عروب العابد، الباحثة في مركز الدراسات اللبنانية، وذلك للحديث حول المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين، وذلك ضمن مساق الماجستير بعنوان "مدخل لدراسات اللجوء والهجرة الدولية".

 بدأت د. العابد محاضرتها بطرح عدد من الأسئلة الاستهلالية على الطلبة تتعلق برؤيتهم للجهة التي يفترض أن تتحمل مسؤولية توفير احتياجات اللاجئين الأساسية - من إغاثة وحماية - وربط ذلك بقضايا المسؤولية والمسائلة وعلى من تقع. وانطلاقا من الاجابات المتنوعة، ناقشت الضيفة جوانب عدة حول الموضوع، حاولت دعمها بأمثلة واقعية خاصة من السياق الأردني وتجربته مع استقبال اللاجئين، كونه يعتبر أقرب السياقات ذات الصلة في المنطقة. 

وبعد تعريف المساعدات الإنسانية، والتي تأتي تحت غطاء توفير أبسط متطلبات الحياة للاجئ بما يساعده على البقاء، جاءت مسألة الربط والمقارنة بين المساعدات الإنسانية من جهة وكل من الحماية والمساعدة التنموية من جهة أخرى، على رأس المسائل المطروحة مع الإشارة إلى أن المساعدات الإنسانية تعتبر ذات آثار قصيرة الأمد، بينما توفر كل من التنمية والحماية آثارا بعيدة الأمد. 

كما تطرقت الدكتورة عروب إلى أبرز الإشكاليات والتحديات المنوطة بالمساعدات الإنسانية والمساعدات التنموية، خاصة في ظل علاقات القوى السائدة بين الجهات المانحة والجهات المستقبلة، إضافة إلى الأجندات السياسية التي باتت مكشوفة والتي تكمن وراء معظم هذه المنح الانسانية والتنموية. وفي هذا السياق سلطت الضوء على مصطلح هام وهو مصطلح "المساعدات المفروضة - imposed aid" بما معناه ان الجهات المانحة، كونها الجهة الأقوى في المعادلة، تفرض هذه المساعدات على الجهات المستقبلة حسب شروطها، بحيث ينتهي الأمر بها المستفيد الأكبر من هذه المساعدات من خلال توظيف كادر تابع لها يستنفذ النسبة الأكبر من الميزانية، بينما يبقى للجهة المستقبلة النسبة الأقل والتي تصرف في مناحي غير مجدية غالبا نظرا للقيود الزمنية والقطاعية المفروضة.

في القسم الأخير من المحاضرة تناولت العابد سياسات الاحتواء - containment وهي التي تتعلق بقضايا احتواء اللاجئين كوسيلة لتخفيف الأعباء ومشاركتها بين اطراف المجتمع الدولي وتشمل هذه السياسات وسائل متعددة منها أساليب القمع والسيطرة والعقوبات الجماعية وتشييء اللاجئين والتعامل معهم كأرقام لا كأفراد، إضافة إلى تقييد حرياتهم من خلال عدد من القيود المفروضة على تنقلهم ومناحي حياتهم المختلفة وغيرها من الوسائل. 
وخلال اللقاء الممتد على مدى ثلاث ساعات، تبادل الطلبة مع الضيفة أسئلتهم وآرائهم حول الموضوع وجوانبه المطروحة، وهي بدورها رحبت باستفساراتهم وشاركتهم خبرتها في المجال كونها انخرطت به بشكل عميق ومباشر من خلال عملها البحثي والميداني في سياقات مختلفة.