محاضرة لدائرة الإعلام حول صورة الفلسطيني في الإعلام الفرنسي

عقدت دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، الثلاثاء 22 تشرين الأول 2019، محاضرة متخصصة بعنوان "تحولات صورة الفلسطيني في الإعلام الفرنسي".

وقدم المحاضرة كل من الصحفي رجائي أبو دقه المقيم في فرنسا والذي يعمل في جريدة "ويست فرانس" منذ حوالي 15 عامًا، ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر.

هذا ورحب رئيس دائرة الإعلام د. محمد أبو الرب بالمتحدثين مؤكدا على أهمية استضافة خبراء ومختصين في ميادين الإعلام كافة لرفع وعي طلبة الإعلام وزيادة اطلاعهم على تجارب صحفية محلية وعربية وأجنبية.

من جانبه، استعرض الصحفي أبو دقة تجربته في تغطية عداون 2008 على قطاع غزة كونه من الصحفيين القلائل العاملين مع وسائل إعلام أجنبية وتمكنوا فيه حينه من تغطية الأحداث وكيف أصبحت الاخبار والصور التي يلتقطها من غزة مصدرا رئيسيا لأكثر من 25 وسيلة إعلام فرنسية، في إشارة إلى أن الرواية الفلسطينية قد نجحت في حينه في النفاذ إلى الرأي العام الفرنسي، وأن المصداقية والدقة كانت الأساس في ثقة وسائل الإعلام الفرنسية بما يصلها من غزة.

ورغم التحولات التي شهدتها صورة الفلسطيني في الإعلام الفرنسي، إلا إن المصدر الفلسطيني ليس بتلك الموثوقية في الإعلام الفرنسي-بحسب أبو دقه، وهذا ما يدفع الفرنسيين لاستقدام طواقم صحفية للتقصي.

صورة الفلسطيني قبل أوسلوا وبعده

يرى أبو دقه أنه قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 كان الفلسطيني يصور على أنه فدائي، لكن وبعد قيام كيانية فلسطينية وسلطة ذاتية تحولت توصيفات أي نشاط عسكري فلسطيني إلى توصيف جماعات مسلحة واختفى مصطلح الفدائي وصولاً إلى إطلاق صفة الإرهابي على أي فعل عسكري مقاوم بعد أحداث أيلول/ سبتمبر 2001.

ويرى أبو دقه أن الربيع العربي أثر سلباً على القضية الفلسطينية، إذ أصبحت تقدم كجزء من أزمة الشرق الأوسط وليس من مدخل الاحتلال، وبالمتوسط فإن 3 دقائق لأخبار العالم في الإعلام الفرنسي لا تأتي أحياناً على القضية الفلسطينية في ظل أحداث أكبر في المحيط.

كيف يمكن للرواية الفلسطينية النفاذ للعالم؟

يوصي أبو دقة بالابتعاد عن الكذب والمبالغة في التغطية الصحفية، والتركيز على الوقائع والمصطلحات القانونية كالقتل دون محاكمة.

كما وشدد على ضرورة التركيز على البعد الإنساني في التغطيات الصحفية والشهادات العينية بعيداً عن المحتوى الشعاراتي، وأضاف أن الاحتلال وآثاره المدمرة هو ما يتوجب أن يكون جوهر التغطية الصحفية، داعياً لإنتاج المحتوى بلغات متعددة وتوزيعها عبر العالم.

بدوره أكد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر على أهمية التشبيك الذي تقوم به نقابة الصحفيين الفلسطينيين مع نظيرتها الفرنسية، وكيف أصبحت النقابات الصحفية في أوروبا بمجملها مؤيدة للقضية الفلسطينية وتصدر بيانات شجب وإدانة واستنكار لانتهاكات إسرائيل بحق الصحفيين الفلسطينيين ومجمل انتهاكات حقوق الإنسان.