محاضرة حول الصهيونيّة وعلم الآثار كأيديولوجيّات استعماريّة

عقدت دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكية يوم الأربعاء 23 تشرين الأوّل 2019، محاضرة بعنوان: "الصهيونيّة وعلم الآثار كأيديولوجيّات استعماريّة"، قدّمتها الأستاذة سيلفيا تروني، وعقّب عليها الدكتور علاء العزّة

قدّمت تروني مداخلة تفكيكيّة للعلاقة الابستمولوجيّة بين علم الآثار والاستعمار الاستيطاني، إذ أنّ الأيديولوجيّتان تتشابهان -على الرغم من الاختلاف في تاريخ النشأة- في الجذور الفكريّة والممارساتيّة. فعلى مستوى الجذور الفكريّة، فإنّهما يتشابهان برؤية الأرض بوصفها حقل من الآثار التاريخيّة، والتي يجب الحفاظ عليها من التهديد الوجودي. أما على مستوى الممارسة، فإنّ هناك تطابق في السيطرة على الأرض بين علم الآثار والاستعمار الاستيطاني.

أكّدت تروني، أنّ المقاربات بين علم الآثار والاستعمار الاستيطاني قليلة. وهي بذلك، على عكس المجادلات النظريّة التي تشرح استخدام علم الآثار سياسيّاً ضمن الايديولوجيا القوميّة أو الاستعماريّة أو الامبرياليّة، تدعو إلى تصنيفٍ رابع يُعالج العلاقة بين علم الآثار والاستعمار الاستيطاني. وبذلك فإنّ العمليّة التفكيكيّة التي تطرحها تروني مرتبطة بمستقبل العلاقة بين الأيديولوجيّتين، وليس بالماضي كما يتصوّر البعض.

بدوره أكّد، رئيس دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة في جامعة بيرزيت، علاء العزّة، على أهميّة المقاربة النظريّة التي استخدمتها تروني في إثبات أنّ ثمة علاقة بين علم الآثار والاستعمار الاستيطاني، من خلال معالجة جديدة تقطع مع سابقاتها من المعالجات النظريّة.

تحمل تروني شهادة الماجستير في تخصص علم الآثار، وماجستير ثاني في تخصص القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان والموروث الثقافي. تعمل الآن على أطروحتها الدكتوراة في جامعة أكسير بعنوان: "خادمة الاستعمار الصهيوني " دراسة حول علم الإنسان وتقاطعه بين علم الآثار والهيمنة الاستعمارية الصهيونية في مدينة سلوان المحتلة شرقيّ القدس.