محاضرة في دائرة العلوم السياسية تناقش المعيقات الاقتصادية والتحول السياسي في تونس

نظمت دائرة العلوم السياسية، يوم الأربعاء 14 كانون الثاني 2021، ندوة رقمية ناقشت المعيقات الاقتصادية والتحول السياسي في تونس، قدمها الأستاذ المهندس الصغير الصالحي صاحب كتاب "الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة". وذلك بمشاركة واسعة من طلبة وأساتذة الجامعة، فيما  أدار النقاش رئيس دائرة العلوم السياسية الدكتور هاني موسى.

وقدم الصالحي قراءة لمسار الثورة التونسية منذ العام 2010، مستعرضاً اهم محطاتها منذ سقوط بن علي، مستعرضاً التحولات في الخارطة السياسية التونسية الانتقالية وتوافقات النخب السياسية ومخرجات الانتخابات وأثرها على بنية النظام السياسي وقدرته على أحداث التغيير.

واعتبر الصالحي ان شعارات "الإصلاح من الداخل" و" الحفاظ على المنظومة" جردت الثورة من قدرتها على احداث التغيير الجذري على مستويي المؤسسات والسياسات. مشيراً إلى أن كل هذا أحدث تشوهات في خريطة مراكز القوى السياسية في تونس، التي سيطر فيها المال على السياسة وأعطى للأكثر جهوزية القدرة على الحضور الشعبوي في ظل عدم وجود برامج تنموية وسياساتية فاعلة.

  وأشار الصالحي على محدودية الإنجازات التي افرزتها الخارطة الحزبية والسياسية خلال السنوات الخمس الفائتة، خاصة في مجال مراجعة البنية القانونية والدستورية، وانجاز البنية المؤسساتية الرافعة للتنمية والمعززة للشفافية. وعزا الصالحي توسع اللامساواة الاجتماعية وعدم تغيير هياكل السوق والاقتصاد وتراجع المؤشرات الاقتصادية الى التوافق بين اهم مكونيين في الفضاء السياسي التونسي عام 2014 وهما النهضة ونداء تونس، والتقاسم وفق منظومة تسويات استمرت حتى اليوم. وعاد الصالحي لجذور الاختلالات في البنى الاقتصادية الاجتماعية، مؤكداً ان أية اصلاحات اقتصادية جدية ستقلب الطاولة على النخب المهيمنة تاريخياً، كونها ستشكل صدام بين هذه النخب التقليدية وبين المهمشين. معتبراً أن الأزمة الحالية في تونس ليست سياسية بقدر ما هي اجتماعية واقتصادية بنيوية.