محاضرة حول المرأة والجنس في فلسطين الانتدابية 1918-1948 - أخبار

 استضاف معهد دراسات المرأة
المحاضر في العلوم السياسية أ. سميح حمودة الذي ألقى محاضرة تحت عنوان:
"الجنس في فلسطين الانتدابية 1918-1948"،
وذلك يوم الأربعاء 19
تشرين الأول  2011، وقد حضرها عدد كبير من
طلبة الجامعة.

تحدث أ. حمودة عن غياب موضوع الحياة الجنسية في فلسطين عن
الاهتمام الأكاديمي، وشرح علاقة هذه القضية بالتحولات التي حصلت داخل المجتمع
الفلسطيني خلال فترة الانتداب البريطاني. 
وقد اعتمد على المنهج الثقافي-الأنثروبولوجي في عرض دراسته حول الموضوع، شارحا
العلاقة بين هذا المنهج وبين تفسير التطورات والأحداث السياسية التي عاشها المجتمع
الفلسطيني خلال الفترة المذكورة.  وتطرق
لتأثيرات قيم الحداثة الغربية التي غزت المجتمع بقوة خلال فترة الانتداب، موضحاً
تأثيرها على النخبة السياسية، وعلى بناء هويات وولاءات جديدة، تعارض جزء منها مع
المشروع الوطني، وخلق فئة من النخبة والقيادة كانت مستعدة للتعايش مع الوجود
اليهودي على اعتبار أن التجمع اليهودي فسح مجالا أمام هذه الفئة للعبور إلى عالم
جديد من حياة المتعة والترفيه، مما دفعها للتعاون مع الحركة الصهيونية، والعمل على
تشجيع بيع الأراضي للصهاينة.

تناولت المحاضرة 
أيضاً الفهم اليهودي لمسألة بناء الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وسعي
القيادة الحاخامية والمؤسسات الدينية اليهودية لمنع أية علاقات جنسية بين رجال عرب
ونساء يهوديات، على اعتبار أن هذا يسبب امتزاج اليهود بغيرهم ويعكر النقاء العرقي
لليهود، وشرح كيف تناقض هذا مع استخدام الحركة الصهيونية لبيوت الدعارة اليهودية
من أجل تسهيل تنفيذ مخططاتها السياسية في اختراق المجتمع الفلسطيني وتجنيد الأنصار
والعملاء منه، وقال: أن هذه الطريقة اللاأخلاقية كانت قد استخدمت خلال الحرب
العالمية الأولى من قبل المخابرات البريطانية للتجسس على الأتراك، حيث كان للقادة
العسكريين الأتراك في فلسطين عشيقات يهوديات كن يعملن مع المخابرات البريطانية.

في ختام المحاضرة أكّدت مديرة معهد دراسات
المرأة، د. إصلاح جاد، على وجوب وضع  هذا
النقاش في إطار العلاقة ما بين الجنسانية والسياق الاستعماري، فالجنس في السياق
الفلسطيني مرتبط بمفهومي العار والشرف وفي المجتمعات الخاضعة للاستعمار يتم
استخدام الجنسانية ضمن آليات التحكم بالبُنى الثقافية لإخضاع المجتمع والسيطرة
عليه.