محاضرة في جامعة بيرزيت للفيلسوف برقاوي بعنوان "هل من مستقبل للعرب؟ نظرة فلسفية"

محاضرة في جامعة بيرزيت للفيلسوف برقاوي بعنوان "هل من مستقبل للعرب؟ نظرة فلسفية"
 

قال الفيلسوف البروفيسور أحمد برقاوي إن أهمية الحرية تكمن في بعقول الأفراد وليس في عقل الحاكم المستبد، مشيراً إلى وجود حالة من النكوص التاريخي نعمل فيها على إعادة الماضي، لأن الحاضر مرفوض ذهنياً والمستقبل الحقيقي يكمن في الواقع الممكن وليس في الذهن.
 
جاءت أقوال برقاوي خلال محاضرة بعنوان: "هل من مستقبل للعرب؟ نظرة فلسفية"، نظمتها دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية وبرنامج ماجستير الدراسات العربية المعاصرة في جامعة بيرزيت،بالتعاون مع مؤسسة محمود درويش، الأربعاء 18 نيسان 2018.
 
وحضر المحاضرة رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت د. حنا ناصر وأساتذة متخصصون في العلوم السياسية والفلسفة والعلوم الاجتماعية وعدد من الموظفين والطلبة.
 
وافتتحت رئيسة دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية هدى عوض المحاضرة بالتعريف بالبروفيسور برقاوي قبل أن تطرح عليه سؤال المحاضرة، معرفةً إياه بالفيلسوف والمفكر والناقد والباحث والشاعر والفاعل في المشهد السياسي.
 
وأكد برقاوي أن الفلسفة تقوم على فن التفكير والشك والحوار وطرح الأسئلة، موضحاً أنها لا تقدم الإجابات بل تعمل على تفتيت العقل بالتفكير والتحليل. مشيراً إلى أن السؤال المطروح "هل من مستقبل للعرب؟" ينطوي على أيديولوجيا ومعرفة علمية وأحلام وإمكانيات (زائفة وواقعية)، وشرخ مزمن بين الفكر والواقع الراهن.
 
وقال: "من الصعب رسم المستقبل، لذلك سنحاول تصوره. إننا نرى المستقبل من تصورات ما نريد لأنه متناقض مع الحاضر الذي نتجاوزه للتصورات"، وأضاف أن هناك حالة من النكوص التاريخي نعمل فيها على إعادة الماضي بسبب رفض الحاضر في أذهاننا، لافتاً في هذا الإطار إلى ما اصطلح على تسميته "الممكن الزائف"، وهو فكرة بالذهن وليست بالواقع وبالتالي هي غير قابلة للتحقق كما يتم تصورها، ومن المهم تفكيك هذا المفهوم.
 
وشدد برقاوي على أن المستقبل الحقيقي هو الموجود في الواقع، والواقع ينطوي على الممكن وليس في الذهن، مشيراً إلى أن اقتناص الممكن في الواقع هو الإبداع، وضرورة اكتشاف الممكن الحقيقي ضمن الواقع المعيش".
 
وشدد برقاوي على أن تصور المستقبل العربي قائم على فكرة تحقق الحرية، والحرية في حالة اغتراب، وأن أهمية الحرية ليست في فكرة وجودها في عقل الحاكم المستبد بل لدى الأفراد، وأشار إلى وجود تناقض بين وعي الأفراد بحريتهم ووعي السلطة التي تريد أن تستولي على وعي الأفراد الحر، كما شدد على أن معركة المستقبل العربي هي معركة انتصار الشعور بالأنا الذي ينتقل إلى فعل، مشيراً إلى أن أزمة العالم العربي تكمن في النزعة القطيعية.

وفي الحالة العربية، قال برقاوي إن الإجابة عن سؤال ما هو المستقبل الممكن وما هي الإرادة التي تعمل على نقله إلى واقع تكمن في تحقيق العقد الاجتماعي الُمؤسس على عقد وطني واحترام الاختلاف ونبذ فكر القطيعة، وأنه لا يمكن للمجتمعات أن تعيش وتتطور دون نخبة قوية ومعترف بها، مضيفاً: "نحتاج إلى الصبر والانتظار لتحقيق الإمكانية والإرادة والتنظيم".