محاضرة لدائرة العلوم السياسية عن "الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها على القضية الفلسطينية"

عقدت دائرة العلوم السياسية في كلية الحقوق والإدارة العامة في جامعة بيرزيت، الإثنين 22 نيسان 2019، محاضرة عامة حول "الانتخابات الإسرائيلية وتداعياتها على القضية الفلسطينية"، ألقاها د. صالح عبد الجواد، وعقب عليها د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم.

 وقال عبد الجواد إن المحاضرة تركز على تحليل مغزى تصويت الناخب الإسرائيلي ومحاولة تفسير الأرقام الصماء المتعلقة بعدد المقاعد التي حصلت عليها الأحزاب والكتل الانتخابية المختلفة وعلاقة ذلك بالخارطة السياسية الإسرائيلية، بالإضافة إلى تأثير نتائج الانتخابات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية.

وبين عبد الجواد ان نتائج الانتخابات اظهرت ترسخ معسكر اليمين داخل المجتمع الإسرائيلي وهو ميل بدأ بطفرة انتخابات الكنيست التاسعة عام 1977، حيث خسر حزب العمل في تلك الانتخابات السلطة لصالح حزب الليكود، وهنا بدأ التحول في إسرائيل من نظام الحزب الواحد القائد إلى نظام الحزبين الرئيسيين، وتلا ذلك ظهور ظاهرة المعسكرين (اليمين – اليسار).

وأشار إلى أن الأحزاب الدينية اليمينية (الحريديم)، وهي بالأساس أحزاب غير صهيونية، حققت نتائج كبيرة بحصول حزبي "شاس" ويهودت هتوراه" على 16 مقعدا، فيما مني حزب العمل بخسارة غير مسبوقة في تاريخه بحصوله فقط على 6 مقاعد. وأضاف أن النتائج أظهرت التغير في داخل معسكر اليمين نحو اتجاهات أكثر تطرفا، إذ أصبح حزب الليكود يمثل "اليمين الجديد". وبالمجمل، يوضح عبد الجواد أن معسكر اليمين واليمين اليمين حصل على 65 مقعدا مقابل 45 مقعدا للما يسمى بمعسكر اليسار، فيما حصل العرب على 10 مقاعد

وفيما يتصل بحزب "أزرق – أبيض"، يرى عبد الجواد أنه ائتلاف يقوم على تناقضات كبيرة ويهدف إلى إسقاط بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة، لافتا إلى أن أعضاءه لا يتفقون على برنامج محدد. وتابع أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ولأول مرة قرر المشاركة في الانتخابات بشكل مباشر من خلال حزب "أزرق – أبيض"، معللا ذلك بشعور الجيش بأن نتنياهو يحطم وسائل الإعلام وحرية التعبير التي تعتبر إحدى مقومات قوة إسرائيل، وسياسة نتنياهو الساعية لإضعاف القضاء وإخضاعه لصالح السلطة التنفيذية، وملفات الفساد المشتبه بتورط نتنياهو فيها، بالإضافة الى استغلال نتنياهو للجيش في تنفيذ سياسات تعمل على تعزيز مكانته ومن بينها الملف الإيراني.

وأوضح عبد الجواد أن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع عدد مقاعد الأحزاب العربية التي خاضت الانتخابات بقائمتين هو انخفاض نسبة التصويت في المجتمع العربي مقارنة بانتخابات عام 2015 التي خاض فيها العرب الانتخابات ضمن القائمة المشتركة، إذ بلغت نسبة تصويت العرب عام 2015 نحو 63% فيما لم تتجاوز هذا العام 52%، مشيرا إلى أن 27% من العرب الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة صوتوا للأحزاب الصهيونية.

وتطرق عبد الجواد إلى أثر الانتخابات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني، مؤكدا أنه ولأول مرة في تاريخ الانتخابات يغيب الملف الفلسطيني عن المشهد. وشدد على أن نتائج الانتخابات ستلقي بظلال سلبية على الفلسطينيين لأن نتنياهو سيواصل سياسته ومساعيه لأضعاف السلطة وتدمير فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، في المقابل مثلت النتائج إضافة نوعية لـ "قانون القومية". واختتم عبد الجواد حديثه بأن الفلسطينيين مقبلون على أيام عصيبة جدا وهذا يتطلب من القيادة الفلسطينية وضع خطط للمواجهة.

 بدوره علق الحاج إبراهيم على المحاضرة بالقول "إن مرض الفلسطينيين المستمر منذ 90 عاما والمتمثل بانقسامهم وعدم قدرتهم على التوحد لمواجهة أي موضوع وحتى لو تعلق بمستقبل وجودهم، ما زال مستمرا، ويبدو واضحا أن تجربة القائمة المشتركة ذهبت بلا رجعة".

وأضاف "أن الانتخابات الأخيرة أثبتت بصورة قاطعة أن الانتخابات الإسرائيلية هي امتداد للانتخابات الأمريكية وهناك تداخل غير طبيعي بين المجتمعين، وترامب كان يصنع الدعاية الانتخابية لنتنياهو بإهدائه الجولان".

وأكد على أن إسرائيل تطلع إلى حصاد ما تم زرعه خلال 100 عام وتتويج المشروع الصهيوني بإقامة دولة إسرائيلية يهودية قائمة من النهر إلى البحر دون وجود أي كيان فلسطيني مهما قل شأنه، فوجود سلطة رمزية شكلية أصبح مزعجا للمشروع الإسرائيلي".