محاضرة حول الفنون الشعبيّة وتجليّاتها الفكاهيّة

عقدت دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة يوم الأربعاء 9 تشرين الأول 2019، محاضرة بعنوان: "الفنون الشعبيّة وتجليّاتها الفكاهيّة كأداة في تشكيل استراتيجيّات التأقلم والمقاومة تحت الاحتلال"، قدّمتها الدكتورة نورا كمال، وعقّب عليها الدكتور علاء العزّة.

عرضت كمال، وهي باحثة مشاركة في معهد الأنثروبولوجيا في الأكاديمية النمساويّة للعلوم، خلال المحاضرة، الفكرة التي ينطوي عليها مشروعها البحثي حول "الفكاهة" كإحدى أنواع المقاومة التي يمارسها المجتمع الفلسطيني، في ظلّ سياسات الاحتلال الإسرائيلي والظروف السياسيّة الصعبة التي تنعكس على الحياة اليوميّة للفلسطينيين. 

اهتمّت كمال باستكشاف الجانب الاجتماعي والسياسي والثقافي، الذي يظهر بشكل جليّ في الفُكاهة الشعبيّة، والكاريكاتير وعدّة تعبيرات فنيّة أخرى ذكرتها، والتي ينتجها الأفراد الفلسطينيين، بوصفهم فاعلين اجتماعيين خارج إطار الضحيّة. من خلال ذلك، يخلق المجتمع الفلسطيني استراتيجيّات تأقلم ومقاومة للوجود الإسرائيلي في فلسطين. إذ أشارت إلى أنّ النكتة، في إحدى أشكالها، إنّما تقوم بالتعبير عن المعاناة خلال وصف الواقع ونقده، كما أنّها تجعل من الحياة اليوميّة الصعبة للفلسطينيين مُحتملة.

بعد انتهاء مداخلتها، قدّم العزّة، وهو رئيس دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة، تعقيباً وضّح فيه أنّ النكتة عبارة عن مرآة تمكّننا من رؤية المجتمع بشكل جليّ. كما وأشاد بالمشروع البحثي لكمال، إذ أشار إلى أهميّة أن تنشغل الكتابة البحثيّة بالحياة اليوميّة وكيفيّة عمل المجتمع، كاهتمام الباحثة بالفكاهة كأساس للتحليل.

أضاف العزّة، أنّ للنكتة وظيفتان أساسيّتان؛ فهي أداة لوصف الواقع وتحدّيه أولاً، ومن ثمّ ثانيّاً توسيع وتوضيح الصورة الاجتماعيّة التي يعيشها الناس، حيث ذلك ما يحاول الواقع إخفاؤه. والنكتة أو السخريّة بالأساس، كما وضّح العزّة، تعمل على تحفيز الأفراد الاجتماعيين، حيث تخيف السلطة، وتعمل على مقاومتها. غير أنّه استطرد، في أنّ النكتة لا تخلو من إشكاليّات استخدامها في تثبيت الصور النمطيّة عن المجتمعات، وكذلك في تعزيز خطابات عنصريّة أحياناً.

كما تخلّلت المحاضرة مداخلات متنوّعة من الحضور، المكوّن من أساتذة من عدّة كليّات من الجامعة، وطلبة كذلك، من شأنها أن تساهم في تطوير مشروع كمال البحثي. 

يذكر أنّ المحاضرة، هي افتتاحيّة لسلسلة محاضرات لامنهجيّة ستنظّمها دائرة العلوم الاجتماعيّة والسلوكيّة في جامعة بيرزيت، خلال الفصل الدراسي الحالي.